الاثنين، 9 يونيو 2014

السكون عند مار اسحق ـ قداسة البابا شنودة ـ كيف يحفظ السكون ( 6 ) التجرد ـ



6- التجـــــــــــــــــــرد
التجـــــرد وحث عليه :


+ الانحــلال من الكــــل يتقـــــدم الارتبــــاط بالواحــــــــد .


+  بـــادر إلى حـــــل كل ربـــــاط برانـــــى في ذاتــــــــــــــــــك .
وحيئـــــــذ تقــدر أن تربط قلبك بالله القدوس تبارك اسـمه .
+ إن الخــــبز يعطـــى للطفـــــل بعـــــــد الفطـــــــــــــام ..
والإنســـــان الذى يريد أن يحظى بالإلهيــــات ينبغى له أولاً
أن يتغرب عـن العالم كالطفل عـن ثــدي أمـه ..

+ اذا مـــــا أردت أن تدنــــــــو من اللـــــــه بقلبـــــــــــــك -
إظهــــــر لـــــه أولاً شـــوقك بتركــك الأمور الجســـدانية ...
وهذا حـــــــــــتى لا يرتــــــــزى العقــــــــل بشـــــــــيئ
لا بنظـــــر ولا بســــــمع ولا بهـــــــــم الاشـــــــياء
ولا بفســادها ولا بتدبيرها ولا بإنســـان رأســــــــاً ..


+ لانه ربط عقلنــا برجائه فقط .. بالانحـــلال من الكـل .

+ اتــــرك الحقـــــــيرات لتجد العظيمــــــــــــــــات ..
كن ميتا بالحيــــــــاة ولا تعيـــش بالميتـــوتة ..


+ ليس أحد يشتهى السمائيات
وهو مرتبــــط بهــــــــــــــــــــواه فى الأمــــــور الجســــدانية ..
لأن الشــهوة التى فى الانســان من أعمـــــاله تعـــــــــرف ..


+ لا تطلـــب عزاء موضوعــــاً خارجـــاً عــن القــــــــــــــلب ..
ابتعــــــــد عــــن كل عـــزاء يحــدث بتوسط خدمه الحواس ،
لتؤهـــــــــــــــــل لذلك العــــزاء الذى يقتنـــى من الداخــــل ..


+ كل الخيرات و الشرور التي تعـــــرض للجســـــــد
فلتكــــــــــن عنــــــدك فلتكن عنــدك شبه الأحلام ..
لإنــــــــــــــــــــــــــــه ليس فقــــط بمــــوت الجســد تنحــــــــــــل منهـــــا
بل مــراراً كثيــرة من قبل المــوت تتركك وتـــذهب ..
فإن كل شـــيئ منها مشـــــتركاً فى نفســـــــــك
فاحســــب انه هـــو افتـــــداك الى الأبــــــــــــد ..


+ وإن كانـــت لك قنيــة ففرقهـــــــا مـــــرة واحــدة ..
وإن لم يكــن لك فـــــلا تـــــؤثر ان يكــــــون لــــك ..

+ أزل من قلايتـــك النعـــــــــــــــــــم و الفضــــلات
لان هذا الشيئ يقودك الى النسك و إن لم تشأ ..
لان العـــوز إلى الأمـور يعـــــلم الإمســـــــــاك ..
واما اذ تمكنــا فى الأمــور و إنفسحنا فيهـــــا
فما فمـــا نقـــــــدر على إمســـــاك أنفســـــنا ..


+ لا تظن أن اقتنــاء الذهـب و الفضــة فقط هو حب القنية ..
بــــــل كــــــل ما تعلقـــت إرادتـــــــــــك بشــــــــهوته ..


+ إياك أن تحـــب القنيــة من أجــل محبـــة المســــاكين ..
إن انت هجرت أمور الدنيا فلا تنازع أحداً فى شئ البته ..


وسائل التجـــــرد :


+ ليس أحد يقدر أن يحصل على هذه المنقبة على الحقيقة ــ التى هى عدم القنية ـ
دون أن يقنــــع ذاتـــــه بأن يصـــــبر عــــلى التجــــــرَّب بمســـــــــرة ..
وليس أحد يتمكـــن من احتمــــــال الضــــــــوائق و الصـــبر عليهـــــــا
دون أن يؤمن بأن هناك شيئاً موجودا أشرف من الراحة الجسمانية ..
حينئـــذ يلــــــم بــــه فكــــر الزهـــــد ..


+ و من عدم نفسه الأمر الهيولية
و لم يتجرد من فعل الحواس– أعني النظر و السمع  –
فقد جلــــب لذاتــــــه حزنـــــاً و ضيقــــاً متضـــــاعفاً ..
إذ رجع فتنعـــم بها بالحــواس فيتـأذى و ينفعل بالآم ..


+إذن فالابتعــــــاد و الوحـــدة أمــــــــر حميـــــــــــد ..
انه يعاضــد جـــداً لانه يُســـكت الأفكــار بشـــــجاعة
و يفيد بقـوة لاقتناء الصـبر ..


+إبتعد عن محبي القنية و عن المشغوفين بالحشد ..
 مثلمـــــــــــــــــا تهـــــــرب مــــــــــــن المقتنيــات ..
 
فـــــوائد التجـــــرد :


+بقدرما ينعتـق الجســد من رباطات الأشياء
هكــــذا ينعتـق الفكــــر ..


+و إن لم ينفق من كل ما يرى و من اقتنائه
فــــلا ينعتق من الحركـــات التى من أجـــله
و لا يكون بطالاً من الأفكار التى تظلم العقل ..


+   القلب الذى مات بالحقيقة عن العالم فبالله يتحرك جميعه..
  الميتوتـــــــــــــة الحقيقية هى التحـــــــرك بالحــــــــــق ..


+ كلما كان الانسان فى التجرد ـ
فالانتقال من الحياة يتحــرك فى قلبــه كل وقت على الــدوام ..


+ و بالحيـــــــــاة التـــــــــى بعــــــد القيــــــــــامة يهـــــــدس
يحدث فى كل وقت و يتحيل أن يتقنى الاستعداد الى هنــــاك ..
و الصـــبر على فقـــد كل كرامـــة و راحة ينشــــأ فى قلبـــــه
و يحتلــــــج فى فكــــــره إحتقـــــــــار هــــــــــذا العــــــــــالم ..


+ و يقتنى قلبًــا شــجاعاً
حيئـــذ يجســــــــــــر عــلى كل أمـــــــــــــــر مخــــوف
و كل شـيئ خطـــــــر و ممـــيت ..
لانه ولا من الموت يخاف اذ انه ينتظره كل وقت ..


+ أما اذا اتفق له سبب أن يحصل بيده شيئ من الأمور الزائلة اقتنـــــاه
بغوايـــة ذلك الحكيـــم فى كـل الشـرور ـ اعني الشــيطان ـ
تبدأ تتحرك فى فكره محبة الجسد ونياحه .. ويتفكر فى حياه طويلة ـ
و يحتفــظ بجســـــده إن أمكــــــــــــــــــن إن أمكــن لا تدنــوا منـه اذيـه ..
و من هذا الموضــع يتفكــــر وينهــدس فى حركات الخوف و الرعب ..


+ المتوحد الذى خرج فى اهتمام المنظورات قد نسى وعده الأول ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق