علي رتب المعرفة الثلاث
وعلي إيمان النفس والأسرار المخفية فيها ،
و إيضاح مقدار تضارب معرفة هذا العالم
و وسائلها مع بساطة الإيمان
+ النفس التي سلكت في تدابيرها بالإيمان و نجحت فيه مرات كثيرة ،
فإن عادت للالتفــات إلي اســتعمال وســـائل المعــرفة البــشرية ،
ففي الحــــــــــال تحـــــــــــرم مـــــــن بركـــــــات الإيمـــــــــــــــان
و تفقد تلك القوة المعقولة ( أي الروحية ) التي تكون من الإيمـــان ،
التي تظهر ذاتها في النفس النقية من خلال معونات كثيرة ومؤازرات متعددة ،
و تجعـــل كل ســـــلوكها بلا فحــــص ولا تفتـــيش بل بالبســــــاطة فقــــط .
لأن النفس التي سلمت ذاتها لله بالإيمان تمام ( أي كلياً )
و تذوقـــــــت مـــــــؤزراته و معونتـــــــــــــــه ،
لا يكون لها اهتمام بذاتها في التجارب الكثيرة ،
بل تلجمها الصمت والدهش ولا تعود ترجع إلى استعمال وسائل المعرفة ،
لئلا يحدث عكس هذا
أي تترك من العناية الإلهية التي تفتقدها بصورة خفية علي الدوام
و التي تهتم بها في كل شيء وفي كل مكان ،
و ذلــــك لأنهـــــــا ازدرت ومقـــتت ذاتهـــــــــا ،
لأنه ليس فيها كفاءة أن تتدبر بقوة معرفتهــا .
+ الذين يشرق نور الإيمان في قلوبهم :
لا يتجرأون أن يصلوا عن أنفسهم أو أن يطلبوا من الله قائلين :
أعطنــا كـذا و خـذ منـا كـذا ، و لا يهتمـــون بتـــدبير أنفســهم في أي شيء ،
بل بأعين الإيمـــان المعقولة ينظرون في كل وقت العناية الأبوية تظلل عليهم
من الأب الحقيقي ، الذي لا قياس لقوة محبته و التي تفوق محبة الآباء الجسدانيين ،
و هذا القادر علي تعضيدنا بأكثر مما نسأل أو نفكر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق