مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

السبت، 15 يونيو 2013

معنى التوحد ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 24 )


     
معــــنى التوحــــد


  +                  السكون هو :
 مبطـــــــل و مبدِّد الآلام الوحشــية ،
و ممــــيت للتذكـــارات الباطــــــلة ،
 و مجــــــدد للعقــــــل العمّــــــــال ،

إذا قُــرن معــــه هـــذان الأمـــران :
نقص الغذاء ؛ و هذيذ العقل على الدوام بأسرار العالم الجديد ؛
  و ربـــــط الضمـــــير بذكــــــر الله بغــــير انقطــــاع ،
  و إن انقطع نربطه عاجلاً كما علَّمنا الآباء و أفهمونا .

 فإن صحّ هذان الأمران فإنهمـــا يقومـــان معنــــا ،
 و يصبحان لنا مثــل اليــــد اليمـــين و الشــــمال ،
 و بمعونة ربنا بسهولة ندوس على رقبــة الأعداء .

+ إن كنه السكون يدل على معنى فعـــــله ،
أي الهدوء و عدم السجس وعدم الاضطراب .

  و لا ينبغي أن نتخذ الهدوء بجزء واحد فقط من أجزاء إنساننا ،
  و نتــــرك بقيـــة الأجـــــزاء في المجـــــاذبات و الالتفاتـــات ،
 بل نهــــــــــدئ جميـــــــع أجـــــزاء النفــــس و الجـــــسد .

و مثلمــــا نهــــدِّئ الجســــد ونســــكته بالحبس داخل القلاية ،
هكذا نكون بلا سجس في الأفعال البرانية التي تكمل بالجسد .

و كمـــا نمنـــع جســـدنا من أن يضطـــرب بغــــــير الواجــــــب ،
كذلك أيضاً نجمـــع عقلنا من الهـــم و الهــذيذ بالجســـدانيات ،
 و من الملامة و الحقد على القريب، و نسمِّره دائماً بالصليب .
و نحرسه حتى لا ينحل وينزل من هناك .

 فإن داومنا على هذا بلا ضجر ،
و بالرجاء يوماً بعد يوم نصوِّب إليه كل غرض تدبير سيرتنا ،
فإننا لسنا نتعب زماناً كثيراً في التجارب ،
 لأننا بذلك نُخضع الحواس و نقمع جميع لذاتها المتعبة التي تضطر عقلنــا ،
 أن يكون تحت الخضوع لها، و تجتذبه و تحطه من القيام في بلـــده بهدوء ،
و تشغله بتحريش (أي بإغراء) الآلام الباطلة و أنواع الشهوات .

+ حبس الجسد و العمل داخل القلاية ،
يقمع الجسد من الآلام اللحمية ،
 أما الحواس فما يقدر أن يقمعها تماماً من الطموح ،
إن لم يكن للقلب عمل خفي ،
الذي هو بلد السكون وبيت راحة وهدوء الحق بتحقيق .

و كما نعتني أن نربط الجسد بالحبس ،
فلنحرص أيضاً أن نكون في الحبس بلا سجس ،
و نضبط حواسنا من الطموح في الأفعال التي تشتت الفكر و تجعله يطيش ،
 و ذلك لكي نتمكن من حبس فكرنا داخل قلبنا بذكر ربنا و بنظرة مجده .

و إن كانت هذه ليست لنا ،
فإن الرجل يسلك بالصورة ، و كالبخار يتشتت ،
    و كمثل مـــا يذوب الشمع قدام قوة النار ،
        هكــــــــذا ينحــل قدام الأفكــار والآلام ،

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق