5ـ الجهــاد والرجــــــــاء :
ــ محب الأعمال ( أي حياة الجهاد ) ليس هو الذي لا يحب راحة الجسد ،
بــــــــل الذي لا يحب أفكــار الجسد .
ــ إذا ما ضـعفت آلام النفس بالسكون وصمتت ،
فإنه بسهولة يقهــــــــــر شــهوات الجســـد .
ــ الذي يجــــــاهد باســـــتقامة ، يجب أن يكون له هــــــــذا الغرض في أعمــــاله ،
وهو أن يجعل عقله صحيحاً ولا يتحرك مغلوباً من الآلام ( أي أفكار الشهوات ) .
ــ غرض المعرفة أن تدني العقل لموهبة النظرة الإلهيــة ،
التي هي كمال الثاؤوريا .
ــ الإحساس الروحي بالنعمة ، يوجـــــــــــــــد بعمــــل التوبـــــــــــة الروحـــاني ،
وعمل التوبة الروحــاني هو البكاء الداخلى للإنسان من أجــــــــل الـــــــزلات ،
هذا الذي يوجد في القــلب حبـــــــــــاً فــــــــــــي الآب وليس رعباً من الدينونة ،
وبالعقل الحــامل الحـــزن كذبيحـــــة ترضـــــــي الله في كل وقــــــــــــــــــــــت ،
فإنـــــــــــــــــــــــــــــــه يتفاوض بالهذيذ الدائم بالله بتضرع خـــــــــــــــــــفي .
والإحساس الروحي للعقــل في عمل الســكون ،
هو التنعم بالرجاء المفــرح الذي يذوقه القلب ،
هذا الـــذي ينبع داخل العقل من فيض الحـــب .
وهذا هو معنى قــــــــوله : طوبى للحــــزانى لأنهم يتعزون .
ــ الإنسان في جهــــــــاده فـي طريق الفضيــلة إذا بلغ إلى فرح الرجـــــــاء ،
فعند ذلك يبتعد عنه الشــــــــــــــقاء ، ويخف عنـــه ( الشعور )
بثقـــل العمل ( أي الجهاد ) .
ومن هنا يترك عنه عمل الخوف ، ويبعـــد عنــــــــه الرعب وخوف الطــريق ،
ويبــــــدأ بعمل الحب ، ويثق قلبه ويبتهــج ضميره ، ولا ينظر هذا العالم كلياً ،
ولأن الرجاء بالأمور الأبدية يتحرك في نفسه دائماً ويملأه بهجة في كل وقت ،
لذا يصير هذا العـــــالم محجوباً من أمام عينيـــــه ،
ودون أن يعرف الســـــــبب فإن نفسه تفـــــرح في كل وقـــــــــت ،
كمن هو قائـــــــــــــــــــــــم في العالم العتيـــد ( أي ما بعد القيامة ) .
ومثــــل هذه الأمور ينظرها في ذاتـــــــــــــــه دائماً في الســــكون .
وهذه - حسب قولهم ( أي الآبـــــــــاء ) -
تكون في الوقت الذي تبدأ فيه النفـــــس ،
في الانعـــــزال عن الشركة مع الخطية .
ويبدأ القلب بواسطة السكون الدائم أن يتنقى من الذكريات ،
التي تأتي بالصــــور التي تنبــــــــه أعضاء الإنسان العتيـق في القلب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق