الميمر الثانى ( 4 )
+ نقــــاوة الفكـــــر شــــيء أخـــــــــر غـــــير نقـــــــــاو ة القـــــــــــــلب ،
والفرق بينهمـــــا كالفرق بين عضو واحد من الجسـد
و الجســـــد كله ،
فالفكــر هــــــو : احد قــوي النفـــس ،
و القلب هـــــــو : ضابــط كل الحواس الداخليــة ،
فأن كان الأصـــــــــل مقدســاً فكــــذلك
الأغصـــــــان ،
و هذا ليس مثل أن يكون غصناً واحداً هـو الذي
تقدس .
و الفكر بمفاوضة الكتب قليلاً أو جهاد الصوم و السكون ينسي هذيذه الأول (العالمي )
و الفكر بمفاوضة الكتب قليلاً أو جهاد الصوم و السكون ينسي هذيذه الأول (العالمي )
و يتطهر إذا ابتعد عن كل مفاوضة غريبة لأنه
يتسخ ســريعاً .
و أما القلب فإنه يتنقي بضوائق عظيمة و جهــاد و قطع كل خلطة بالعـــالم
و أما القلب فإنه يتنقي بضوائق عظيمة و جهــاد و قطع كل خلطة بالعـــالم
مع مــــوت كامـــــل عــــــــن كـل شــــــــيء.
وإذا تنقي فلا يتسخ صفاءه ، و لا يتزعزع نقــــاؤه من لقاءات قليلة و لا من حروب
صعبة ،
لأنه أقتني معدة سليمة تهضم بسهولة كل طعام حتى الذي يعسر علي مريض البنية .
و حسب قول الأطباء :
فإن كل طعام لحمي عسر الهضم يمنح الجسد الصحيح قوة زائدة ما
دامت المعدة
قوية .
كل نقاوة ننالهــا بســهولة و في زمان قصــير و بأعمال قليلة ، فهي تتسـخ بســــهولة ،
وكل نقاوة تقتني بضــوائق
كثـــيرة و فـــــــي مــــدة طــويلة و بكــل أجـــزاء النفـــــس ،
لا يخشي عليها من ملاقاة الأمور
الحقيرة .
+ الحواس العفيفة تولد السـلام للنفس و لا
تدعوهـا تأخذ خبرة عن الأمـــور الباطـــــلة ،
و عدم اختبارهـــا الإحساســـــــــات و الأشــــياء الباطـــــلة هي
الغلبـة بلا جهـــــاد ،
و أما إن تهاونت عن الثبات فيها ( أي في
الغلبة ) حتى تدخـــــل الإحساسات الباطلة
ثم بعد ذلك تحارب لتخرجها ، فإن الأولي تحترق
أي النقاوة و الوداعة التي من الطبع .
و أكثر الناس بل العالم جميعه يسلكون بهـذا الأسلوب :
يخرجون من بلدهــــــــم ( أي حالتهـــم ) التي هي البلــد الطبيعي و النقاوة الأولى
ليأخذوا معرفة الأمور الباطلة شيئاً
فشيئاً ،
و لأجل
هذا فالذين أقبلوا علي العالم أكثر فأنهم يعـودوا للنقاوة بصعوبة شــــديدة ،
لأنهم اقتنـــوا معرفـة شروراً كثيــــــــرة ،
و تجد قليلين منهم
من يرجع إلي بلده ( أي حالته ) الأول
و لكن علي النحو الثاني ( أي بجهاد صعب ) ،
بينمــــــــــا الوداعـــــة و البســــــاطة أوفق
كثيراً و أخــير من الوســائل الآخـــــرى .
+ لنوال الغفران يلزم
للطبع البشري :
الخـــــــوف في كل وقت حتى لا يتجــاوز الحـــدود إلي مخالفــة الوصيـة ،
و أيضاً الحــــــــب ليحـــرك
فيه الاشتياق للصلاح الذي به ينجذب لعمل الصالحات .
+ اكتساب الروح للمعرفة يكون بطبيعته تاليـــاً
لعمل الفضــــــــــائل ،
و يتقــدم هذين الاثنين الحب و الخوف ، و الخـــوف
يسبق الحب ،
و كل من يتوقع و يظن انه يمكن اقتناء الأخيرات
قبل حصوله الأوليات ،
فهو بغير شك يضع لنفسه أسـاساً للهـــلاك .
+ لا تبـــدل محبــــــة قريبـــــك بحب الأشـياء المادية ،
لان الذي هو اشرف من الكل مخفي داخـــــــــــله .
+ مثـــل الحاجـــــــز الـــــــــــذي يوضع أمام
الأعـين الجســـــــــــدية
كــذلك عند ممارسة الشــــــهوات
يمتنـــــع النظـــر الخفــــــــــــــي ،
و هي ( أي الشهوات )
مثــــل الســـحاب يحــــــول
دون للثاؤريــا ( التأمل الروحي ) الطبيعية ،
و كذلك بالنســــبة للنقــــــــــاوة الطبيعية .
أذا كــــــان العقل قائماً بالنقاوة الطبيعية ، فهـــــو قائــــم ثاؤريا الملائكة ،
التي هي الثاؤريا
الأولي الطبيعيــــــــــة ، و تدعي أيضــاً عقلاً صافيــــاً ،
أمــــــــــا الثاؤريا التي
من المعرفة الثانية( أي التي من تحصيل الإنسان )
فهي مثـــل من يرضع و يغتـــذي لبنا ( أي طفــــل )
و هي
تدعي ثوباً ثانياً عـــــــوض الأول أي الطبيعي .
+ أترك الأمور
الحقيرة لتجـــــد العظيمة ،
دع التوافــــــــــــه
لتجـــــد الكريمات .
+ كن ميتــــــــــــــــاً
بالحيـــــــــــــــــاة ،
و
لا تعيـــــــــــــش بالمـــــــــــــــــوت .
+ دع نفســك تمـوت و أنت نشيط روحياً ،
و لا يعيش مديــــــــــــــــــوناً .
+ ليس الذين ماتـــوا من أجـــــــــــــــل الإيمان بالمسيح هم
فقط الشــهداء ،
بــــل الذين لأجــل حفـظ وصــــــــاياه يموتــــــــــــــون بالحـــرص والجهـــاد .
بــــل الذين لأجــل حفـظ وصــــــــاياه يموتــــــــــــــون بالحـــرص والجهـــاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق