الاثنين، 21 مايو 2018

8ـ ضمير المتوحد وحواسه ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) الجزء الرابع ـ فصل2

8ـ ضمير المتوحد وحواسه :
60 ـ الضمير المنفرد الذي بجهاده هــــدأ ذاته وسالم كل أحد وقبض نفسه عن الكـــــل بســـــلام ،
     وانفصـــــــــــــل عن الجميع بتجديد عقله وصار بخفاياه ( أي خفايا قلبه ) منفرداً عــن الكل ،
                          لكيما يتحد مع الواحد بســر يفوق الطبيعـــة ،

     فإن وجـــــــــــد داخله ضمير غريب أو فكر أو هذيذ ردئ ملتوى قد قبله إما بالحــــــــواس أو بالتذكــــــــر ،     
     فهـــــــــــــــــذا سيمنعه من المفاوضة مع الواحد ، ويتعطل عن الاتحاد مع الواحد بالروح بما يفوق الطبع .

61 ـ ضمير المتوحد ليس فيه كفــــــاءة أن يتفـــــــاوض فــــي الصلاة مع الواحد سراً ،
     مادام فى داخله ضمير آخر أو فكر وهذيذ غريب يخرجــــه من ميراث القديســـين ،
                                                إلى أن يصير بالبســاطة واحد عند الواحـــــــد .

62 ـ لايمكـــــــــن التفاوض مع الخالق بسر الصلاة الذي فـــــوق الطبع ومــــع خليقتـــــه معـــــاً ،
                                                                بــل إذا أراد العقل أن يدخل بالسر إلى الواحد
                  يعاق من الغرباء الذين عنده ، وانا أتجاسر و أقول له بمحبة :
    ( لتكن ) مثل موسى العظيم أترك عنك جميع من معـــــــــك وتعالى إلى منفـرداً .
     الســـر خفى ، وبالسر ينطق بالروح ، وما هو فوق الطبــع يذاق بفعل النعمــة .    
     الســــر لـــى والســــــــــــــــر لأهـــــل بيتـــــــــــــــــــــى ( أي للقلب والعقل ) .

63 ـ كم من مرة يتعب الضمير فى طـــــلب ثاؤريـــاً ولايجـــــــدها ،
    وعندمـا يقوم للصـــــــــلاة يجد ذكرها يتحـــــرك فيــــــــــــــه ،
    فإن كـــــــان وجودهــــــــا يضيع ثمار الصلاة ولايستضئ بها ،
    فإنــــــــــــه ينـــــــــــــدم ويتكدر ويخيب من مفاوضة الصــلاة .
ــ  معــــــــــــروف الآن أن ( الضمير ) في وقت الصلاة الروحانيــة ليس اثنين بل واحد ،
                                 ضــــــمير واحد بسيط مسالم هــــادئ ، وبالرحمة ( الإلهية ) يقبل سر النعمة .
                                 وإن كــان معه شئ غريب فلا يسـتحق ( قبـول سر النعمــة ) كمــا كان أولاً  .

64 ـ كمثـــــــــل ما كتب القديس باسيليوس إلى أخيه غريغوريوس عن الســــــر :
      إن المجمع الذي تعمل به نفس المتوحد الفضائل هـــــــــو الفـــم واللســــان ،
      وقلايتـــــه التى فيها يرتل ويقدس خفياً بلسان الروحانيين تسبيح ملائكـــى    
                    بلا فتــــور في القـــــــــــلب والعقــــــــــــــــل
     وبـــــــدون اتفاقهم مع بعضـــهم البعـــض فبــــــاطل هــو العمــل النفســـــــــاني .  
   
65 ـ مادمنــــا في المجمع الخــارجى نعــود لســـــان عقلنــــا الهذيذ الروحــــــــاني ،
     لكي ينطق لســــان العقـــــــل بشــــــــــــبه الروحانيين ،
    حــــــــــتى لانوجد بطالين بأن يلهج ضميرنا بالتخريف ،
    لأن الروح القدس يفعل فينا بالأكثر ويصلى عوضاً عنا بسكون الضمير والأفكار ،
    وذلك بسر لا يوصف كما كتب الرســــول الطـــوبانى .

66 ـ تدابير الضــمير هى وثبات تهدى حرارة الجهادات الجســـــــــــــــــدانية .

67 ـ           إن اقتناء البســـــــــاطة واتضاع الحواس والإزدراء ( بالنفــس )
                                              بواسطة نار حرارة الجهادات الجسدانية ،
      أسهل من اقتناء تدبير الضمير بواسطة الذهـــــول والهــــدوء والصــبر ،
                                             لأنـــــه عســــــــر جــــــــــــــــــــــــــــداً .

68 ـ الذي ليس له عزاء من الحواس الخارجيــــــة ، لايتضــــــــــــايق من الأفكار الداخليـة ،
      لأن الأفكار الداخلية تتشتت باللقاءات النافعة والضارة والتى تدفع من موجة إلى موجة ،
                                       هــــــــذا إن لــــــم تختنــــق النفــــــس من الأفكــــــــــــــــار .

69 ـ الذي له عزاء خــــفي من هذيذ تعدد الأفكـــار الداخلية ،
     ويشعر بثاؤريــــــــــا تصور فى عقله الســـماء والأرض وجميــع ما فيها ،   
     فعليه ألا يزيــــــــــــد على معرفته معرفة جديدة لأنها تفيض عليه ( أفكار ) عن نواحى متعـــــــــــددة ،
                               لأنه لاينال عزاء من هذه ( المعرفة ) التى تأتيـــــــــــه من الحواس الخـــــارجية .
    إن الاثنين معـــــــــاً ( أي المعرفة الروحية والعالمية ) هما أنقص من الحق ، وغريبتان عن المتوحــد ،
    لأنه أية منفعـــــــــة نقتنى من الســــــلام الخـــــــارجى ، بل أنه يملأ قلوبنـــا بتشـــــــويش الأفكــــــار .

70 ـ نمو صلاة العقل الروحانية التى تكون النعمة هــــذه علامتهــــا :
     أنه مع كل نســـــــــــــــــمة يتحرك فى القلب والعقل فكر  حــلو ،
     ويسـبح بلسان الروحانيين ، ويقدس من جديد بهــــدوء الأفكار ، ويكون الضمير فوق الطبيعة .

71 ـ واحد من المتوحدين يقبل هذه الموهبة جزئياً ،
     وآخر جزئيـــــــــــــــــــــاً من جــــــــــــــــزء .

72 ـ إلى أن تسكر النفــس بالهــــــــــــزء بها من آخـــرين ،
    وتـــداس وتحتقـــــــــر من الناظرين احتقار ليس بقليل ،
   ولايغلب قلبها ولاتبالى ، فلــــــــــن يتجدد الضمير الجســـــــــــــــــدى ولا تضـــــــــــــــــعف الآلام ،
                                ولاينقطـع من القلب تذكار الشـــــرور الأولى ،  مع تقــلب الأفكار بالظنون ،  
                               ولاتتأسس النفس وترتبط كلياً بالرجاء بالله ،
                               لأنـــــــــه ما دامت هذه قائمة ( أى عدم قبول التحقير ) فلا حرية ولاعدم ألم .    

73 ـ اشتهيت للقاء متوحد هادئــــاً نقياً حبـــــه منبســــــط مع كل أحــد ،
                                وضميره قائم ثابت ، وهو وحيد فى كل وقت ،
                               وفــــــــي كل فرصة تجده يثبت عدم تألمـــــه ،
                               وبغــــــير ميــــــــــــــــــــــول ، فمــا وجـــدت .       
    ـ إن لم تضعف الآلام من الداخل ولا تتألم الحــــواس من الخــــــارج التى بها يقبل الضمير تغــــير ميـوله ،
                             عندمـــــــا تلاقيه العــــوارض ، فالفكر والعقــل للآن لم يموتاً ولا قاماً واتحداً بالروح .    

74 ـ  المتوحد الذي في زمان الطاعة وعمل المجمع ( أى أعمال الدير ) يختار لنفسه راحة حرية البنين ،
      فإنــــــــــــــه فى زمان الراحـــــــة الحقيقيـــــــة بالعدل يبكــــــــي ويجوع ويضنــــــك بالنـــــــــدم .

75 ـ المتوحد الذي في زمان جمع أغمــــــار الفـــــــــــــــرح يملك عليه الندم والحزن هو شاهد على نفسه ،
     أنـــــــــــــــــه في زمان الزرع وخضوع طاعة المجمـــع لم يصبر على صعوبة البرد والجليد ليشـــــق ،                         
                                 بالمحراث الروحاني خطط عميقة فى أرض قلبه ليحفظ فيها بذار خـــبز الحيـــاة ،
                     وهو الآن فى أيـــام الحصاد يضنك بالجوع .

76 ـ صعبة عــــلى الجسد الأعمال التي ترضى الضمير ، هــــــــذا إن لم يوفقهما معــــاً .
    إن اتفاق أعمال الجسد مع ما يرضى يقتني منهـــــا المتوحد نوراً وحيـــاة وتجديــداً .

77 ـ الــذي لا يعترف بقيــــامة الجســـــــــــــــــــد  لايعــــترف بالأعمـال الجســــــــــــدانية ،
     والذي لا يعترف بالتجديد الذي ستقلبه النفس لايعـــترف بتدبـــير العقـــــــــــــــــــــــل ،
    الذي يعـــــترف بالتجديد الذي سيقبله الاثنان فإنـــــــــه يعمل مهتما بالمنزلتين سوياً .

78 ـ كثيرون يعملـــــون أعمالاً كثيرة بغــــــــــير قصــــد مسـتقيم ،
     لكن الثمار الحقيقية إنما تخــــرج من القصد وليسمن الأعمال .

79 ـ جميع عمل المتوحد إن لم يكــــن موجهاً بقصد مستقيم بحفظ الوصايا فهـــــو عمل بطـــال .
     وكل عمال غـــــالب تشهد نيتـــه أنه لــــم يغـــــلب ألمه ، فغلبتــه هي هزيمة ورذل لنفسـه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق