الاثنين، 21 مايو 2018

5 ـ التدابير و الفضائل ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالسادس ) الجزء الرابع ـ فصل 2

5 ـ التدابير و الفضائل :


55 ـ  قوة الفضيلة  التى نعملها بتغصب مثـل العبيـد الخاضــــــعين اضطراراً للشريعة والناموس ،
                                                      والقــوانين المحــددة ، هـــــــى شيء آخر غــــــــير    
     قوة الفضيلة التى نعملها إختيارياً بحرية إرادة البنــــــــــــين
                                               مـــــن حرارة الحب بالسلام والفـــرح الســـــــــــــــيدي .  


56 ـ  قوله أعبر عن الشر وأتجـــاوزه  هى  الفضيلة الغصبية التي من تدبــــــير الإضــــــطرار القســـري ،  
     للخضـــــوع للشــــريعة ، وهـــــــذه تــــــــــــــــلد الــــــــــبر ،
  أمــا الغصــــــــب ( النابــــــع من النفـــــس ) لصنـــــــع الصـــلاح
  فهو فضيلة التدبير الإنجيلي التى تعمل إختياريا بحـــرية البنـــــين ،
وتشركنا بالروح القــدس وتقـــدس النفـــــس وتمــــــــــلأهـــا
                                     ســــــلاماً وعــــزاء وفرحــــــــــــــاً .


57 ـ  التدابير الفاضـــــــــلة التى تصنع  غصباً من أجل حكم النامــــوس ،
                                  وليـــــــــــــــــــس من أجل الرجـاء العتيــــد ،
                                   ليس فيهــــــــــــا فـــــرح حقيقي ولا ســـلام ولا حب روحــــــــــاني ،
                                   الذي يفرح فى كل شــــيء ويصــــــــــــــــبر على كل شــــــــــــــــيء ،              
                                                بل هى بــــــــر اغتصابي من أجل الخوف والحكم والعـذاب .


58 ـ  والتدبير الفاضلة تعمل بالاختيار بالحــــــــب الإلــــهى ،
       ليس فيها تغصب ولا اضطـــرار يطالب ويلوم ويهـــدد ،
       بل تكون النفس مرتبطــــــــــــة بالحــــب الإلهــــــــــي بالرجــــاء العتيــــــد ،
                                              ومملـــــــــــــــــــــوءة فرح الروح القــــدس .


59 ـ  لا يطغى المتوحد الاهتمام بتمييز المســميات والألفاظ  ،
       فيفقـــد ضمـــيره فهمهـــــــــــــا على حقيقتهــــــــــــا ،
       وأيضــــــــــــــــاً لا يقــرأ باستهتار بغـير اســـتنارة الفهــــم ،
       فذاك يولد طياشة وانقسام الضمير وهذا يولد بطالة وطغيان .


60 ـ حياة المتوحد وأمـــله الذى يرجـوه هو :
                       أن يتجرد من العالم المنظور ويمحـو تذكــــــــــر صــــــوره من قلبــــــه ،
                      ويتصور العالم الجديد بعقـله ويرسمه فى ذاكرته والهذيذ به بلا فتــــــور .


61 ـ   هذا العالم المتغير الممــلوء اضطــــراباً وحــــيرة ، ليس الحق قائم فيه بل انحـراف ،
        لــذا فــإن نور عدم الآلام الذى أهل له القديسون ، هو نعمة إشــــراق العالم الجـديد ،
       وهـــــــــذا يســـتحقونه كما فى  مــــــرآة لحبهــــم واشــــــــــتياقهـــم للإلهيــــــــات .
       وأيضــــــاً الحق الذى به نعمل  الأعمال الحســــنة هو شـــــعاع الحـق الذي داخلنـــا .


62 ـ  عندما تبدأ ذاتك فى حفـظ الوصايا حقاً من كل القلب وبالأعمال تجـــاهد مقـابل الشهوات ،
                            وتكمـــــــــــــــل عمل التواضـــــع لأجل حب المسـيح وســلام قلبــــــك ،
 فأعد نفســــــك :
     لتقبل جميع ما يأتى عليك من المضاد ومن الأصـدقاء والمحبـــــــيـن ، من إزدراء وتعيير واحتقار وخسارة و هزء ،   
وأيضاً أمراض متعــــــــددة وانحلال الجسد ، وعدم توفر ما يحتاج إليه القوت الضــرورى ،       
 مع ربــــــوات شـــــــرور ،
  لأنه كــتب إن حــــــب الله  يختــــــبر  بالأشــــــياء المضادة ( أي التجـــــارب ) .
               فإن احتمــلت هذه بشـــكر  بغير تذمر ، فثــــــــق وارفــــــع رأس نفســـــــــــك ،
           واقبل داخـــلك فعل النعمة  خفيــــــــاً ، وعـــــش ســـرياً لله بعزاء نفسك الخفى .  


63 ـ  لا تنزع الشهوات مـــن النفس بشيء  مثل غليان الحــب الإلــهي ،
       هذه الحرارة هى جهاد النفس التى بحدة تقــــاتل  مقابل الشهوات .


64 ـ   لا سلام فى الجهاد ضد  الشهوات ، بـــــــل عندما  تحزن النفس على خلوهــا من الســـــــلام ،
                                                   تحتــــد بيقظه ضد الشهوات التى جردتهـا من الســـــــلام ،       
       فتجـــــــاهد حـــــــتى المــــــــــوت لكــــــى تغلب وتقهـــر الأعــــــداء وتســتريح بالســــــلام ،
      أو بحـــــدة الغليـــــان فى الجهــــاد ضـــــد الشـــــــــهوات التي تكـــــــــــــــــــدر الســــــــلام الداخـــلي ،
 لأنه يفهم ويعرف أنه  وإن كان يمـــــــــوت من هذه الحـــــرارة  التي مقابـــــــــل الشهوات .
       فهــــــــــو  فى  العــــالم الجـــــيد حــــــيث ســــــــــــــلام القــــــــــــــــــــــــــلب .
       فإنـــــــــه يتحـــــرر من النـــدم ، ويؤهـــل للســـــــــــلام  والتنعم مع المســــيح .


65 ـ  مادامت الآلام ( أي حروب الشهوات ) تعمـــــل بوحشـية ،
       فلا موضــع للزكاوة وقـــــــد خطـــفت النفــس  غصــــباً ،
       واســتعبدت لـــــــــذاك الألـــــــــم الـــذي منـــه اغـــلبت .
      والســـــــــلام يملك فى النفس بعد الزكاوة والنقـــــــــــاء مـــــن الآلام ،  
                     ويحفـظ بمراحـم ربنا يســـــوع المســـــــــيح بالفـرار من
                     جميـــع اللقــاءات النافعـــــة والضــــــــــارة .


66 ـ  الذى يسير  فى البحر لأول مرة ، فرغم أن المركب ، وكأنها تطير بأجنحة إلى الاتجاه الــذي إليه تصــــــوب ،
  فإنــــه يظــــــن أنـــه واقـــــــف فـــي مكــــــــــــــــانه .
 هكـــــــذا  الــــــــذي  يبتعـــــد عــــــن الحــــــــــــق ، فإنــــه كل يوم ينحط إلى أسفل  فـــي ســـــيرة تدبــيره ،
لتجـــــــــــــــــــــــــرده مـــن النعمـــــــــــــــــة ،
وهــــــو يظـــــن أنـــه لا يتمــــــــادى ( فى الزلل ) ، بل أنـــه لـــــــــــم يتحـــــــــــرك مـــن موقعـــــــــــــــــه .         
 إن هـذا يحدث لنا لأننا ندين ضعف وعجز رفقائنـــا ، ونقبــــل عليهم المثلبة ونـــبرر أنفسنا بالقياس للآخرين .


67 ـ  الــــذي بعظــــم معرفتـــه يريد أن يتشـــــــــــــــــبه بالله ،
       فـــأنه عــــــــــوض ســــــــــــلام قلبـــــــــــــــــــــــــــه ، عليـــه أن يحمل عجز الكــــل كالله بغـــير  تبــــرم ،
ويثبت مع الضـــعفاء  الذين هــــم أقــل منـــــــــه ، ولا يتغـــير وينقلب عن الصــلاح الأول الــذي فيـه ،
 حتى أن اضطر حيناً أن  يغير زيه لأجل تقويمهــم ، وأيضاً أن يحفـــظ ما يخصـــه كمتشـــبه باللــــــــه ،     
لئـــلا وهـــو يقــــــــدم الشـــــــفاء للآخــــــــرين ،  يتحكم فيه جرح قساوة القلب ويتمكـــن فيه الزهو .


68 ـ  الشهوات هـــى مـــــــــرض النفــــــــــــس ،
      والنفــس التـــى لم تتحــــرر من الشـهوات ،
                 لا ترث  ملكوت الله الذى بداخلهـا .


69 ـ        لا يظـــهر الآبــاء لأولادهم أسرار كنوز ذخـــائرهم  مـــا دام الأعــــــداء مســــــــــتترين فى البيت .
      هكذا لا يظـــهر الــــروح القدس ســــر  ملكــــــــوت الله  
                          الذي فى الداخل ( أي داخل الانســــــان )
       ما دامت النفس مرتبطة بالشـــهوات بإختيارها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق