الأربعاء، 24 أبريل 2013

تعريف الفضائل ، والمحبة و الاتضاع ـ ميامر مار اسحق ( الميمر العاشر ) ـ الجزء الثانى .



الميمر العاشر ( 1 )

تعريف الفضائل ، والمحبة و الاتضاع

بلوغ غاية تدبير السيرة يكون بهذه الثلاثة :
التوبة ، النقاوة ، الكمال .
         و ما هي التــوبة ؟ : هي ترك الأمور السالفة و الحزن من أجلها .
         و ما هي النقاوة ؟ : قلب رحيم على جميع طبـــائع الخليقــــة .
        و ما هو الكمــال ؟ : هو عمق الاتضاع و رفض ما يرى و ما لا يرى ( أي كل شيء ) .
                                 ما يرى  ( بضبط الحواس ) ، وما لا يرى ( بعدم ) الهذيذ به .
سُئل شيخ مرة :
ــ ما هي التوبـــــــــــة ؟ قال : قلب منسحق.
ــ  ماهو الاتضــــــــــاع ؟ قال : مضاعفة إماتة الإرادة في جميع الأشياء .
ــ ما هو القلب الرحيم ؟ قال : حرقـــــة القـــــلب عـــلى كل الخليقـــة :
                              علي الإنسان و الطائر و الوحوش و الدبابات و علي كل الأشياء ،

 حــــتى أنــــــه من ذكرها فقط تفيض عينيه بالدموع من شدة الرحمة التي تعصر القلب،
و من كثرة شفقته يصغر القلب و لا يقدر أن يحتمل و لا أن يسمع أو ينظر أذية أو حــــزن
                        يصــيب أحــد الخــلائق حتى غـير الناطقين ، وعن أعـــداء   الحــــــق  
 و عن الذين يأذونه يصلي بدموع لكي يحفظـوا و يسـامحهم ،و حتى أيضـاً على الدبيـب ،
                        و ذلك لأجـــل الرحمـة الغزيرة الفائضـــة في قلبــه بغير كيـل شبه الله 

ما هــي الصــــلاة ؟ 
 الصلاة هي : خلــــو الضمــير من كــل شيء من الأشــــــياء الحــاضرة ،
                   و قلب شخص نظره بالكلية لاشتياق الرجــاء المزمـــع في  ( الدهر الآتي )
و البعيد عن هذا المعنى :
                          إنما يبذر في فلاحته خليطاً و كمثل من يحرث على ثور و حمار معاً .

ــ كيف يُقتنى الاتضاع ؟
بتذكر الزلات القديمة على الـــدوام ،     و إنتظـــــــــــــــار قــــــرب المـــــــوت ،
و ثيــــــــــــــــــــــاب زريــــــــــــــــة ،    و يختــار لنفسـه دومــاً موضعـاً حقيراً ،
و في كل شيء يسرع للعمل الحقير ،   و عـــــــــــــــــدم المقــــــــــــــــاومة ،
و الصمــــــــــــــــت الدائـــــــــــــــم  ،   و لا يحـــــــــــــب لقــــاء الكـثـــــيرين ،
و يكــــون مجهـــولا ًو غـير محســوب ،   و غير مميز نفسه بشيء من الأشياء ،
و يبغــض التحـــدث مــــــع الغـــــير ،     و لا يحـــــــــــب  الربـــــــــــــــــــــــح ،
و يكــون فكــره خاليـــاً من الحســـد ،    و لـــــــــــــــــوم  و عتــــــاب  أحـــــد ،
و لا تكون يـــــــــده عـــلي أحـــــــد ،    و تكون يد الكل عليه ( أي مظلوما من الجميع ) ، 
و يكـــون منفرداً فيما يخصـه متوحدا ،ً    و لا يهتم بشئون أحد على الأرض إلا نفســـه ،
و باختصار : الغــــربة و المســـــــكنة      و الانفــــــــــــــراد في تصــــــــــــــــــــرفاته .

   فهـــذه   تولــــــــــد الاتضــــــــــاع     و تطهـــــــــــــــــــــــر القــــــــــــــــــــــــلب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق