الميمر الثامن ( 1 )
إيمان
النفس و الأسرار المخفية فيها
+ النفـــــس التي سلكت في تدابيرها بالإيمان و نجحت فيه مرات كثيرة
فإن عادت للالتفــات إلي اســتعمال وســـائل المعـــــــرفة البــشرية ،
ففي الحال تحـــــــــــــــرم مـــــــن بركـــــــــــات الإيمـــــــــــــــــــــان
و تفقــــــد تلك القوة المعقولة ( أي الروحية ) التي تكون من الإيمـــان ،
التي تظهر ذاتها في النفس النقية من خلال معونات كثيرة ومؤازرات متعددة،
و تجعـل كل سلوكها بلا فحــــص و لا تفتـــيش بل بالبســــاطة فقــــــط .
لأن النفس التي سلمت ذاتها لله بالإيمان تمام ( أي كلياً )
و تذوقـــــــت مـــــــؤزراته و معونتـــــــــــــــه ،
لا يكون لها اهتمـــــام بذاتهــــا في التجـــــــارب الكـثــــيرة ،
بل تلجمهـا الصمــت والـدهش و لا تعـــود ترجــع إلى اســتعمال و ســائل المعـــــرفة ،
لئلا يحدث عكس هذا أي تترك من العناية الإلهية التي تفتقدها بصورة خفية علي الدوام
و التي تهتم بها في كل شيء وفي كل مكان ،
و ذلك لأنهـــــــا ازدرت و مقـــتت ذاتهـــــــــــــا ،
لأنه ليس فيها كفاءة أن تتدبر بقــوة معرفتهــا .
+ الذين يشرق نور الإيمان في قلوبهم :
لا يتجرأون أن يصلوا عن أنفسهم أو أن يطلبوا من الله قائلين :
أعطنــــــا كـذا و خـذ منـا كذا ، و لا يهتمـــون بتـدبير أنفســهم في أي شيء ،
بل بأعين الإيمـــان المعقولة ينظرون في كل وقت العناية الأبوية تظلل عليهم
من الأب الحقيقي ، الذي لا قياس لقوة محبته و التي تفوق محبة الآباء الجسدانيين ،
و هذا القادر علي تعضيدنا بأكثر مما نسأل أو نفكر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق