4ـ الصلاة والقراءة :
ــ الهدف من تــــلاوة المزامـــــير هو الحديث الهـــــادئ مع اللــــــــــــه ،
والتضــــرع بهــــدوء بغير ســــــجس ،
ولا نكون كالجهلاء ونكثر العدد بينما أفكارنا طائشة في الأمور الحقـيرة ،
ونخرج من هنــــاك ( أي من الصــلاة ) ،
ونحن خاليين من جميع الخيرات التي ينالها العقل المنتبه ،
عادة في مثل هذه الأوقات .
ــ كما أن الكــــــــــــــــــــــلام لا يســـــــــــــــمع مــــن غير صـــــــــــــوت ،
هكـــــذا لا يمكن أن يتفاوض العقل مع الآلام
( أي أفكـــــــــــار الشـــــــــــــهوات ) من دون ( وجود ) الماديات .
ــ كما أنه لا يمكن أن يظـــــــــــــهر للعــــــــين طبـــــــــــع الشيطان إن لم يأخذ شكلا يناسب حواسنا ،
هكــــــذا لا يمكن أن يحرك أفكاره داخل القلب ويوجه العقل نحوها من دون أن ( يظهر ) خيــــالاتها .
ــ ثاؤوريا العالم الجديد تدركهـــــــا الملائكة القديسون بنعمة الخـــــــــــــالق ،
ولأن غرضه ( أي الله ) منذ البداية المساواة الكـــاملة بين كل خليقته الناطقة ( أي الملائكة والبشر )
وحـــــــتى لا يظلم الجسد الطبيعي ( الذي للإنسان ) ،
فإنـــــــه لن يكون فـــرق بـــــــين هؤلاء وأولئــك لا بالزيادة ولا بالنقص .
ــ كثيرون وهــــم في صلاة طـــــاهرة حزينــــــــة يــــؤدون الميطـانيات ،
لكنهـــــم يتوقفــــون عن الميطــــانيات هــذه التي يصاحبها صلاة نافعة ،
لظنهــــم أنهم بثباتهم طويلاً في هذا العمل العظيم ،
قد حرموا من المزامير ومن الهدف من القــراءة ،
وهــــــم لا يدركون منافعها .
ــ إن هؤلاء الفضلاء لا يعرفون أن تلاوة المزامير والقراءة والهذيـــــذ بهــــــــا ،
إنمـــــــــــا لكــــــــي يتطهر الضمير من الطياشة ( أي في التفكـير فيما لا ينفع ) ،
وليتحرك بنقاوة في الصلاة ، التي هي الحــــــــديث مع الله ،
الذي إنما نعمل كل شيء لأجله .
ــ الإيمـــــــــــان هو مشاعر تزهر في العقــــل مــــن نعمة اللــــــه ،
فيمتلئ اقتناعاً عن الشئ الذي لا يمكن التعبير عنه خلال السطور .
ــ إن عقل المؤمن هــو الذي له القدرة أن يعرف الشيء الذي يستعلن للأصحاء ،
وأما المـــــريض الـــــــــذي يتغذى بالبقول فلا يعــــطى لـــه غــــذاء الأصحاء .
ــ نظهر في أفهامنـــــا عـــــدة تأمـــــلات عـن الطبائع العقلية ( أي الملائكة ) ،
وأخرى عن أعمالهم وأيضاً عن العطايا التي نالوهـــا مـــــن الخـــــــــــــالق .
وفيهم دلالة على ما فـــــــــــــــــي القيامة العامة للخليقة هذا الشيء السري العتيــد ،
وأيضاً إعلان عن الســـيرة الجــــــــديدة التي ســــــتكون للناطــقين ،
( أي البشر ) في تلك الحياة ،
تــــــــــلك التي ستكون كما يليق بعظمــة نعمـة الخـالق
والتي تؤهلهـــــم لبـــــــلد الروحـــانيين ( أي أورشليم السـمائية ) .
إن ( طبيعة الملائكة ) تظهر لنــــا أسرار العالم الجديد غير المنظـــــــــور ،
هــــذا الــذي ســـــــيعطيه ( الله ) للخليقة في النهاية ،
والحال الذي ســـــيكونون فيــــه والتصرف بتقــــــوى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق