6ـ ثمار سكون القلاية
40 ـ هذه هى ثمار سكون القلاية ، التى كتبها الآباء ،
41 ـ إن قراءة مــا فى الـــــورق ليس كافيـــــــاً لعقول الســــــــذج ( أى من هم بلا خبرة ) لمعرفة الحق ،
لأن أموراً كثيرة عجيبــــــة كانت تحدث مع الآباء الروحانيين ( وبها نالــــوا خـــــــبرة بالروحيات ) ،
هذه التى منها يظهر الأمور التى وجهت إليهم لتحــــــــــــــريك الـــــــــــــروح ونمــــــو القـــــــــــلب ،
وذلك عمل النعمة للذين تنقى قلبهم من الآلام ( أى الشهوات ) ومن الشرور ، وصــاروا مســــكنا لله .
42 ـ فى البداية تقتنى وتنمــــــو زيارات الروح بقلب المتوحد الجالس فى الهدوء تحت ظــلال الرب ،
فأولاً يكــون له اسـتعداد النيــة عندما يغصب ذاته ويقسرها عل التدبير بالســــكون ،
ويدعو ويســأل مراحـــم النعمـة أن تأتيـــــك إليــه وتساعده فى الخفاء والظـــــاهر ،
ويحترس بعمله ويتحفظ مـــــن جميع محادثات الوجوه ( أى الناس ) ،
ومن كـــــــــــــل هذيـــذ غريب خـــارج عن تدبــــــــــير الســــــكون ،
ويصلب ضــميره ليلاً ونهــــاراً متشــوقاً فـــــــى أمل رجائه ليقبل العـــــزاء خفيـة من المسـيح ،
ويحرص عــــــــلى القـــراءات المختــــــــــــارة ، وعلى الجلوس منفرداً فى كــوخ ضيق مظــلم ،
ويجمــع عقــــــــله ويضبطــه عن كل ذكــــــــري وهذيذ فيمــــــا يكــــــون خارجــاً عن السـكون ،
متشـوقاً إلى العـــزاء الخــــفى من المســــــــــيح ويترجــــــــــــى وينتـــــــــــــــــظر كـل وقــــت ،
وسـاعة مراحم النعمة بالصلوات الحارة المتواترة والتى تنمو بفرح من حرارة القلب بلا انقطــاع .
43 ـ المتوحد الذي يشتهي ويتشــــوق لاقتناء الفضـــائل الرئيســـــــية داخـله ، وثمار الــروح ،
التى كتبهــــــا الطـــــــوباوى بولـــس ،
تلك الأشــــــــــــــياء وجدها القديسون داخلهم فى كل الأجيال بالصبر الدائم والضيقات الصعبـة ،
والتجارب الضاغطة التى قاسوها فى السكون بقصد مســتقيم وحب روحاني غزير لجميع الناس ،
ثم بعد هـــــــــــــــذه وجدوا داخلهم الهذيذ الكثير بالصــلاح والحب والرحمة ،
وانقلع من قلوبهـــم ذكر الشر ولم يعودوا يعرفــــوا الشــــــر مثــــــــل داود .
44 ـ المتوحد الذي هــــــدأ ذاتــــه وســــالم نفسـه مــــــع الكـــل ، ووفـــق الثـــــــالوث الـــذى فيــــــــــــــــــــــه ،
فهــــو مفتــــقر لجلوس الحرية بسلام السكون والانتظار بأمل لعــزاء الــــــروح كل ســــــاعة ،
ومحتـــاج أيضاً لتحقير الذات والانحطاط ، لأن هذين يعتقان الإنسـان من الغــــــيرة والتخبـــط ،
وهو مفتقر أيضاً إلى انقبــــــاض الضــــــــــمير وجمـــــع الأفكــــــــارمن الطياشـــــــــــــــــــــة ،
والاحتراس الكثـــــير من فعل الضلالة الشيطانية ،
وهو محتاج أيضاً لهداية أب روحاني يرشـــده ، ويكون ( هــــذا الأب ) قد مارس الأمور بنفســــه ،
ووقـــــــــــــــــع وقـــــــــــــــــــــــــــــــــام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق