الاثنين، 21 مايو 2018

5 ـ نقاوة القلب ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالخامس ) الجزء الرابع ـ فصل 2

5 ـ نقاوة القلب
60 - نقاوة القلب الحقيقيـــة هي الحب الكامل التام بغــــير تمييز لجميع الطبع البشـــرى على الســـــواء ،
      وهذه لايمكن أن تكون دون حفظ الوصــــــايا والتغلب على الآلام ، ونور عدم التألم ومعونة النعمة .


61 - لا يمكن اقتناء هذه بالتوافق والخلــــــــطة مـــــــع الكثيرين ،  وكلما كانت الحواس قائمـــــة منتبهة ،  
      لأن الذي نقى قلبه قـــــــــــد اقتنى بساطة الإيمان والمعـرفة ولا ينظـــــــــــــــــــــر  شــــــــر إنسـان ،
      وعندما يسمع أن فـــــــــــلان جيـــــــــد وفــــــــــــلان ردئ يصدق ببساطة أونقاوة
     لأنه بعد هــــــــذا يعـــــــــــسر على القلب أن ينظر إليهــــــم بمســـــــــــــــــــــاواة ،     
                                               لأن القلب تنجس بغير إراداته ولو لــــــم يشـــــــــــأ .  


62- مع عدم التخبط والتشويش ،  يقتنى الإنسان بسهولة طهارة القلب وبساطة الإيمان ،
     ويؤهل للنقاوة إن هو حفـــظ  حقوق الســـــــــــــكون واحتراس بواجبات الســيرة ،
                                                                       ويلهج دائماً في مخـافة الله .  


63- عقل الإنسان يكون في المكان الذي ضميره وأفكـــــــاره به تلهـــج ،
      وينجـــــــذب بصنارة المحبـــة إلى عشق تدبير السيرة التى أحبهاً .   
          أما الـــــــذي يسكن في المجمــــــع يكون مثل الـــــذي في ســـوق ، فلو انه يغمض حواسه ،
          لكنه لايمكنــه أن يفلت من اللقاءات النافعة والضـــــارة التـــــــــي تصــادفه بالضـــــــرورة .


64- إن كان الطـــــــــريق يعـــــــــــــــــــــــبر بين الحجــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة ،  
     كذلك فبالضـــــــرورة يتحــــرك الضــمير بين النظر والسمع والكلام والأفعـال ،  
         وتعـــــــــــــــــــــــــدد عـادات وخــواص مــن هـــو ســـــــــــــــــاكن معهــــم ،
                                   وأيضـــاً ينتقــــــــل عمـا يخصه بغــــــــــــــــير إراداتــه ،  
         وتطبع ( فى الضمير) أشــكال ماديــــــة مـــن الأشياء التى يتفق أن تصــادفه ،         
         وحتى إذا طار الذهن بأجنحــة الــــروح إلـــى البلاد الداخليـــــة التي للســلام
                                                                  وبيوت النور مثل ما كان أولاً ،
         فنظـــــرته قد تتعطل من ظلام الماديات التــى قابلها فيفقد النظرة الروحانية .
    وعندما ينتبــــــــــه ويغصب ذاته ويلقى عنــه الأشياء الأولى ، فإنه يعـــــــود ليلتقي أشكال أخرى .


65- إن النفـــــــــــــس لاتتخيل أشكالاً وصوراً إلا ممـــــــــا نظــــــــــرت ،  
                            ولا يتحرك فيها تذكاراً وهذيــــــــــذاً وفكـــــــــــراً ،
      إن لم يرد عليهــا ذلك بمعــرفة الجســــد بالحـــــــواس الخمســــــة .
          ولأن طبيعتهــــــا هي أرفــــــع مــــــــــن طبيعـــــــــــة الجســــــــــد ،  
      لذا معروف أنهــا فى وقت الصـــــــلاة – فرغم وجودها فى الجســد –   
          فإنها تكـــــــون فى حالة فائقـــــــــــــه ، فهى تقبل إحســــاساً جــــديداً لا شبه له ،
                                                           ما لم تنظر عين ولم تسمع أذن ( 1كو9:2 ) .


66- هذا الإحساس الجديد لانحس به حقــاً ،  ولا أنه هدأ وســكن فينــــــــــا ،                            
     قبل أن نحـــــــــــــس بالحياة الجديــــدة التــــي بغير انفعال ( جسدى ) .


67- السارافيم بقدس الأقداس يقديسون سراً بغير حركات ،
    والملائكــة بالهيكــــــــــــل يعمــــــــــلون جميعــــــــــاً .


68- الــــــبر هو ثمر الأعمال الصالحة التي تعمل قبل ظــــــهور إشراق شمس
                                                    الــــــــبر الأعظــــم .


69- القداسة هي ثمرة الروح القدس الذي يقدس النفس كليــــاً جزاء جهادهـا ،
                                                    ويتوجها بإكليـــــــــل المجد العتيــد ،  
                                                    ويمنحها نظراً روحياً فوق الطبيعة .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق