الخميس، 25 يوليو 2013

جهاد الافكار الرديئة و نقاوة القلب ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 1 )

جهاد الافكار الرديئة و نقاوة القلب 


إن الجهاد مع الأفكار الرديئة الذي يكون في الســـــــــــــكون يحدث بهذا المعنى :
    متى سكن الإنســان في الهــــدوء و الحبس إلى المـــوت ،
   فكــل واحد حســب عمله و بمقـدار اجتهـاده و حرصــــــــه ،
   هكذا تتصعب عليه الحروب و تشتد مقابله يوماً بعد يوم و وقتاً بعد وقت ،
   كلما تقدم إلى قدام إلى أن يبلــــغ نقــــــــــــاوة القـــــــــــــــــــــــلب ،
   وقبل وصوله إليها بقليل تحدث عليه قتالات صعبة أكثر من العادة و تشتد علية جداً .
  

ضبط الفكر مقابل الأفكار الرديئة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 2 )

ضبط الفكر مقابل الأفكار الرديئة 


في معنى الأفكار الرديئة التي تقاتل معنا بقلوبنا :

+ لا يمكــــــــن للآلام
                             أن تدخـــل الضمــــير الذي فيـــــه الهــــمّ بالله ،
                             لأن به فقط يكــون مَحـــق الآلام و اضمحـــلالها .

  أما البطالة و الراحة  فتتـــــــولد منهـــــــا طياشـــــة الأفكــــــــــــار ،
 و من الطياشــــــــة تكـــــــــون ســــلطـة الأفكار على القـــــــــــلب ،
 و بالأكــــــــــــــــــثر إذا اشتركت معها الحرارة المتحركة من الجسم ،

                           بألم الدغدغات الصعبــــة و التنـــــازل معهــــــــا .

+ أما فضيلة العقل التامة فهي مداومة تذكار الله .
                            و ما هي مداومة ذكــر الله عند القديسين ؟
                                   هي طاعتهــــــم لــه بحفظ وصــــاياه .

   فإذا كان هذا الـــــــرأي و العـــزم للإنســــان ، 
         كان الله موجوداً في الضمير العمال بهَمِّهِ ،
  فإذا ملك في نفســك الهذيذ بالله و الهــمّ به ،
     اعلم أنك :
                    قد قربت أن تسـتريح من الجهاد المتعب و الحرب مع الآلام ؛
                    لأن المفاوضــــة بالله هي كمال الضمير .

في حركة أفكار الزنا :
+  كل أفكار تجذبك إلى السكــــــــــــــون ،  إعلم أنها تدعـوك إلى العفـة .
  و كل أفكار تجذبك إلى المفاوضة (معها) ،  إعلم أنها تدعوك إلى النجس ،
   كمثل الطير إلى اللقط الذي على الفـخ ،  فهكذا هي أســـباب الآلام .

و المبتعد عن العالم هو الذي يبغض المفاوضة مع الأفكــــــــــــــــــــــار ،
                                                         و مع اهتمامات هذا العالم ؛
      لأن الـــذي يحـــــب الأفكـــار    معلوم أيضاً إنه يحب العمـــل بها ،
               لأن مـــــن يبغـــــض شـــيئاً     لا يُقاتل به بضمـــــــــــــــــــــيره ،
     كما أنه لا يكون مفتقراً لشيء    يغصب به نفسه لكي يبتعد عنه ،
      لأن مـــن يبغـــض إنســـــــاناً    فإنــه لا يحــب أيضـاً أن يلاقيــــه .

 فإن كان هناك أمر من الأمــور نبغضه ،  ومع ذلك يتعبنـــــــا الفكـر به ويقاتل معنا ،
 فمعلوم أننا وإن كنــا لا نحبـه هــــــو ،  إلا أننــــــــــــــــــــا نحـب أســــــــــبابه .
 أما إن كنا لا نحب أســبابه فهو يكون ، فكراً ساذجاً ليس له قـــوة أن يقاتلنـــــــا .

+ فـــإذا ما أراد الشيطـــان أن يدنـــس العقـــل النقــــــــي بأفكــــــــــار ,
   فهــو أولاً يمتحنـه بالمجـد الفارغ لأن هذا الفكـر لا يُظن به أولاً أنه ألم .
 و بهــذا المعنــــى يخضـــع الضمــــير المتحفـــــــظ ,  لأن الشـــــــيطان ,
 لا يقدر أن يلقي فيه (أي في العقل النقي) من البداية فكراً سمجاً عارياً ,
 لكنـــه إذا أخرجــه من حصنـــه بمعنى ضمـــــــير هــــــذه الأفكـــــــــار ,
 فإنــــه بعد ذلك يلاقيه بمـــادة الزنـــــا ,

 ثم يعبر العقل على أمور كثيرة من السماجة والشغب،فينزعج في البدايـة بملاقاتهــا
 من أجل عفتـــه واســتحيائه من الأشـــياء التي يصادفهـا وقد كان متنسِّـكاً عنهــا ,
 ولو أنه لم يتنجـــــس ضمـــــــيره , إلا أنـــه يكــــــون قد أســـــقطه من علــــــــــوه .

 فـإن لم يرجع و يدرك الأفكار الأولى بحدة و يهدمهــا ،
 فإنه بملاقاته هذه الأشياء دفعات كثيرة، تُعمي العادة إفراز النفس لأجل دوامها .

 و إذا ما خرجت الآلام من بلدها وأظهرت نفسها في القتــــال ،
 عنــد ذلك ترتســـــم الصـــــــــور والأشـــــكال في الضمــــير ،
و تصير كتمثـــال اقتنى قــــــــــــوة عظيمــــــة على العقــــــل ،

                            و يُسجـــس الضمــــير جـــداً و يكــــدره .

+  هناك أفكار جيـــدة  و  إرادة صالحـة ،
  و هناك أفكار سمجة و   إرادة سمجة .
  و الأولى من غير الثانية (أي الأفكار بنوعيها من غير الإرادة بنوعيها) الجزاء عنها قليل .

  أما الأفكــار فهي حركات تجوز في البحـــــر فترتفع أمواجه ،
  و أما الإرادة (بنوعيــــــها)  فهـــــــــــــــــي الأصــــــــــــل ،
  وبحســــب ضبط الأصـــل  و الأســاس تكون المكافــــــــأة ،
  إن كـــــــان جيداً أم رديئاً  و ليس بحســـب حركة الأفكــار .

   لأن النفـــس ما تهدأ من حركة الأفكــــار المختلفـة ،
   فإن كان ليس لها أساس وأصل عميق (أي بالإرادة) ،
  فما أقربك كل يوم أن تغيِّر صالحك ورديئك ألف دفعـة .


 صفحات ذات صلة :
ــــــــــــــــــــــــــــــ




الشبع فى الطعام و مخالطة العلمانيين و حياة العفة و الطهارة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 3 )

الشبع فى الطعــــام و مخالطة العلمانيين 
                  و حياة العفــــــــــــة و الطهـــــــــــــــارة


+ إذا ما ظهرت لك أثناء النوم أحلام رديئة بطياشـــــــة الشــــــــــهوات ،
                                       فاعــتنِ أن تنقي ضميرك بالدمــــــــــــوع ،
  و امنــــــع عن جســـــــدك كثرة الغذاء لكــــــــــــــي ينسحق و يتضع .

  و قد قال القديس أوغريس :
« إن شيطان الزنى يهرب من قمع الجسد و إذلاله بالصوم و بالأعمال الأخرى » .

+ الإنســـان الصـــائم يغصب نفســه أن يتشبه بطبع الروحــــــــانيين .
   والإنسان المـــداوم في عمل الله بخفـاياه يُفرز من سكونه و صومه .
    لأنه بهذه الأسرار أيضاً
                          تُكمِّل القوات غير المنظورة خدمة تقديس الأزلية سيدة العوالم .

+كما أنه من عرق الصــــوم ينمـــــو ســــنبل العفـــــة ،
             هكذا من الشـــبع يتــــولد الفســــــــــــــــق ، 
                                     و من الامتـــلاء            النجـــــــــــــاسة. 

                   فالبطن الجائعــــــة لا تقوى عليهـــــا أفكــار الســماجة .

      فاعترف بعجـــزك و اســـتعن بالبســــاطة لكي تحيـــا قـــدام الله حســناً .
      لأنـــه لا يمكن بعد شبع البطن ألاَّ تدنو إلينا تجارب الأفكار و حركة الأعضاء .

       فيا للعجــــب من الذين يشتهون الشـــبع من المآكل ،
      كيف يمكنهم أن يحفظوا العفة ولا تتنجــس نقـــاوتها ،
   ما لم يُمنح العقل حركات إلهية .

+ إن الشيطان إذا نظر المتوحد قد أعــدَّ نفسه للجهاد مقابله ،
    فهو عندئذ يتحايل بكل وسيلة أن يربط عقله بالعلمـــــانيين ؛
                          لأنه ما يعرف فخاً أقوى من هذا يعــده له ،
  و من ههنا ففي كل وقت يشاء يستطيع بسهولة أن يخضعه بالسقوط .

                  في ثـــــلاثة آلام كبـــــار هـــي : 
                                  الحسد و الغضب و الزنا

فكر الانسان يميل الى ما يشتهيه ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 4 )

فكر الانسان يميل الى ما يشتهيه 


+ كل أمر يكون الإنسان متفكــراً فيه ، و اهتمـــامه متحرك به ،
              فهو بالضرورة ينفعل بقوة هذا الشيء , و إليه يميل ،
              و تتصــاعد في قلبـــــه كل ساعة أشـكال تشبهه .
              كذلك أفعــــال النهـــــار و أنـــــــواع تصــــــــــــرفه ،

فلنسر بالضيقات ونسعى إليها ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 5 )

فلنسر بالضيقات ونسعى إليها  


+ و أنا أتضرع إليــــــــك ، أيهــــــــا الأخ ،
    ألا تمــــلّ مــن أعمـــــال النســـــك ،   و لا تتهـــــــــــــــاون عن السكــــــــون .
   لأن سكون الجسد يولّد سكون القلب ،   و ضوائق السكون تعد لك نياحات إلهية .
   ولتُسر جداً بالضيقـات الحـادثة عليك  ،   لأنهـــــــا مينــــــاء العفـــة لجســــدك ،
                                                        و هـــــــي تقـــــــــــــدِّس ضمـــــيرك .

قمع الجسد و ملازمته للطهارة و العفة ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع) ـ الجزءالاول .

الميمر الرابع ( 6 )

 قمع الجسد و ملازمته للطهارة و العفة


+ إن طــريق الله لا يتطـــلب أشـــــــياء غـــير مســـتطاعة ،
   بل ما هـــــــو مستطاع أن يكون و ما يسمح الوقت بعمله .