الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

أسباب الاحتراس ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) ـ الجزءالاول .

الميمر الثالث ( 11 )


أسباب الاحتراس 
+ نحن نمارس الأعمــــال و الاحـــــــــــتراس مـع أنفســـــــــــــــــنا لأجل الخوف ؛
   لأننا نعــــرف أن الراحة الجسدية تبعدنا من الله ، وتخيِّب ضميرنا من الهــــــم به .

   كما أننا نتهاون أيضاً بالمفاوضة مع إخوتنا ، وذلك ليس لاستخفاف أو ازدراء بهم ,
   ولا لأنهم ليســـوا أفضـــل منـــا – إذ أننا في كل وقت نســتعين بصــــلواتهم
  بل لئـــلا نعـــدم التنعــــم مع ســــيدنا بســـــــــــبب المداومــــة مع النـــــاس.

               لأن الوحــدة تجعلنــا نتَّحــد باللـــه  ،  و هي تشركنا بالعقــل الإلهـي ،
             و توصلنــــــــــــــا إلى نقـــاوة الضمير ،   في زمن قليل بغــــير تعـــويق .

فكل موضع تكون فيه ، صِرْ متوحداً منفرداً بضميرك ، و غريباً وخاطئاً .

و لا تظـــن أن كل التدبير والعمل في السكون يتوازن مع أن :
 يكون الإنسـان غير معــروفٍ و لا محســـوبٍ ، و بعيـــد عن كل أمـــــــرٍ و كل شــــيء ؛
 لأن البعــــــد إنما يكون حدوثه من أن يكون الإنسان غير معروف ، وهو بهذا يتربى ويحفظ.

+ تاه عن كثيرين و ما يفهمون أننا نحن المتوحــــــدين ،
    لا نحبس أنفسـنا داخل الباب لأجل عمل الفضــائل ،
   إذ أننا حتى ومن الفضــــــائل نكـون مـــــــــــــــوتى ؛
                    لأن الفضــــــائل  إنما يصنعها الأحياء الذين يعملون في وسط كثيرين ،

   فإن كنا نحن نطلب عمل الفضائل
   وإخوتنا الذين في المجمع يطلبون أيضاً عمل تلك الفضائل عينها ،
     فمالنا بالهـرب وقـــبر القلايـــة ؟

بل إننا نحن نترجى أن نقتني من السكون الشيء الذي 
إذا ما تعلقنا بجفون أعيننـا
ما نناله بين كثــيرين حيــث لا يُســتطاع اقتنــاؤه هناك .

+ بالحقيقة إن عمل مــــــــائة أخ يصومون ويصلون في السجس و المفاوضــــــة ،
   ما يــــــوازن عمـل متوحـدٍ واحدٍ جالـــــــــــــس في السكــون ولو كان ضعيفــاً ،
  بشـــرط أن يكــون :
                            عادمـــــاً  من الخلطة و مفاوضة الناس ،
                            و متجلداً  داخل الباب بغـــــير انقطـــاع ، 
                            و ليـــس  من يدخــل عنده و لا يخـــرج .

   لأن الذي هو في الحبس و السكون ،
   و لم يقطع نفسه من كل تذكار و اهتمام ويبتعد من كل مفاوضة ،
  و يداوم في السكون باستقامة و محبة الأعمال ،
   فهذا لا لخطـاياه القديمـــــــــــــــــــة يذكـــر ،      ولا لزلاتــه فــي كل يـوم ينظـــر ،
         ولا لآلامـــــــــــــــــــــــــــــــــــه يعــاين ،      ولا لمجاذبات الشـياطين يفهـــم ،
         ولا للجهاد مع الآلام والشياطين يستعد ،      ولا لنقــــاوة القــــــــلب يصـــــل ،
         ولا الصــــــــلاة الروحـــــــــــانية يقتني ،      ولا حتى للصلاة الطاهرة يستحق ،
 ولا يشرق نور مجد المسيح الإلهي باستعلان الروح القدس داخل نفسه .

هذه المواهب والعطايا جميعها
     ما أُعطـيت ولا تعطى أبــــــــداً خارجـــاً عن الحبــس والســكون .
                 أما الذين يحبــــــون السكون ويحتملـــــون جميـــــع ضيقـــــاته و يصبرون
  فإنهم ينالونها بلا نقص .

  وإن كان فيهم من يخرج من هذا العالم وما ينال هذه المواهــب لئلا يتكـــبر و يخسـر ،
                                                     أو لأجـــــــــل أمور أخرى مخفيــة عن معرفتنا ,
   إلا أنه مــــــا يخـــيب من العطــــايا الأولى (التي توصــــله إلى نقـــاوة القــــــلب) ،
 و في العالم الجديد يتنعم بهذه العطايا ( أي بنور مجد المسيح ) في ملكوت السموات .
     و لهذا قلت إن السكون ينبغي أن يكون مكرَّماً عندنا أكثر من كل شيء .

  ومثلما قال العظيم في العارفين يوحنا التبايسي النبي :
 " إنه لا ينبغي أن نتدبر في السكون بصــــوم و سهر بغير قياس ،
                                               أو بضيقــات كثيرة بغير ترتيب  ،    
                                     بـــل أن    
                                                نعتنـــــي بعمــل العقــــل "
                                  فالسكون الدائم مع تدبـــير العقـــل

لا يبطيء كثيراً من أن يُبلِّغ الإنسان و يوصِّله إلى ميناء الحياة و الفرح .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق