أسباب الاحتراس
+
نحن نمارس الأعمــــال و الاحـــــــــــتراس مـع أنفســـــــــــــــــنا لأجل الخوف ؛
لأننا نعــــرف أن الراحة الجسدية تبعدنا من الله ، وتخيِّب ضميرنا من الهــــــم به .
كما أننا نتهاون أيضاً بالمفاوضة مع إخوتنا ، وذلك ليس لاستخفاف أو ازدراء بهم ,
ولا لأنهم ليســـوا أفضـــل منـــا – إذ أننا في كل وقت
نســتعين بصــــلواتهم –
بل لئـــلا نعـــدم التنعــــم مع ســــيدنا بســـــــــــبب المداومــــة مع
النـــــاس.
لأن الوحــدة تجعلنــا نتَّحــد باللـــه ، و هي تشركنا بالعقــل الإلهـي ،
لأن الوحــدة تجعلنــا نتَّحــد باللـــه ، و هي تشركنا بالعقــل الإلهـي ،
و توصلنــــــــــــــا إلى نقـــاوة الضمير ، في زمن قليل بغــــير تعـــويق .
فكل موضع تكون فيه ، صِرْ متوحداً منفرداً بضميرك ،
و غريباً وخاطئاً .
و لا تظـــن أن كل التدبير والعمل في السكون يتوازن مع أن :
يكون الإنسـان غير معــروفٍ و لا محســـوبٍ ، و بعيـــد عن كل أمـــــــرٍ و كل شــــيء ؛
لأن البعــــــد
إنما يكون حدوثه من أن يكون الإنسان غير معروف ، وهو بهذا يتربى ويحفظ.
+ تاه عن كثيرين و ما يفهمون أننا نحن المتوحــــــدين ،
لا نحبس أنفسـنا داخل الباب لأجل عمل الفضــائل ،
إذ أننا حتى ومن الفضــــــائل نكـون مـــــــــــــــوتى ؛
لأن الفضــــــائل إنما يصنعها الأحياء الذين يعملون في وسط كثيرين ،
فإن كنا
نحن نطلب عمل الفضائل
وإخوتنا
الذين في المجمع يطلبون أيضاً عمل تلك الفضائل عينها ،
فمالنا
بالهـرب وقـــبر القلايـــة ؟
بل إننا نحن نترجى أن نقتني من السكون الشيء الذي
إذا ما تعلقنا بجفون أعيننـا
ما نناله بين كثــيرين حيــث لا يُســتطاع اقتنــاؤه هناك .
+ بالحقيقة إن عمل مــــــــائة أخ يصومون ويصلون في السجس
و المفاوضــــــة ،
ما يــــــوازن
عمـل متوحـدٍ واحدٍ جالـــــــــــــس في السكــون ولو كان ضعيفــاً ،
بشـــرط أن
يكــون :
عادمـــــاً من الخلطة و مفاوضة الناس ،
و متجلداً داخل الباب بغـــــير انقطـــاع ،
و ليـــس من يدخــل
عنده و لا يخـــرج .
لأن الذي
هو في الحبس و السكون ،
و لم يقطع
نفسه من كل تذكار و اهتمام ويبتعد من كل مفاوضة ،
و يداوم في السكون باستقامة و محبة الأعمال ،
فهذا لا
لخطـاياه القديمـــــــــــــــــــة يذكـــر ، ولا لزلاتــه فــي كل يـوم ينظـــر ،
ولا لآلامـــــــــــــــــــــــــــــــــــه يعــاين ، ولا لمجاذبات الشـياطين يفهـــم ،
ولا
للجهاد مع الآلام والشياطين يستعد ، ولا لنقــــاوة القــــــــلب يصـــــل ،
ولا الصــــــــلاة الروحـــــــــــانية يقتني ، ولا حتى للصلاة الطاهرة يستحق ،
ولا يشرق
نور مجد المسيح الإلهي باستعلان الروح القدس داخل نفسه .
+ هذه المواهب والعطايا جميعها
ما أُعطـيت
ولا تعطى أبــــــــداً خارجـــاً عن الحبــس والســكون .
أما الذين يحبــــــون السكون ويحتملـــــون جميـــــع ضيقـــــاته
و يصبرون
فإنهم ينالونها بلا نقص .
وإن كان
فيهم من يخرج من هذا العالم وما ينال هذه المواهــب لئلا يتكـــبر و يخسـر ،
أو لأجـــــــــل أمور أخرى مخفيــة عن معرفتنا ,
إلا أنه
مــــــا يخـــيب من العطــــايا الأولى (التي توصــــله إلى نقـــاوة القــــــلب) ،
و في العالم الجديد يتنعم بهذه العطايا ( أي بنور
مجد المسيح ) في ملكوت السموات .
و لهذا قلت إن السكون ينبغي أن يكون مكرَّماً عندنا أكثر من كل شيء .
ومثلما قال العظيم في العارفين يوحنا التبايسي النبي
:
"
إنه لا ينبغي أن نتدبر في السكون بصــــوم و سهر بغير قياس ،
بـــل أن
نعتنـــــي بعمــل العقــــل "
نعتنـــــي بعمــل العقــــل "
لا يبطيء كثيراً من
أن يُبلِّغ الإنسان و يوصِّله إلى ميناء الحياة و الفرح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق