الميمر الثامن ( 2 )
المعرفة البشرية :
+ المعرفة البشرية تتعارض مع الإيمان ،
لأن الإيمـــــــان يبطل كل قوانين المعرفة شرائعها
، و لا أعني بهذا معرفة الروح .
+ قانون المعرفة هو :
ألا يعمل الإنسان شيئاً من أموره بدون الفحص
و التفتيش والتروي ،
بل
يفتش أولا ًما سيحدث من الأمر و إن كان يمكنــه عملـــه أم لا ،
أمــا بالإيمـــــــــان : فالعمل يكون بغير تفتيش وفحص .
+ المعرفة : لا تفعل شيئاً دون استعمال وسائل
و طرق قائمة ،
و هذا دليل واضح على ترددها و شكها في الحق
أما الإيمان فهو فكر
بســـــيط يطلب أن يكـــــــــــــــون
بعيداً عن كل تصنع و تحايل و مكر و تفتيش .
بعيداً عن كل تصنع و تحايل و مكر و تفتيش .
فانظــر كيف همــا متضـــادان مع بعضهمـــا ،
بيت الإيمان
هو : الفكر الطفولي و القلب البسيط حسب قول الكتاب :
" إن بوداعة قلب كانوا يمجدون الله
" (أع 2
: 46 ،47 (
و حسب قول الإنجيل :
" إن لم ترجعوا و تصيروا مثل الأطفال ... "(مت 18 : 3 (
" إن لم ترجعوا و تصيروا مثل الأطفال ... "(مت 18 : 3 (
و أما المعرفة فهي : ضد هذين القولين .
+ المعـــــــرفة : إنما تلتزم بحدود الطبيعة في سائر
طرقها ،
و أما الإيمان : فيجعــــــل مســـــلكه فــــوق الطبيعـــــــة .
+ المعرفـــة : تبتعد عن كل ما هو مؤذي للطبيعة ،
"إن سلكت على الحية والجردة و إن و طأت الأسد
و التنين لا يؤذيانك "
( مز 90 قبطي : 10
، مر 16 : 18 ، لو 10 :19 )
+ المعرفــــــة : يلازمها الجبن و الخـــوف ،
و أما الإيمــان : فالثقــــــــــــة و الاتكــال ،
و إذا اتبع الإنسان وسائل المعرفة فلا يعتق من
الخوف و لا يؤهل للحرية ،
و لكن إذ يســير بالإيمــــــــــــــان يكون حراً و مالكـــــــــــاً
نفســــــــــــه
و كابـــــــــــن لله فانـــــــــــــــــه يســـــــتعمل كل شـــيء بســـــلطان .
+ الإنســـــان : الـــــذي حظـــــي بمفاتيـــــــح الإيمـــــــــــان
يكون مثل الله ( أي يتسلط ) علي كل الطبائع .
+ الإيمـــــــان : له ســـلطان أن يخلق خلقـــة جــديدة مثل الله .
كما قيل
" شئت الآن ، فقام كل شيء قدامك"
و مـــراراً كثـــيرة يفعــــل أشــــياء من العــــــدم
و أما المعرفة : فمن غير مــادة لا تســتطيع أن تفعــل شـــيئاً ؛
و لا تجسر المعرفة على شيء ليس في قدرة الطبع
البشري أن يفعله
مثل المشي علي الماء السائل بأقدام بشرية ، و لا الخوض في النار المتقدة ،
و لا أن يجسر علي أمور خطــرة ،
بل تحــذرنا المعــرفة من تجاوز هذه الحـــدود .
بل تحــذرنا المعــرفة من تجاوز هذه الحـــدود .
و أمـــــــــــــا الإيمـــان فبسلطان يأمر و يقول :
إن سلكت علي النار لا تحرقك و إن مشيت علي
الماء لا تغرقك (اش43 : 2 (
و هذه الأعمــال صنعهــــا الإيمـــــان مــــرات كثـــــيرة مـــع كل
الخليقـــــــة
لأن كثيرين : قامـــــــــــــــوا في
وسط النار و لم تحرقهم
و مشـــــــــــوا على البحر كمثل أرض يابسة ،
و هذه الأشياء تفوق الطبيعة وهي على عكس طرق
المعرفة .
انظــــــــــر : كيف زعــزع الإيمان طرق المعــرفة و أبطــل
قوانينهــا وشــــرائعها ،
و مــــــــيز : كيف بالإيمان يجسر الإنسان أن يصنع
سلوكه فوق حدود الطبيعة .
ــ خمسة ألاف سنة و أكثر : كان العالم يتدبر
بوسائل المعرفة
و من العبودية
الباطلة و عدم الاستقرار
و لم يتمكن الإنســــان أن : يرفـــــــــع رأســــــه مــــن الأرض
،
و لا أن : يحــــــــــس بقــــــوة خالقـــــــــــــــه
حتى ظهـــــــر الإيمـــــــان : و عتقنـــا مـــن شــــــقاء الأرضيــــــات
و حتــــى الآن بعـــد أن : و جدنا البحر
الذي لا قرار له (هذا تعبير عن الخيرات الأبدية )
و الكنز الذي ليس له حد ،
فليس معرفة إلا و هي : مفتقرة محتاجــة و لو كانــت
موســرة جداً ،
أما الإيمــــــــان : فكنوزه ما تحويها السماء و لا يعوزه شيء .
الذي يسند قلبه بثقة الإيمان ،
و إن لم يكن يقتني شيئاً فله كل شيء كقول الإنجيل :
" إن كل شيء تسألوه بإيمان في صلاتكم
تنالوه "(مت 21 : 22 (
و أيضاً قيل : " سيدنا قريب لا تهتموا بشيء
"(في 4 : 5 ، 6 ( .
المعـــــــــــــــــرفة : تبحث عن الوسيلة لكي تحفـــــظ ما تقتنيـــــــــه
،
أما الإيمان
فيقول : إن لــم يبن الرب البيت و يحفظ القرية ( أي المدينة )
فباطل تعب الذي يبني ويسهر ( مز 126 قبطي ) ،
و الذي يحتمي بالإيمان لا يمكنه استعمال وسائل
المعرفة .
المعــــــرفة : تمدح الخوف دائماً حسب الحكيم : الخائف بقلبه طوباه ،
أما الإيمان :
فقد قــــــــــــــال : " لما خاف بدأ يغرق "(مت 14 : 30 (
و أيضاً قال الرسول :
" لم تأخذوا روح العبودية لتجزعوا ، بل
روح كنز البنوة ،
العتق بالإيمان و الثقة بالله " (رو 8 : 15 (
وأيضاً : " لا تخف منهم لئلا أكسرك قدامهم " (تث 7 : 18 ، تث1 : 42 (
في كــل وقـــــــت : يلتصـق
الشـك و التردد بالخـــوف
فبماذا تنفع المعرفة أو تؤازر أو تعين تجاه
الحروب الظاهرة الحادثة الطبائع المنظورة
و يلتصـــــق
بالشـــــك الفحــــــــص و التفتيــــــــش ،
و الحيـــل تتبـع الفحـص ، و الحيـل هي
من المعرفة ،
و فحصهـا
و تفتيشها يدل دائماً على الخوف و الشك ،
لأن
المعـــــــــــــرفة : لا تصيـب و لا تنجــــح دومـــاً كمـــا قلنـــا من قبـــل
،
لأنه في أوقات كثيرة : تعرض أشــياء صعبـة و علل
عســرة مملوءة خطـــراً ،
لا تقدر
الحكمـــة و الحيــل أن تنجي منهـا لصعوبتهـا
لأنهــــا
تفــــوق حــــــدود كل معــــــرفة بشــــــــرية ،
أمـــــا الإيمـــــــان : فـــــــــــــــلا يٌغـــــــــــــــــلب مــــــــــــن شـــــــــيء .
و القوات المتجسمة و أمور أخري !؟
لقد تبيـــــن لك الآن ضعـــــف المعرفة و عجـــــــــزها ،
و شجاعة الإيمان و عظمة قدرته .
المعـــــــــــــرفة : تمنع تابعيها عن كل شيء غريب عن
الطبيعة ،
لكن
انظر الآن قوة الإيمان كيف يأمر أولاده قائلاً :
" باسمي تخرجون شياطين وتدوسون الحيات ،
و إن شربتم سماً قاتلاً لا يؤذيكم "(مر 16 :17 ، 18 ( .
المعــــــــــــرفة : تأمـــر
كل من يســير في طريقهـــا ــ إذا أراد أن يفعــل أمـر ما ــ
أن يفحص عن نتيجته قبل البدء فيه ،
لئلا تكون الأفعال ( المطلوبة ) تحتاج الى قوة تفــوق الطبيعـة ،
لئلا تكون الأفعال ( المطلوبة )
فيضيع الجهد باطلا إذ يكـون الأمر فى آخرته عسر و غير
ممــــكن ،
أما الإيمان فيقول :
" إن كل شئ ممكن للذين يؤمنون، وليس عند الله أمر عسير "
" إن كل شئ ممكن للذين يؤمنون، وليس عند الله أمر عسير "
( مر 23:9 ، مت26:19)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق