الأربعاء، 1 مايو 2013

الفرق بين نقاوة الفكر ونقاوة القلـب ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثانى) ـ الجزء الثانى .

الميمر الثانى ( 4 )
الفرق بين نقاوة الفكر و نقاوة القلـب


+ نقــــاوة الفكـــــر شــــيء أخـــــــــر  غـــــير نقـــــــــاو ة القـــــــــــــلب ،
    والفرق بينهمـــــا كالفرق بين عضو واحد من الجسـد و الجســـــد كله ، 
    فالفكــر هــــــو : احد قــوي النفـــس ، 
   و القلب هـــــــو :  ضابــط كل الحواس الداخليــة ،هـو أصــل إحساسـها ،
                           فأن كان الأصـــــــــل مقدســاً فكــــذلك الأغصـــــــان ،
                          و هذا ليس مثل أن يكون غصناً واحداً هـو الذي تقدس .

   و الفكر بمفاوضة الكتب قليلاً أو جهاد الصوم و السكون ينسي هذيذه الأول (العالمي )
  و يتطهر إذا ابتعد عن كل مفاوضة غريبة لأنه يتسخ ســريعاً .

   و أما القلب فإنه يتنقي بضوائق عظيمة و جهــاد و قطع كل خلطة بالعـــالم
                                       مع مــــوت كامـــــل عــــــــن كـل شــــــــيء.

وإذا تنقي فلا يتسخ صفاءه ، و لا يتزعزع نقــــاؤه من لقاءات قليلة و لا من حروب صعبة ،
لأنه أقتني معدة سليمة تهضم بسهولة كل طعام حتى الذي يعسر علي مريض البنية .

و حسب قول الأطباء :
 فإن كل طعام لحمي عسر الهضم يمنح الجسد الصحيح قوة زائدة ما دامت المعدة قوية .
كل نقاوة ننالهــا بســهولة و في زمان قصــير و بأعمال قليلة ،  فهي تتسـخ بســــهولة ، 
وكل نقاوة تقتني بضــوائق كثـــيرة و فـــــــي مــــدة طــويلة و بكــل أجـــزاء النفـــــس ،

 لا يخشي عليها من ملاقاة الأمور الحقيرة .

+ الحواس العفيفة تولد السـلام للنفس و لا تدعوهـا تأخذ خبرة عن الأمـــور الباطـــــلة  ،
   و عدم اختبارهـــا الإحساســـــــــات و الأشــــياء الباطـــــلة هي الغلبـة بلا جهـــــاد ،
   و أما إن تهاونت عن الثبات فيها ( أي في الغلبة ) حتى تدخـــــل الإحساسات الباطلة
   ثم بعد ذلك تحارب لتخرجها ، فإن الأولي تحترق أي النقاوة و الوداعة التي من الطبع .

و أكثر الناس بل العالم جميعه يسلكون بهـذا الأسلوب :
يخرجون من بلدهــــــــم ( أي حالتهـــم )التي هي البلــد الطبيعي و النقاوة الأولى
                                                       ليأخذوا معرفة الأمور الباطلة شيئاً فشيئاً ،

 و لأجل هذا فالذين أقبلوا علي العالم أكثر  فأنهم يعـودوا للنقاوة بصعوبة شــــديدة ، 
                                                        لأنهم اقتنـــوا معرفـة شروراً  كثيــــــــرة ،
 و تجد قليلين منهم من يرجع إلي بلده ( أي حالته ) الأول

                                                   و لكن علي النحو الثاني ( أي بجهاد صعب ) ،
 بينمــــــــــا الوداعـــــة و البســــــاطة أوفق كثيراً و أخــير من الوســائل الآخـــــرى . 
  
  
+ لنوال الغفران يلزم للطبع البشري : 
                الخـــــــوف في كل وقت  حتى لا يتجــاوز الحـــدود إلي مخالفــة الوصيـة ، 
        و أيضاً الحــــــــب ليحـــرك فيه الاشتياق للصلاح الذي به ينجذب لعمل الصالحات .

+ اكتساب الروح للمعرفة يكون بطبيعته تاليـــاً لعمل الفضــــــــــائل ،
   و يتقــدم هذين الاثنين الحب و الخوف ، و الخـــوف يسبق الحب ،
   و كل من يتوقع و يظن انه يمكن اقتناء الأخيرات قبل حصوله الأوليات ،
                                فهو بغير شك يضع لنفسه أسـاساً للهـــلاك .

+ لا تبـــدل محبــــــة قريبـــــك بحب الأشـياء المادية ،
   لان الذي هو اشرف من الكل مخفي داخـــــــــــله .

مثـــل  الحاجـــــــز الـــــــــــذي يوضع أمام الأعـين الجســـــــــــدية
 كــذلك  عند ممارسة الشــــــهوات يمتنـــــع النظـــر الخفــــــــــــــي ، 
و هي ( أي الشهوات )
 مثــــل  الســـحاب يحــــــول دون للثاؤريــا ( التأمل الروحي ) الطبيعية  ،
و كذلك  بالنســــبة للنقــــــــــاوة الطبيعية .


  أذا كــــــان العقل قائماً بالنقاوة الطبيعية ، فهـــــو قائــــم ثاؤريا الملائكة ،
  التي هي الثاؤريا الأولي الطبيعيــــــــــة ، و تدعي أيضــاً عقلاً صافيــــاً ،
  أمــــــــــا الثاؤريا التي من المعرفة الثانية( أي التي من تحصيل الإنسان )
                فهي مثـــل من يرضع و يغتـــذي لبنا ( أي طفــــل )
               و هي تدعي ثوباً ثانياً عـــــــوض الأول أي الطبيعي .


+ أترك الأمور الحقيرة لتجـــــد العظيمة ، 
    دع التوافــــــــــــه لتجـــــد الكريمات .
+ كن ميتــــــــــــــــاً بالحيـــــــــــــــــاة ،
   و لا تعيـــــــــــــش بالمـــــــــــــــــوت .
+ دع نفســك تمـوت و أنت نشيط روحياً ، 
              و لا يعيش مديــــــــــــــــــوناً .
+ ليس الذين ماتـــوا من أجـــــــــــــــل الإيمان بالمسيح هم فقط الشــهداء ،
   بــــل الذين لأجــل حفـظ وصــــــــاياه يموتــــــــــــــون بالحـــرص والجهـــاد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق