7 ـ الدهـــــــــش :
ــ إذا ما تحــــــــرك العقــل في أمـــــــــــور من نعمــــــــة الله ،
ولأجل حلاوة تلك المعرفة يتوقـــــــف عن الهذيذ والتذكارات ،
وقتاً طويلاً وهو ساكت متعجــــــب .
وهذا ليس هــــو الانقبـــــاض الكــــــلي ، حيث تتغير حركات العقـــل إلى الدهش بالثاؤوريا الإلهيـــة ،
ويبقى بلا حركة يوماً أو يومين أو أكثر ، أو ( تتغير حركات العقــــل ) بشيء من الثاؤوريات الأخرى ،
وليس هذا هـــو التخلف الكلي بالفكـــــر أو بخرج الطبع عن المعرفة ،
أو عن عدم المعـــــرفة تلك التــــي هي أعلى من كل معرفة
ــ حسب قول الآباء
بل إنما هــــو ســــــــــــــــــــــكر وحــــــــرارة قلب ،
وســـــــــــــــــلام وفــــــــــــــــــــرح ،
ويكون دهــــــــــــش كلي في الصـــــــــــلاة ،
وعدم احســاس تام بالأمور الحاضرة ،
ولا بشـــــــــــــــيء من المعــــــارف ،
والحلاوة الروحانية .
ــ أما نوع الدهش الآخر :
هــــو أنـه عندمــا يحــــدث للإنسان دهــش ،
ويتذوق فم عقله التنعم الروحاني ،
ولكـــــن لا يكون خالياً من معرفة الأمـــــور التي ههنا ،
بل إنمــا تنقبـــــــــــــــض الحواس داخــله وتصمت عن الهذيـــــذ المعتـــــــــــاد ،
ويكـــون محفوظ عنـــــده معرفة شــــــــيء مما هنــــــا ويعرف ويسمع ويحس ،
ولكـــن هو منقبــــض عن الطياشـــــــــــة .
ولا يميل إلى هذيذ ما ، بل يكون فيلذة ذاك التمييز الروحاني الذي وقع فيه ويدهش ،
ويقـــــوم وهــــــــو صـــــــــــــــامت أو ينحــني إلى الأرض
من اضــطرار ( أي تحت تأثير ) الحلاوة التي لا يعبر عنها .
ولأجل أن الجسد لا يصبر على حمله ، لأن حواسه تنقبض وتتوقــــف أعضاؤه لا إراديــــاً ،
فإنه يقـــــع عــــلى وجهـــــــــــه ، وضــميره مرتفـــــع عن هذه الأرضيات ،
يكون مثل مـــــــــن رست ســـفينته فــي التدبير المزمع ( أي الحياة الأبدية ) ،
مع إحســـــاس مــا متــــــــوارياً ،
ولا يكون عنــــــده هــــــــــــــذيذ بالأشياء التي ههنا ،
لأنــه ينجــــــذب من لــــــذة ذاك التمييز الروحـــاني الذي حصل معه .
ويعرف ما أقوله : هؤلاء الذين اختبروه بأنفسهم ، وإن هذا هو معنـــــاه :
وإمـــــا أن يكـون ( الإنسـان ) بلا فكــــر ولا معـــــرفة ولا إحساس للطبـع ،
وهذا يكون لمـدة أيـــــــــــــــام كما كتب عن الآبــــــاء ،
ويكـــــون لــــــــــــديه إحساس بالله فقــــط .
أما الآخرين ولو أن العقل هادئ – لكن عنده إحساس بالأشياء الحاضرة ،
أما إذا حدث للعقل إستعلان إلـــــــهي ،
فلا يبـــــــــــــقى عنــــــده إحســـاس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق