الخميس، 4 أبريل 2013

الإحساس بالملكوت السماوي ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 18 ) ـ الجزء الثانى .


 الميمر الثامن عشر ( 2 )

الإحساس بالملكوت السماوي :
      عندما تبدأ نقاوة الأفكار فإنك :
  أولاً : لا تجد موضعاً للطياشة  في العقل وقت الصلاة ،  و تحس أنت في ذاتك
         إن قوة السكون قد حلت على النفس بذهول و ســلام على غير العـادة .

ثانياً : تتولد في الفكــــر ، و يخطف العقل على الدوام لا إرادياً بحركات غير جسمانية
                                ـ هـــــذه التي لا تســــــتطيع الحـــــواس أن تشــــــرحها ـ
        و يتقد فيك بغتـــة فرح يُسكت اللسان بسبب إحساسه بنعيم يفوق كل قياس ،
       و تفيض من القلب دوماً حـــــــــــــلاوة تجـــــــــــــــــذب الإنسـان كله بشــدة .

      و دون أن يحــــس يحــــل عــــلى الجســــد من وقـــــــت لآخــــــر
                               نعيم و سرور لا يســـــــتطيع لسان جسداني وصفه ،
    و تكون كل الأرضيات عنده مثــــل الرماد والنفاية ، بل ولا تطرأ علي فكره .

وتلك الأولى ( أي أولاً ) : فإنها تكون :
                                  أحيانــاً في الصــــــلاة ، 
                                  و حينا في القـــــــراءة ،

                                  و حيناً في الهذيــــــــذ الذي يهدئ الفكـــــــر
                                  و كثيراً ما يجعل العقــل حـــاراً على الـــدوام .
أما هذه الأخرى ( أي ثانياً ) :
                       فهـــي بالأكـــــثر تكـــــون خــــــارج  ( هـــذه الظـــروف ) ،
                      و كــم من مــــرة  ( تحــدث ) و في ( أثناء ) أي عمل كان .

                     و في الليالي عندما يكون ( الإنسان ) بين النـــوم و اليقظـــــة ،
                     و يكـــــــــون و هـــــو نائــــــــــــم كمثـل أنه ليس نائمــــــــــاً ،
                    و أيضـــــــــــاً و إن كان مســـتيقظاً كـأنه غـــــــــير مســـتيقظ .

                  و هــــــــــــــــــــذا الإحساس بالنعيم يسري في جســمه كله
                  حــــتى يظــــــــن الإنســــــــــــــــان فــــــي ذلك الوقـت ـ أن
                   ملكــوت الســـماء ليـــــــس هــــــو شــــــيئاً غــــير هــــــذا .

قوة الرجاء :
افحص نفسك إن كانت قد اقتنــت قـــــوة لتــــرذل الذكــــريات الحســية  بقــــــــــــوة 
الرجاء و الأمل الذي تملك على القلب فيشجع الحواس الداخلية باقتناع لا تفســير له ،
 و أيضـــــــــاً إن كان القـــلب يتيقـــظ لا إراديـــاً   ليسبي  ( بعيدا )ً عن الأرضيـــــــات
 بســـــــبب المفــــاوضة التي بغــــير انقطــــــاع مع العمــل الدائــــم مع مخلصنـــــا ،
 و إن كــــــان قـد اقتنى أيضـــــــاً معرفــة تمييز الأمور التي تدعوه ( لهذه ) المفاوضة .

  إذا ســـــــــــــمعت أن :  الســـكون يجعـــل النفـــس تذوق هـــذه بســــهولة ،
                                 ( فالمقصود هو)  الذي يمـــــارس بلا انقطـــــــــــــــاع ، 

و لكنها تبدأ في الضياع إذا تراجعت ( النفس) بسبب تهاون و إهمـال من قبلوها ،
 ( وممكن أن ) توجـــد لكن بعد مدة مع ذات الممارسات (أي مع السكون بلا انقطاع ) .

 ــ الإنسان (الذي له قوة الرجاء) يجسر على القول بشهادة النية
    وبعقل واثق تلك الكلمات التي قالها بولس الرسول :
               "أني واثق أنه لا موت و لا حياة و لا الأشياء الحاضرة و لا المزمعة ،"

                مع باقي الأشـــياء تقــــدر أن تفصـــــلني عــــن محبــــة المســـــيح ،

                فلا ضيـــق و لا عــري الجســـد و لا جوع و لا عــدم  ( وجود) مؤانســة

                و لا حبس و لا سيف و لا شيء خطر و لا ملائكة الشيطان و لا جميع قواته 
                و لا حيلهم المملوءة شراً و لا المديح الباطل بخداعه و تملقته الجــــذاب
                و لا الـــــــــــــــــــــــــذم و الهـــــــــــــــوان ظلمـــــــــــــــــــــــــــــــــــاً .
                                                                                           (رو 8 : 38 ،35)

لا تشقى باطلاً :
    يا أخي : إن كانت هذه العلامــــــــات 
                ( السابق ذكرها تحت عنوان الإحساس بالملكوت السماوي)
                لا تظهـــــــر في نفســــــــك ســـــــواء بقليــــل أو بكثــــير ، 
فأعلــــم أن :
                  جهـــادك و ضوائقـــك و ســـكونك كلهــــــا شــقاء و تــعب باطــــل ،
حتى لو كنت تصنـــــع العجـــــائب و تقيـــــم المــــوتى ، فهي ليسـت مقياسـاً .


      فينبغــــــي أن تعــــــرف ذاتـــــــك
     و تســـــــأل محيي الكــل بدمــوع
     ليرفـــــــــع الحجــــــــاب عــــن البـــــاب ( أي بــاب القـــلب )
     لكــــــــــــي تنقشع سحابة ظلمة الآلام من السماء الداخلية ،
     لتؤهـــــــل لنظــــــــر إشــــــراق الشــــــــمس ،
     لئـــــــــــلا تجلس في الظلمة إلي الأبد كالميت .

كيف تنــــــــال :
  السهر الدائم مع القراءة و عمل المطانيات بنهم شــــديد دون تـــوقف ،
                                  يمنح هبات صالحة للحريصين في كـــل زمان.

          و الذين  ( سبق أن ) نالوا (هذه الصالحات) إنما نالوها بتلك (الجهادات) ،
         و أيضـــــاً الــــذين يريـــدون أن ينالوهـــــــــا فبتـــلك يمكــــن أن ينالــوها ،
         إذا داومــــــوا الســــــــــــكون مــــــــع العمـــل بهـــــــــا ،
         و ألا يرتبـــــط العقـــــــــــــــل بشيء خارج عن ذاته قـــــط  ،و لا بإنســـان ،
         بل ( فقــــط ) بأعمال الفضيلة التي في الداخل يكون عملها بهذه الجهادات .

  و بهـذه الأعمــال التي تكـون داخـل ذواتنـا فإننـا سـريعاً نؤهــــل لهـا
  و نجدهـــــــــــــا في نفوســــــــنا بالإحســــــــــاس الحقيقــــــــي .
  هذا يكون جزئياً ( في البداية ) ثم ننـال البقيــة بالثبــات في السكون .

و الذين بثباتهــم اختبروا صلاح الله لا يحتاجــون إلي الكثــير من الإقنــاع ،
و نفوســــــــهم لا تضعف كالمتشـــككين في الحق ضعيفي الإيمــــــان ،
لأن شهـــــــادة ضميرهم فقط تكفي لإقناعهم أكثر من ربوات الكلمات التي بغير اختبار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق