الميمر الثانى ( 3 )
نقــاوة الضمــــير ليسـت أن الإنسـان لا يعــرف الشــر و إلا
كـــــان بهيمـــــــــــــــــــــة ،
و أيضــــــــــــــــاً الذين هـــــم فـــــي مرحلة الطفـولة لا ندعوهم
أنقيـــــاء الفكــــــــــر ،
وكذلك النــــاس الذين لم يجربوا بعد ، و هي لا
تطلب من البشر ( أي بقدرتهم الخاصة )
بل نقاوة الضمير : هي بالإلهيــــــــات التي تكــــون بعـــد
عمـــل كثـــير في الفضـــائل ،
( ورغـــم
هـذا ) لا نجسر علي القول بأن الإنسان لا يمتحــــــن ( يجـرب ) بالأفكــــار ،
و توارد الأفكار : هو للامتحان وليس الان
يوافقها الإنسان و يهبط معها بل هي بداية الجهاد.
و هنـــــاك أربعة
أسباب تحرك الأفكـار في القـــلب وهي
التي تحرك كل أنواع الشهوات
و لا يوجــــد إنســـــــان
في هذه الحيـــاة ينجـــــــــو من تذكـــــر ما هــــــــو ههنـــــــا ،
و لا معفي من مبــــدأ الجهـــاد( ضـــــــدها
)
1ـ الجســــــد بحركاته خاضع بطبعه لما في العالم
من طبائع ( أي المخلوقات )
و هذه تؤثر عن طريق الحواس ،
2ـ والنفــــــس تتأثر بالأفكــار و الذكريــــــات ،
3ـ و قوة الرغبة ،
4ـ و الشياطين ،
و بتحرك هذه الأشياء الأربعة التي ذكرت يتعرض
المختبر لحــرب الآلام ،
فأنه بمجرد أن يشعر بشيء قليل منها ، فأنه يجذب نفسه إلي الأمور الفاضلة بذهنه .
إن هذه الأمور الأربعة لا تتوقف إلا بانتهاء
العالم أو الانتقال منه بالموت ،
لان الجسد لا يســــــــــــتغني عــــــــــــــــن حــــوائجــــه تمامــــــاً
لان الطبيعة تغصبه لطلب هذه الأمور الحاضرة
شيئاً فشيئاً ، فهو مضطر لها بحكم الضرورة
و لذا تتحــرك الشــــهوات في كل لابس جسد ، و هذه تحتــــــــــــاج للاحـــــــــــــتراس
و قـولي الآلام ( أي الشهوات ) ، لا أعنـــي واحـداً
أو أثنـــــين ،
بل كـــل الآلام التي يلاقيهــا كل لابـس جسـد ،إذ يخسر الإنسان بسبب واحد منهــا ،
مثــــــــــل فتور
الأشواق و نقص
الجهاد. و هذه ليست متعبة ولا تحتاج لجهاد كثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق