5 ـ نقاوة القلب
60 - نقاوة القلب الحقيقيـــة هي الحب الكامل التام بغــــير تمييز لجميع الطبع البشـــرى على الســـــواء ،
وهذه لايمكن أن تكون دون حفظ الوصــــــايا والتغلب على الآلام ، ونور عدم التألم ومعونة النعمة .
61 - لا يمكن اقتناء هذه بالتوافق والخلــــــــطة مـــــــع الكثيرين ، وكلما كانت الحواس قائمـــــة منتبهة ،
لأن الذي نقى قلبه قـــــــــــد اقتنى بساطة الإيمان والمعـرفة ولا ينظـــــــــــــــــــــر شــــــــر إنسـان ،
وعندما يسمع أن فـــــــــــلان جيـــــــــد وفــــــــــــلان ردئ يصدق ببساطة أونقاوة
لأنه بعد هــــــــذا يعـــــــــــسر على القلب أن ينظر إليهــــــم بمســـــــــــــــــــــاواة ،
لأن القلب تنجس بغير إراداته ولو لــــــم يشـــــــــــأ .
62- مع عدم التخبط والتشويش ، يقتنى الإنسان بسهولة طهارة القلب وبساطة الإيمان ،
ويؤهل للنقاوة إن هو حفـــظ حقوق الســـــــــــــكون واحتراس بواجبات الســيرة ،
ويلهج دائماً في مخـافة الله .
63- عقل الإنسان يكون في المكان الذي ضميره وأفكـــــــاره به تلهـــج ،
وينجـــــــذب بصنارة المحبـــة إلى عشق تدبير السيرة التى أحبهاً .
أما الـــــــذي يسكن في المجمــــــع يكون مثل الـــــذي في ســـوق ، فلو انه يغمض حواسه ،
لكنه لايمكنــه أن يفلت من اللقاءات النافعة والضـــــارة التـــــــــي تصــادفه بالضـــــــرورة .
64- إن كان الطـــــــــريق يعـــــــــــــــــــــــبر بين الحجــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة ،
كذلك فبالضـــــــرورة يتحــــرك الضــمير بين النظر والسمع والكلام والأفعـال ،
وتعـــــــــــــــــــــــــدد عـادات وخــواص مــن هـــو ســـــــــــــــــاكن معهــــم ،
وأيضـــاً ينتقــــــــل عمـا يخصه بغــــــــــــــــير إراداتــه ،
وتطبع ( فى الضمير) أشــكال ماديــــــة مـــن الأشياء التى يتفق أن تصــادفه ،
وحتى إذا طار الذهن بأجنحــة الــــروح إلـــى البلاد الداخليـــــة التي للســلام
وبيوت النور مثل ما كان أولاً ،
فنظـــــرته قد تتعطل من ظلام الماديات التــى قابلها فيفقد النظرة الروحانية .
وعندما ينتبــــــــــه ويغصب ذاته ويلقى عنــه الأشياء الأولى ، فإنه يعـــــــود ليلتقي أشكال أخرى .
65- إن النفـــــــــــــس لاتتخيل أشكالاً وصوراً إلا ممـــــــــا نظــــــــــرت ،
ولا يتحرك فيها تذكاراً وهذيــــــــــذاً وفكـــــــــــراً ،
إن لم يرد عليهــا ذلك بمعــرفة الجســــد بالحـــــــواس الخمســــــة .
ولأن طبيعتهــــــا هي أرفــــــع مــــــــــن طبيعـــــــــــة الجســــــــــد ،
لذا معروف أنهــا فى وقت الصـــــــلاة – فرغم وجودها فى الجســد –
فإنها تكـــــــون فى حالة فائقـــــــــــــه ، فهى تقبل إحســــاساً جــــديداً لا شبه له ،
ما لم تنظر عين ولم تسمع أذن ( 1كو9:2 ) .
66- هذا الإحساس الجديد لانحس به حقــاً ، ولا أنه هدأ وســكن فينــــــــــا ،
قبل أن نحـــــــــــــس بالحياة الجديــــدة التــــي بغير انفعال ( جسدى ) .
67- السارافيم بقدس الأقداس يقديسون سراً بغير حركات ،
والملائكــة بالهيكــــــــــــل يعمــــــــــلون جميعــــــــــاً .
68- الــــــبر هو ثمر الأعمال الصالحة التي تعمل قبل ظــــــهور إشراق شمس
الــــــــبر الأعظــــم .
69- القداسة هي ثمرة الروح القدس الذي يقدس النفس كليــــاً جزاء جهادهـا ،
ويتوجها بإكليـــــــــل المجد العتيــد ،
ويمنحها نظراً روحياً فوق الطبيعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق