6 ـ تنوع الافكار :
70 ـ كل ألم أو فكــــر يـــأتى علينــــــــــــــــــــــا و يقبـــــــــــــــل يثبــــــت ،
اعـــــــــــــلم أن له فى داخلنا من نوعــــــه الذي يغذيـــــــــــه ويهتـــم به ،
وأن لم يكـــــــن له فينــــا من نوعه فبســـهولة يضمحـــــــــل ويســتأصل ،
وإن قبل بلـــذة فإنه يتسع ويتملك فى القلب سواء كان لليمين أو الشـــمال ،
ولا يمضى ويطرد بغير التغصب والقـــــــــسر والصـــــلاة .
71 ـ الإنسان الذي أوفــــــى ديــــــــــــــــون الآلام ، واكتمـــــل بفطنـــــــة المعـــــــــــــــــــــــــرفة ،
ليـــس عنده خوف عذاب الجحيـم ولا حـــزن ، ولا كآبة أن يحـــــــرم من نعيـــــــم الملكــــوت ،
وقد ابتــــــلع بدهشــــة عمـــــق أســـرار الله ، وتعجــــب ضـــــــميره من شرف ومجد العـــالم الجديد ،
( فهــذا الإنسان )
يحـــــــزن على ضلال الناس الذين يحرمون بإرادتهـــــم مــن مائدة أســــــــــــرار اللــــه ،
وهــــــــــم الذين حرموا ذواتهم من المائدة الروحانيـــــة التى لأسرار المســـــيح الخفية ،
ويتمـــــــنى ( هذا الإنسان ) أن يذبح هو مـن أجلهم -إن كان ممكنـــــــا -
من أجـــــــــــل أن يرجعـــــــوا هــــــــــم إلــى ميراثهـــــــــــــــــــــــــــــم .
72 ـ خيالات سكن القلاية التى تصـــــــــعد بواسطة سلالم الظنون ( إلى العقـل )
لهــــــى قوية جـــــــداَ ومتآلفـــــــــــة ،
وقـــــد أهلــكت كثيرين من تردد الأفكار ،
وهــــــى لا تغلب إلا بصلاة التواضــــع ، وانسحاق القــلب وتحـقير الـذات ،
فــيزدرى هو بنفسه ويمقت ذاته ،
ويتعجــب من طـــول أنـاة الحامل ،
والصــابر على زلات ضــــــــعفنا .
73 ـ عندمــا تتكلم أو تفعل شيئاً بغتة بحدة التخبــط ،
ففى ذلك تكون قــــــد أكمـــــــلت قصد شهواتك .
74 ـ كل فكــــــر يصعـد بغتــــــــــة ، فتتعجـــــــب من حســــــــــــــنة وتدهـــش مـن صـــــفته ،
فـــــإذا صادفك كرامة أو مديح عندما تتكلم أو تفعل ، ولم تهـدأ حدته واختبرته ،
وكــــان ضميرك يحثك أن تفعل سريعاً ،
فاعـــلم أنه فعــــــل الشــــيطان ليضــــل ويزعـــج ، وأنه يتحـــــايل ليكـــدر نقـــاوة نفســـك .
75 ـ كل فكــــــر يثب بحدة ويعدك بغلبة ومديح أن تقبله النية الحسنة ،
فاعـلم أنه يجــــــــلب لـــــــك محقــــــــــــــــــــــــــــــرة و رذل .
76 ـ كثيرة جداً ودقيقة كتب المدرسة الداخلية عــــــــن المدرســــــة الخارجيــــة ،
ونعمــــــل بواســــطتها شرور كثــــــــيرة من غير تمييز وفحص للنية حقيقي لا بشبه الحق .
77 ـ بالأكـــــثر حادة الحركـــــــــات المنحــــــــرفة المتحيرة ،
وضميرها لــــم يتزيــن بســـلام هــــــــــــــادئ ثـــــابت ،
بــــل إذا بنى بالوحدة يهدم بالأخرى دون قيام .
78 ـ حـد معـــرفة الحــــق واحـد هــــو ، والضــمير الممــيز يفهم بالتحديد أن هذا هـو الحـــــــــق ،
وتشهد له نيته مثــل بولس العظيم أنه إلى الآن لم يعرف حقيقة الفعل مثلما ينبغى أن يعــرف ،
لعل بهذا يوجـــــــد السلام الهادئ والفرح السيدي داخلنا .
79 ـ هــــــــوذا الحق قدام عينيـــك يا أخـي ، فتــــــــش وافهــــــــــم إن كـــــــان أعــــطى لك ،
وأعجـــب بكل ما كتب واضحاً صريحاَ وبما يقـــال باســــتقامة وقد صــــدق بــه فــى هذا العـــالم .
ومع هذا فهو ناقص جداَ عن حقيقــة ما هو عتيد ، كمثل الفرق بين الظـــل و الفيء عن الجســم .
80 ـ كمـــــا أن كل فضـــــيلة تشــــــــــــــــــــــــرق فى موضــعها ،
هكذا أيضاً الحب الإلهى يذوقه سرياَ القديسون فى بلد الروح .
81 ـ كمـــا أن الثوب النــقى يحتــــاج لجهد ليحتفظ ببياضه مــن الصبـــــغات ،
هكذا أيضاً الذهن الطاهر بعد جهد يحفــــظ بلا عــــــيب وسط كثـــــــيرين .
وهكـــــــذا الذهن الطاهر أيضــــاً إذا ما عبر على الصـــالحات والشــرور،
إن لم ينضنك مـــادام مشتبكاً جزئياً مـــع اللحـــــم والــــــــدم ،
فإنـه يثب إلى حــــدود السلام وعدم الآلام ويرجع إلى موضعه .
82 ـ كمال عدم الآلام هو التحـــــــــرر من الأهــــواء ،
لأنه لا يوجــــــد مع الخلطة باللحم والدم المتكون مــن مـــــزج عناصـــــر متغــيرة ،
ولكــــن ليس كل ما هو من مزج العناصـــــــر مقيد بالأهواء ولا خاضع للعناصر .
83 ـ العقــــــل الذي تنقى بالتمــــــــــام واسـتنار ،
يســتطيع أن يقبـل الأفكار الجيدة متواتراً .
وبهذا الجزء كملت تعاليم القديس العظيم مار اسحق
ولربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المجد الدائم
إلى الأبد .
آمين
5 ـ الاسرار المقدسة
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق