7ـ الغضب
45 ـ حركة الغضـــــب والاضطراب والحنق والحسد والشـــــر تنمو فى النفــــــس من القلب الشــرير ،
الذي يقبل بسـهولة الأفكار الشريرة ( التى تأتيه ) ســــواء من تذكرهــــــــا أو من الحــــــــواس ،
ويلهج بالـــــــــشر على قريبه أو على كل من كان ، ولا يزجر أفكاره ويغيرها لهذيذ صالح جيــد ،
46 ـ الموضع الــــذي فيه حركة الغضب والتخبط والحنـــــق والحســــد والشــــــــر ،
لا تثبت ولا تقوم فيه الفضـــــــــائل والصالحات الكائنــة فى مصاعد القـــــــــلب ،
فهــــي ولو أنهــــــا موجودة لكنها تحجب بظلمة الغضب والغـــــيرة والتكــــــدر .
47 ـ أعرف إنساناً قديساً ،
عندما كان يلاقى أحداً مغلوباً من شيطان الغضب ،
أو من ألم النجاســـــة ،
كــان يعــــــــــــــــــــــــرف ذلك بحاسة الشــــم .
48- إنسان شيخ تغافل بإرادته عن التناول الأسرار المقدســة ،
فنظر فى حلم من يوزعون الأسرار على الشعب وهو لم يعطوه شيئاً ،
ولما جاهر لكي يتناول أخــذ خـــبزاً عــــــــــادياً .
49 ـ أخـــــبرنا موســـى تلميــــــذ يوحنـــــــا المتـــاوي ،
أنه فى أحــد الأيـــام نظرت أخا نائماً فى شق جبــل ،
وتكلمت معه كثيراً فلم يجـــب ،
ولما أعلمـــــت الشيخ أمرني أن أذهب إليه بقليل خبز ومـــاء وحـــذرنى أن أكلمــــــــه ،
وبعد ســــــــتة أيــــام أي فى اليوم السـابع جــاء إلى الشـــيخ وأظهر له افكــــــــــــاره ،
فوعظه الشيخ وأراحه ، وبعد أن صـــــرفه ســـــــألت الشـــيخ عـــــــــن أحـــــــــــواله ،
فقــــــــــــــــــــــال لى : إنه وجد قليل راحة من اللصوص الذين فــــــــى داخـــــــــــــله ،
فنسى الخبز والمـــاء وهرب للســـكون لكـــــــي يستريح قليلاً .
50 ـ مضــيت أنا وأحـــــــد الإخـــوة إلى جبل متى إلى شــــــــــــيخ ،
وعندما قبلنا سألنا عن الإخــــوة وعن جبرائيل رئيـــــس الديـر ،
فعرّفناه أن إنساناً بدويـــــــــــــاً غاضباً عليـــه ويريد قتله غشاً ،
فنهرنا الشــــــيخ وقام ودخــــل قلايتــــــــــــه ومكـــــث وقتـــا ً،
وعندما خرج وقف بعيداً عنا ،
أما نحن فما تمكنا من النظر إلى وجهه لإنه كان متقداً مثل النار ،
فكلمنـــا ببشاشـــــــة وقــــــال : هل البــــــدوى أحمر الذقــــن ؟
وقلنــــا : نعم ، فقال : قد مات ولما رجعنا وجدناه قد مات بغتة .
51 ـ معرفة الحـــــــق لا توجد بدون التدابــــــــير الدقيقــــــة ،
والتدابير الدقيقة لا توجد بدون معرفة الحق والجهادات .
52 ـ الإيمان الحقيقي لايقتنى بـــــــــــدون طهـــــارة التدابير الدقيقــــــة ،
والنظر السرى للنفس يفتقر إلى الإيمان الحقيـــــقى ،
والمحتــاج إلى التدابير الدقيقــــــــة والزكــاوة وعـــدم التـــــــــألم ( أي عدم الخضوع للشهوات ) .
53 ـ ثأوريـــــــا ( النظرة الروحية التي ) للطبائع الروحـانية
واحـــــــــــــدة هـــى بالمعـــــــــــــــــــــرفة ،
أما بالنسبة للبــــــــــــــشر فهى ترتفــــع وتنخفـــــــض
حســـــــــب حرارتهـــــــــم فــى نظــرة معرفتهــــــــــم ،
وهـــــــــــم أيضاً يتميزون عــن بعض بحسب تدابيرهم .
54 ـ بشهوة العــــــــــــــــــــــــين خرج آدم من مـــــــــــــــــيراثه ،
وبشهوة الحب لصليب يسوع يرجع الناس لميراثهم الروحاني .
55 ـ كمــــــــا أن العـــــين تنظـــر مختلــــــــف ( المناظــــــــــر ) ،
والأذن تسمع متغـــــــــيرات و أيضاً يذوق الفم ،
هكــــــــــــذا الذهــــن أيضاً يغــير البــــلاد والمعــــــــــــــرفة ،
إذ يجــــــــوز بتصوره من مكان إلى مكــان ومن حال إلى حال ،
إذ مقترن به الذكريات وخواطــر الأفكــار ، والفهم يصطــــــاد ( ما يريــــد ) ،
لأنه بحريــة إرادتــــه يخرج من بلد السلام ويدخل إلى بلد الغيرة والغضــــب ،
وكل موضع يدخــــله يتغــــــــــــــــــــــــير و مع ( ما فيه ) يتقلب ويتفاوض ،
كمثـــــل ما ( يحدث ) فى الســـــــــــــــــوق ، حســـــــــــب ما يعـــــــــــرض .
56 ـ إرادة النفــــــــس محبـــة الإزديــــــــــاد وهــــي تلهب بهذه الشهوة ، فهــــــــــذا فى طبعهــــــــا ،
لذا تــــــــــزدرى بما قد اقتنت وتعلمت ، وتسرع لتدرك العظــــــــــائم ولو كـــــان وجودها عسراً .
57 ـ كمـــا أن الـــــــــــــــــــــذي يغطس فى الماء ، إن كان غير متدرب ، فهو يتضايق ويصعد ليتنفس ،
هكــــــذا العقل الذكي عندما يغطس عن العالم في النعمة ويصير فوق الطبع بالأسرار الروحـــانية
التى للــــــــروح ، فـــــإن لم يكـــــــن قد تـــــــدرب ،
فإنـــــــه يتضايق وينتفـــــخ ويندهش ويصمت ويرجــــــــــــع ليتنفــــــس من بلـــــد غربتــــــــــه .
58 ـ عندمــا يتمـــلك على جميع حركاتك وأعضائك بغتة ســـــــــلام وهـــدوء غــــــــير معتــــــــــــاد ،
وتبتهـــج نفسك بالفــــرح ، ويبتعـــد عنــــك كل هذيذ وفكـــر ،
فاعلم أنك فى هذه الســـاعة قـــــــــد أهــــلت لفعل النعمــــــة .
59 ـ وإذا اشتد عليك الضــــجر والضيـــق بغير ســـبب وتتكدر نفســك وتختنــق وتتعــــذب بحـــزن الضمير ،
فاعلم أنـــــــــــك أنــت السبب وأنه لمنفعتك أسلمتك النعمة للمعاقبين لتكون حكيماً فى الطريق الملوكى ،
فهى هكــــذا تقتــــنى .
فـــــإن كـــــان لك جلد بغير تذمر ، وبشــــكر تقبـــل وبفـــــرح داخـــــلي ، فتطـــلع بأمل لعمــل النعمـــة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق