السبت، 27 أبريل 2013

المعرفة مطلوبة للفضائل ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثامن ) ـ الجزء الثانى .


 الميمر الثامن ( 3 )
المعرفة مطلوبة للفضائل :
المعرفة :  درجات ( أي سلم ) يصعد بها الإنسان إلي علو الإيمان ،
             و إذا ما وصــــل إلي هنـــــاك لــــــم يحتـــــاج إليهـــــــا ،
             الآن نعرف قليـــلاً من كـثير ، و نفهم قليـــلاً من كــــثير ،
            و متى أتى الكمــــــــــــــــال بطـــــــل ذلك القليــــــــــل .

و الإيمان : مثل العينين يرينا حقيقة ذلك الكمال المزمع ( أي الذي سيكون ) ،
             لأننا بالإيمــان نتعلـــــم و نعــــرف ذلــــك الشــيء 
            الـذي لا يــدرك لا بالفحــص و لا بقـــدرة المعــرفة .

جميــع أعمـال الــبر : إن كان صــوماً ، أو  صدقــة ، أو سـهراًً ، أو طهــارة ،
                         و بــــاقي الفضــــائل التي تعمــــــــل بالجســــــــــد،
                         و أيضــاً محبــــــة القــــريب  و اتضـــــاع القـــــــــلب ، 
                         و تــــــــــــرك الزلـــــــــل   ، و الهـــــذيذ بالصـــــــلاح ،
                         و الفحص عن الأسرار المكتومة في الكتب المقدسة،
                        و المفاوضة بعمل الفضائل ،   و ضبط شهوات النفس ،

                        و بــــاقي الفضــــائل التي تكمـــــــــل بالنفـــــــــس ،
 هذه جميعها مفتقرة إلي المعرفة  ، وهي لها ( أي الفضائل ) ،
و جميع هذه هي سلم به تصعد النفس إلي علو الإيمان ، وهذه تدعى الفضائل .

الإيمان مطلوب للسيرة الروحانية :
                                     أما سـيرة الإيمان فهـــــــــــــــي فـوق الفضيلة ،
 و عملهـــــا ليـــــس متعـبـــاً ، بـــــــل نيــــاح ( أي راحــــــــــة ) تــام و عــــزاء ،
                                     و تكمل بكلام ( أي بهــــــــــذيذ ) فـي القـــلب 
                                     و بحـــــــركات ( أي بأشـــــواق ) النفــــــــــس .

و كـــــل درجـــــــــــات السيرة الروحانية العجيبة عملها هو :
             الإحساس بالحياة الروحانية و تنعم النفس و سرورها ، و الفرح بمحبة الله ،
و لنعــــــــــــــــلم أن ســائر الأشـــــــياء التي تعطـــي في هــذه الســـيرة للنفــس
            التي أهلت بالنعمة لتلك السعادة ــ حسبما تشير إليها الكتب المقدسة ــ
            فإنهـــــــــا بالإيمان تكمل للنفـس مــــــــــن عنـــــــــــد الله الغزير العطايا .

و إن قال أحد : إن كانـت هذه الخــيرات جميعهــا و عمل الفضيلة
                 و كــل ما ذكــــــر آنفــــاً و البعــــــد عن الشــــرور ،
                 و الإحساس بالحركات اللطيفة المزهرة في النفس ،
                 و معاندة الأفكار و الجهاد مقابل الآلام (الشهوات)المغرية
                 و مــــا إلي ذلـــك ، و التـــي من دون عملهـــــــا
                لا يقدر الإيمان أن يظهر قوته بعمله في النفــس  ،
                و إن هذه تكمل بالمعرفة فكيف يظن أن المعرفة ضد الإيمان ؟ .

لإبطال هذا الشك نقول :
 إن للمعرفة العقلية ثلاث رتب تصعد وتنزل حسب تغير منزلة البلدان التي بها تسير ،
و أعني بقولي البلدان الجسد والنفس والروح ،لذا فالمعرفة تتغير و قد تنفع و قد تضر.

فالمعرفة : و احدة في طبعها و لكنها حسب هذه المنازل 

              ( أي الجسد والنفس والروح )
       سواء المادية أو غير المادية فهي تتغير في نوعهــا و في انفعـال حركاتهـــــا ،
      فأنهــم الآن ترتتيب عملهـــا و الأســـباب التي من أجلهـــا تنفـــع أو تضـــر .

 أو المعرفة هي : موهبة من الله جـــاد بهــــا علي طبــــع الناطقــــين ( أي البــشر )
               أعطاها لهم منذ بدء خلقتهم ، وهي بسيطة و غير منقسمة في طبعها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق