الأربعاء، 1 مايو 2013

الأشياء الطبيعية وغير الطبيعية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثانى) ـ الجزء الثانى .


الميمر الثانى ( 1 )
الأشياء الطبيعية و غير الطبيعية

+ كل نفـــس أذا ما أغفلت و ازدرت بالاهتمام و الهذيذ في الأمور التي تخص طبيعتها
                                                                                         ( أي الجسديات ) ،
   فهـــــــــــي لا تحتـــاج إلي جهد كبير لتجد في ذاتها الأشـواق الحكيمـة نحـو الله ،
   لان السكون ( أي الابتعاد ) عن العالم يتيـــــــح للنفـس فهــم المخــــــــــــــلوقات ،
                    و منـه ترتفـــع إلي اللــه (خالقها ) و تثبـــت فـي الدهـــــــــــــــــش 
+ إذا لم تدخــــل الميـــاه الغريبـــــة الى ينــــوع النفــــــــــــــــــــــــس ،
    فحينئـــــــــــذ تنبع الميـــــــــــــاه التـــي من  طبيعتهــا الروحانيــــة،
                      التي هي أفكـــار الدهــش بالله في كـــل وقـــــــــــت ،
   إما إذا وجدت بعيــــدة عن ذلــــك ، فهـــــــــذا بسبب فكــر غريـــــب ،
                     إذ  أن الحواس أثارت عليها اضطراب نتيجة الالتقاء بالأمور
                     ( التي تسبب الحروب ) .

  و إذا ضبطت الحواس بالسكون الدائم و الأفكار الروحانية ، فإنها ( أي الحـــواس )
  تبلي و تتحرر بالمعونة التي من الهدوءوعند ذلك تدرك طبيعة الأفكار النفسانية  ،
 و ما هي ،  و ما هو طبع النفس ، و أي كنوز مدخرة فيها .

  و الكنـــــوز هي : الأحاسـيس الروحيـة التي تأتي من ذاتها من غير جهـــد أو تعـــب ،
  حتى إن الإنسان لا يدرك إن كانت مثل هذه الأحاسيس تسري في الطبع البــــشري ،
  و من علمه ذلك ، أو كيف وجد هذا الأمــر الذي إذا راد أن يصف كينونته لرفيقه لا يعرف.
   أو مــــــــــــــــن الـــــذي أرشــــــده لهـــــذا الأمر الــــذي لم يتعلمــــــه من أخـــــر .

  أن هذه هي طبيعة النفس (كما جبلت) ، و الشهوات دخيلة عليها
  النفس من مسببات ( خارجية ) ،  لأنها بطبعـــها غـير شـــهوانية.

  و إذا سمعت الكتب تتكلم عن شــهوات جســــدية و نفســـــانية ،
                     فأفهــــــم أن هـــــذا قيــــــل عن مســـــبباتهـــــا ،
  لان النفــــس ليس في طبعها الشهوات
                    فلا الفلاسفة الخارجـــــين و لا أتبــاعهم يوافقـــون علي هـــــذا الرأي ،
 أما نحـــــــــن فنصــدق أن الله لم يضـــــع الشـــــــهوات في صورته ( أي الإنسان ) ،
  وقـــــــــــولي صــــورة الله لا أعنـــــــــي الجســــــــد بل النفـــس غير المــــــرئية ،
                   لان كــــــــــل صـــــــــــــورة يتشكل فيها نمــــــوذج ما تشـــــــبهه ، 
                و الصورة المرئية لا يستطاع أن يتصــور فيها صورة غير الرائي ( أي الله ).

 لهذا نصــــدق أن الشهوات ليست في طبع النفس كما سبق القول ،
 و إن عارضنا أحد في هــــذا فليقــل لنا : ما هـي طبيعـــة النفـــس ،
  هـــل هــــــي بغــير شــهـوة  و مملــــوءة  نــــــــــورا ،ً
 أم هــــــــــــي مظلمــة تتجـه نحـــــــــو الشـــــهوات ؟
 إنه إذا كانـــت النفــس نقيــة بقبولهـــا النـور الطوباوي ،
 فأنهـــا تكـــون قد رجعــــــت إلــــــي طبيعتها الأولـي ،
 أما إذا خضعت للشــــــهوات فهذا أمر خارج عن طبعها 
 و قـــد انجذبت أليه و هذا هو اعتقاد البيعة المقدسة .

و الآن قد ظهر إن الشهوات دخيلة على طبع النفس،و هي تتأثر بما هـو خارج عن طبعها،
و ينبغي أن نعتقد انه ليـس ثمـــة شــهوات نفسـانية  محض تتــــأثر بهـا النفـــــــــــــس.

 و عندما تتــــأثر بما هــــو خــــــــــارج عن طبعهـا فهذا لا يكـــون من غـــــير الجســـــد ،
 فلا يظـــــن أن  هذه طبيعية فيهـــا ، و إلا فيكـون الجـوع و العطش و النوم تخص النفس ،
  لأنهـــــــــــــا مع الجسد تحزن بها و أيضاً تتنيــــــــــــح ( أي تســـــــــــــــــــــــــتريح ).

 و أيضـــــــــــاً قطع الأعــــــضاء  و الأمـــراض و مــــــــــــا إلي ذلك ...........
 لكـــــــــــــــن لأجل اشتراكهــا مع الجســد تتضـــــــــايق بهذه الأمور معه ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق