الميمر الرابع ( 24 )
معــــنى التوحــــد
و مجــــــدد للعقــــــل
العمّــــــــال ،
نقص الغذاء ؛ و هذيذ العقل على الدوام بأسرار العالم
الجديد ؛
و إن انقطع نربطه عاجلاً كما علَّمنا الآباء و
أفهمونا .
أي الهدوء و عدم
السجس وعدم الاضطراب .
و لا ينبغي أن نتخذ الهدوء بجزء واحد فقط من أجزاء إنساننا ،
و نتــــرك بقيـــة
الأجـــــزاء في المجـــــاذبات و الالتفاتـــات ،
بل نهــــــــــدئ جميـــــــع
أجـــــزاء النفــــس و الجـــــسد .
هكذا نكون بلا سجس في الأفعال البرانية التي تكمل بالجسد .
كذلك أيضاً نجمـــع عقلنا من الهـــم و الهــذيذ بالجســـدانيات ،
و نحرسه حتى لا ينحل وينزل من هناك .
و بالرجاء يوماً بعد يوم نصوِّب إليه كل غرض تدبير سيرتنا ،
فإننا لسنا نتعب زماناً كثيراً في التجارب ،
لأننا بذلك نُخضع الحواس و نقمع جميع لذاتها المتعبة التي تضطر عقلنــا ،
أن يكون تحت الخضوع لها، و تجتذبه و تحطه
من القيام في بلـــده بهدوء ،
و تشغله بتحريش (أي بإغراء) الآلام الباطلة
و أنواع الشهوات .
أما الحواس فما يقدر أن يقمعها تماماً
من الطموح ،
إن لم يكن للقلب عمل خفي ،
الذي هو بلد السكون وبيت راحة وهدوء الحق بتحقيق .
و كما نعتني أن نربط الجسد بالحبس ،
فلنحرص أيضاً أن نكون في الحبس بلا سجس ،
و نضبط حواسنا من الطموح في الأفعال التي تشتت الفكر و تجعله يطيش ،
و ذلك لكي نتمكن من حبس فكرنا داخل
قلبنا بذكر ربنا
و بنظرة مجده .
و إن كانت هذه ليست لنا ،
فإن الرجل يسلك بالصورة ، و كالبخار يتشتت ،
و كمثل مـــا يذوب الشمع قدام قوة النار ،
هكــــــــذا ينحــل قدام الأفكــار والآلام ،
معــــنى التوحــــد
+ السكون هو :
مبطـــــــل و مبدِّد الآلام الوحشــية ،
و ممــــيت للتذكـــارات
الباطــــــلة ،
إذا قُــرن معــــه
هـــذان الأمـــران :
و ربـــــط
الضمـــــير بذكــــــر الله بغــــير
انقطــــاع ،
فإن صحّ هذان
الأمران فإنهمـــا يقومـــان معنــــا ،
و يصبحان لنا مثــل
اليــــد اليمـــين و الشــــمال ،
و بمعونة ربنا بسهولة
ندوس على رقبــة الأعداء .
+ إن كنه السكون يدل على معنى
فعـــــله ،
و مثلمــــا نهــــدِّئ الجســــد
ونســــكته بالحبس داخل القلاية ،
و كمـــا نمنـــع جســـدنا من أن يضطـــرب
بغــــــير الواجــــــب ،
و من الملامة و الحقد على القريب، و نسمِّره
دائماً بالصليب .
فإن داومنا على هذا بلا ضجر ،
+ حبس الجسد و العمل داخل القلاية ،
يقمع الجسد من الآلام اللحمية ،
و لا يقدر السكون المظنون به أن ينفعه بشيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق