الميمر الخامس ( 5 )
+ فليكــن تدبـــير المتوحـــد
متسـاوياً بوجـود كل أعمال الفضيلة ،
كمقدار القـــــــــــراءة تكــــون الخــــــــــــــــــــــــــدمة ،
و كمقدار خدمة المزامير يكــــون ضــــــرب المطـــــــانيات ،
و كالمطانيــــــــــــــــات يكـــــون الصــوم و سـهر الليــــل ،
و يقرن مع هــذه جميعهـــــــــا
العمل الخفى الذى للعقـــــــــــل ،
لئلا يكــــون الجسد يعمــــــــــــل .
و القلب سائب بطــال .
+ العمـل الدائـم ولـو أنه قليـل ،
فهو لأجـل دوامــه يربى كنــوزاً عظيمــة .
و أنا أدلَّك على عمل يتقدم فيه الإنسان بسهولة :
إذا ملَّ الجسد
و لم يقدر أن يقوم ليكمِّل مطانيـات العــادة من أجــل ضعفــــه ،
و يتعطل عن الصلاة
التي تكمـل بالجسد ، و التي منها تتولـد الصـلاة القلبيــة :
خُرّ على وجهك دفعات كثيرة و اثبت في الصلاة و أنت جالس و الكتـاب بيـدك ،
لكي تمتزج مفاوضة القراءة مع الصلاة و تنير من الاثنين و ترتفع لتنعُّم النفس ،
فتحلو لك الصلاة لأجل القراءة ، و تنير في القراءة
بمفتاح الصلاة .
لأنه بالصـــــــــــــلاة ينفتح باب الأفهام ،
و الدهش بالأفهام يثير شهوة الصلاة ،
حسب التاوريـــــا التـــي فيهــــــــا .
و إن كـــان :
الجلـوس في القــلاية فقــط ببطـــالة مــن غـير
عمـــل ،
و حفظ الحيطـــــــــان من أجـــــــل اســــم المســـيح ،
هـــو انتظـــار
رجـــــاء عظيـــــم ،حسب قول أحد الآباء ،
فكم بالأكـثر :
الذي يسـتعمل هـذه الإفـرازات في نفسـه من أجـل ذِكـر الله الدائــــم ،
الذي يسـتعمل هـذه الإفـرازات في نفسـه من أجـل ذِكـر الله الدائــــم ،
إنه ينال أشياءً عظيمة .
+ بدون الصـــلاة و التضرع
لا تمد قدميك للمسير ، و بالأكثر في الطرق
المظلمة .
و الطلبة لا تبطل من فمك
و اتبعهــا بالاعــــــتراف بضعفــك و عــدم معرفتـــــــك ،
فإذا لم يكن لنا أعمــــال
ينبغي أن نكون محـــزونين في ضمــــــيرنا .
أننا مائتون على كل حال و منتقلون من هذا العالم .
و هذه الأشياء ما تطلب عملاً بالجسد ,بل حُسْن الضمير ،
و هي
غير مفتقــرة لعمــل الجسد , و لا بعمله تُقـــــام ،
فالمتهاون بها و لا يقتنيها بخفية ضميره ،
كيــــف لا يُـــــــلام من الله العــــــادل ؟
لأن الله ليس محتاجــاً لكثرة عمل ،
بل هــو يريــد منا فضيــلة الإرادة .
و الطلبة لا تبطل من فمك
و اتبعهــا بالاعــــــتراف بضعفــك و عــدم معرفتـــــــك ،
لكي من أجل الاتضـــــاع
تُحمـــــــــل بالرحمـــــــــة و لو لم تكـــن مســــــتحقاً .
لأن الاعتراف و الاتضـــاع يكمِّـــــلان موضـــع
عوز العمل .
فإذا لم يكن لنا أعمــــال
ينبغي أن نكون محـــزونين في ضمــــــيرنا .
و مداومـين ذكـر خطـايانا بعقـل منحـط منسـحق قـدام الله ،
و هادئــــــين و مســــــالمين لكل النــــاس ،
و منقبضين إلى ذواتنا بعدم الضحك والمزاح ،
و يكــــون كلامنـــا بالصــــالح على كل أحـد ،
مع
الشــــــــــــكر عـــلى التجــــــــــارب ،
و الصمت بحكمة و حفـظ الأعضـاء مرتبـــة ،
و أن نتذكر في كل وقتأننا مائتون على كل حال و منتقلون من هذا العالم .
و هذه الأشياء ما تطلب عملاً بالجسد ,بل حُسْن الضمير ،
و هي
غير مفتقــرة لعمــل الجسد , و لا بعمله تُقـــــام ،
فحتى في المرض و الضعــــف يُســتطاع
اقتناؤها .
فالمتهاون بها و لا يقتنيها بخفية ضميره ،
كيــــف لا يُـــــــلام من الله العــــــادل ؟
لأن الله ليس محتاجــاً لكثرة عمل ،
بل هــو يريــد منا فضيــلة الإرادة .
طوبى للإنسان الذي يعرف ماذا يولد من ،
محبـــــة البشـــر , و الرحمـــــــــــــــة ،
إلــــى أين تُصعــــــــد النفـــــــــــــس .
+ اعلم، يا أخي ، :
أن أفضل كل صلاح يفعله الإنسان في هذا العالم هو
الصلاة الطاهرة .
الصلاة الطاهرة .
وإن لـــم يمــــت الراهـــــــب من كــــــل
أحــــــــــد ،
و ينقبض في الســكون إلى ذاته كالميت في القــبر ،
فهو لا
يســـتطيع أن يقتني هــــذه ( الصلاة الطاهرة
) .
لأن الصلاة الطاهرة :
تتطلب فراغـه من جميـع الأشـياء ,
لكي يقوم قدام الله بعفة و بلا طياشة في وقت الصلاة ،
و الفكـر مجمــوع من كـــل مكــــان و منقبــــض إليــــــه ،
و هـــو يشـــــخص بالله فقـــط بســــــــكون حركـــــــاته ،
و يكون متشوقاً لملاقاة معرفة الله بمــداومة صلاته إليـه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق