الميمر الثانى ( 1 )
+ كل نفـــس أذا
ما أغفلت و ازدرت بالاهتمام و الهذيذ في الأمور التي تخص طبيعتها
( أي الجسديات ) ،
فهـــــــــــي لا
تحتـــاج إلي جهد كبير لتجد في ذاتها الأشـواق
الحكيمـة نحـو الله ،
لان السكون ( أي
الابتعاد ) عن العالم يتيـــــــح للنفـس فهــم
المخــــــــــــــلوقات ،
+ إذا لم تدخــــل الميـــاه الغريبـــــة الى ينــــوع النفــــــــــــــــــــــــس
،
فحينئـــــــــــذ تنبع الميـــــــــــــاه التـــي من طبيعتهــا الروحانيــــة،
التي هي أفكـــار الدهــش بالله
في كـــل وقـــــــــــت ،
إما إذا وجدت بعيــــدة عن ذلــــك ، فهـــــــــذا بسبب فكــر
غريـــــب ،
إذ أن
الحواس أثارت عليها اضطراب نتيجة الالتقاء بالأمور
( التي تسبب الحروب ) .
و إذا ضبطت الحواس بالسكون الدائم و الأفكار
الروحانية ، فإنها ( أي الحـــواس )
تبلي
و تتحرر بالمعونة التي من الهدوء. وعند ذلك تدرك طبيعة الأفكار النفسانية ،
و ما هي ،
و ما هو طبع النفس ، و أي كنوز مدخرة فيها .
و الكنـــــوز هي : الأحاسـيس الروحيـة التي تأتي من
ذاتها من غير جهـــد أو تعـــب ،
حتى إن الإنسان لا يدرك إن كانت مثل هذه الأحاسيس
تسري في الطبع البــــشري ،
و من
علمه ذلك ، أو كيف وجد هذا الأمــر الذي إذا راد أن يصف كينونته لرفيقه لا يعرف.
أو مــــــــــــــــن الـــــذي أرشــــــده لهـــــذا الأمر الــــذي
لم يتعلمــــــه من أخـــــر .
أن هذه هي طبيعة النفس (كما جبلت) ، و الشهوات
دخيلة عليها
النفس من مسببات ( خارجية ) ، لأنها بطبعـــها غـير شـــهوانية.
و إذا
سمعت الكتب تتكلم عن شــهوات جســــدية و نفســـــانية ،
فأفهــــــم أن هـــــذا قيــــــل عن مســـــبباتهـــــا ،
لان النفــــس ليس في طبعها الشهوات
فلا الفلاسفة الخارجـــــين و لا أتبــاعهم يوافقـــون
علي هـــــذا الرأي ،
أما
نحـــــــــن فنصــدق أن الله لم يضـــــع الشـــــــهوات في صورته ( أي الإنسان ) ،
وقـــــــــــولي صــــورة الله لا أعنـــــــــي الجســــــــد بل النفـــس غير
المــــــرئية ،
لان كــــــــــل صـــــــــــــورة يتشكل فيها نمــــــوذج ما تشـــــــبهه ،
و الصورة المرئية لا يستطاع أن يتصــور فيها صورة غير الرائي (
أي الله ).
لهذا
نصــــدق أن الشهوات ليست في طبع النفس كما سبق القول ،
و إن
عارضنا أحد في هــــذا فليقــل لنا : ما هـي طبيعـــة النفـــس ،
هـــل هــــــي بغــير شــهـوة و مملــــوءة نــــــــــورا ،ً
أم هــــــــــــي
مظلمــة تتجـه نحـــــــــو الشـــــهوات ؟
إنه إذا كانـــت النفــس نقيــة بقبولهـــا النـور الطوباوي
،
فأنهـــا تكـــون قد رجعــــــت إلــــــي طبيعتها الأولـي ،
أما إذا خضعت للشــــــهوات فهذا أمر خارج عن طبعها
و قـــد انجذبت أليه و هذا
هو اعتقاد البيعة المقدسة .
و الآن قد ظهر إن الشهوات دخيلة على طبع النفس، و هي تتأثر بما هـو خارج عن طبعها،
و ينبغي أن نعتقد انه ليـس ثمـــة شــهوات نفسـانية محض تتــــأثر بهـا النفـــــــــــــس.
و عندما تتــــأثر بما هــــو خــــــــــارج عن طبعهـا فهذا لا
يكـــون من غـــــير الجســـــد ،
فلا يظـــــن أن
هذه طبيعية فيهـــا ، و إلا فيكـون الجـوع و العطش و النوم تخص النفس ،
لأنهـــــــــــــا مع الجسد تحزن بها
و أيضاً تتنيــــــــــــح ( أي تســـــــــــــــــــــــــتريح ).
و أيضـــــــــــاً قطع الأعــــــضاء و الأمـــراض و مــــــــــــا إلي ذلك ...........
لكـــــــــــــــن لأجل اشتراكهــا مع الجســد تتضـــــــــايق بهذه الأمور معه ،
و تتــــــــــــــأثر أيضـــــــــــاً بأفراح الجسد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق