5 ـ التدابير و الفضائل :
55 ـ قوة الفضيلة التى نعملها بتغصب مثـل العبيـد الخاضــــــعين اضطراراً للشريعة والناموس ،
والقــوانين المحــددة ، هـــــــى شيء آخر غــــــــير
قوة الفضيلة التى نعملها إختيارياً بحرية إرادة البنــــــــــــين
مـــــن حرارة الحب بالسلام والفـــرح الســـــــــــــــيدي .
56 ـ قوله أعبر عن الشر وأتجـــاوزه هى الفضيلة الغصبية التي من تدبــــــير الإضــــــطرار القســـري ،
للخضـــــوع للشــــريعة ، وهـــــــذه تــــــــــــــــلد الــــــــــبر ،
أمــا الغصــــــــب ( النابــــــع من النفـــــس ) لصنـــــــع الصـــلاح
فهو فضيلة التدبير الإنجيلي التى تعمل إختياريا بحـــرية البنـــــين ،
وتشركنا بالروح القــدس وتقـــدس النفـــــس وتمــــــــــلأهـــا
ســــــلاماً وعــــزاء وفرحــــــــــــــاً .
57 ـ التدابير الفاضـــــــــلة التى تصنع غصباً من أجل حكم النامــــوس ،
وليـــــــــــــــــــس من أجل الرجـاء العتيــــد ،
ليس فيهــــــــــــا فـــــرح حقيقي ولا ســـلام ولا حب روحــــــــــاني ،
الذي يفرح فى كل شــــيء ويصــــــــــــــــبر على كل شــــــــــــــــيء ،
بل هى بــــــــر اغتصابي من أجل الخوف والحكم والعـذاب .
58 ـ والتدبير الفاضلة تعمل بالاختيار بالحــــــــب الإلــــهى ،
ليس فيها تغصب ولا اضطـــرار يطالب ويلوم ويهـــدد ،
بل تكون النفس مرتبطــــــــــــة بالحــــب الإلهــــــــــي بالرجــــاء العتيــــــد ،
ومملـــــــــــــــــــــوءة فرح الروح القــــدس .
59 ـ لا يطغى المتوحد الاهتمام بتمييز المســميات والألفاظ ،
فيفقـــد ضمـــيره فهمهـــــــــــــا على حقيقتهــــــــــــا ،
وأيضــــــــــــــــاً لا يقــرأ باستهتار بغـير اســـتنارة الفهــــم ،
فذاك يولد طياشة وانقسام الضمير وهذا يولد بطالة وطغيان .
60 ـ حياة المتوحد وأمـــله الذى يرجـوه هو :
أن يتجرد من العالم المنظور ويمحـو تذكــــــــــر صــــــوره من قلبــــــه ،
ويتصور العالم الجديد بعقـله ويرسمه فى ذاكرته والهذيذ به بلا فتــــــور .
61 ـ هذا العالم المتغير الممــلوء اضطــــراباً وحــــيرة ، ليس الحق قائم فيه بل انحـراف ،
لــذا فــإن نور عدم الآلام الذى أهل له القديسون ، هو نعمة إشــــراق العالم الجـديد ،
وهـــــــــذا يســـتحقونه كما فى مــــــرآة لحبهــــم واشــــــــــتياقهـــم للإلهيــــــــات .
وأيضــــــاً الحق الذى به نعمل الأعمال الحســــنة هو شـــــعاع الحـق الذي داخلنـــا .
62 ـ عندما تبدأ ذاتك فى حفـظ الوصايا حقاً من كل القلب وبالأعمال تجـــاهد مقـابل الشهوات ،
وتكمـــــــــــــــل عمل التواضـــــع لأجل حب المسـيح وســلام قلبــــــك ،
فأعد نفســــــك :
لتقبل جميع ما يأتى عليك من المضاد ومن الأصـدقاء والمحبـــــــيـن ، من إزدراء وتعيير واحتقار وخسارة و هزء ،
وأيضاً أمراض متعــــــــددة وانحلال الجسد ، وعدم توفر ما يحتاج إليه القوت الضــرورى ،
مع ربــــــوات شـــــــرور ،
لأنه كــتب إن حــــــب الله يختــــــبر بالأشــــــياء المضادة ( أي التجـــــارب ) .
فإن احتمــلت هذه بشـــكر بغير تذمر ، فثــــــــق وارفــــــع رأس نفســـــــــــك ،
واقبل داخـــلك فعل النعمة خفيــــــــاً ، وعـــــش ســـرياً لله بعزاء نفسك الخفى .
63 ـ لا تنزع الشهوات مـــن النفس بشيء مثل غليان الحــب الإلــهي ،
هذه الحرارة هى جهاد النفس التى بحدة تقــــاتل مقابل الشهوات .
64 ـ لا سلام فى الجهاد ضد الشهوات ، بـــــــل عندما تحزن النفس على خلوهــا من الســـــــلام ،
تحتــــد بيقظه ضد الشهوات التى جردتهـا من الســـــــلام ،
فتجـــــــاهد حـــــــتى المــــــــــوت لكــــــى تغلب وتقهـــر الأعــــــداء وتســتريح بالســــــلام ،
أو بحـــــدة الغليـــــان فى الجهــــاد ضـــــد الشـــــــــهوات التي تكـــــــــــــــــــدر الســــــــلام الداخـــلي ،
لأنه يفهم ويعرف أنه وإن كان يمـــــــــوت من هذه الحـــــرارة التي مقابـــــــــل الشهوات .
فهــــــــــو فى العــــالم الجـــــيد حــــــيث ســــــــــــــلام القــــــــــــــــــــــــــلب .
فإنـــــــــه يتحـــــرر من النـــدم ، ويؤهـــل للســـــــــــلام والتنعم مع المســــيح .
65 ـ مادامت الآلام ( أي حروب الشهوات ) تعمـــــل بوحشـية ،
فلا موضــع للزكاوة وقـــــــد خطـــفت النفــس غصــــباً ،
واســتعبدت لـــــــــذاك الألـــــــــم الـــذي منـــه اغـــلبت .
والســـــــــلام يملك فى النفس بعد الزكاوة والنقـــــــــــاء مـــــن الآلام ،
ويحفـظ بمراحـم ربنا يســـــوع المســـــــــيح بالفـرار من
جميـــع اللقــاءات النافعـــــة والضــــــــــارة .
66 ـ الذى يسير فى البحر لأول مرة ، فرغم أن المركب ، وكأنها تطير بأجنحة إلى الاتجاه الــذي إليه تصــــــوب ،
فإنــــه يظــــــن أنـــه واقـــــــف فـــي مكــــــــــــــــانه .
هكـــــــذا الــــــــذي يبتعـــــد عــــــن الحــــــــــــق ، فإنــــه كل يوم ينحط إلى أسفل فـــي ســـــيرة تدبــيره ،
لتجـــــــــــــــــــــــــرده مـــن النعمـــــــــــــــــة ،
وهــــــو يظـــــن أنـــه لا يتمــــــــادى ( فى الزلل ) ، بل أنـــه لـــــــــــم يتحـــــــــــرك مـــن موقعـــــــــــــــــه .
إن هـذا يحدث لنا لأننا ندين ضعف وعجز رفقائنـــا ، ونقبــــل عليهم المثلبة ونـــبرر أنفسنا بالقياس للآخرين .
67 ـ الــــذي بعظــــم معرفتـــه يريد أن يتشـــــــــــــــــبه بالله ،
فـــأنه عــــــــــوض ســــــــــــلام قلبـــــــــــــــــــــــــــه ، عليـــه أن يحمل عجز الكــــل كالله بغـــير تبــــرم ،
ويثبت مع الضـــعفاء الذين هــــم أقــل منـــــــــه ، ولا يتغـــير وينقلب عن الصــلاح الأول الــذي فيـه ،
حتى أن اضطر حيناً أن يغير زيه لأجل تقويمهــم ، وأيضاً أن يحفـــظ ما يخصـــه كمتشـــبه باللــــــــه ،
لئـــلا وهـــو يقــــــــدم الشـــــــفاء للآخــــــــرين ، يتحكم فيه جرح قساوة القلب ويتمكـــن فيه الزهو .
68 ـ الشهوات هـــى مـــــــــرض النفــــــــــــس ،
والنفــس التـــى لم تتحــــرر من الشـهوات ،
لا ترث ملكوت الله الذى بداخلهـا .
69 ـ لا يظـــهر الآبــاء لأولادهم أسرار كنوز ذخـــائرهم مـــا دام الأعــــــداء مســــــــــتترين فى البيت .
هكذا لا يظـــهر الــــروح القدس ســــر ملكــــــــوت الله
الذي فى الداخل ( أي داخل الانســــــان )
ما دامت النفس مرتبطة بالشـــهوات بإختيارها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق