الاثنين، 17 يوليو 2017

العمل الروحي ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثاني العشرون ) الجزء الثالث



الميمر الثاني والعشرون  ( 3 )
العمـــــــل الروحــــــى :
أما السيرة الروحانية ، فهـــــى العمل بدون الحـــواس ،
                            وتحدث عنها الآباء في كتبهــم ،

لأن عقول القديسين إذا ما قبلت الثاؤريا ( التي هى التأمل فى الأقانيم )
                        عندئــــــذ ترتفــــــع وتــــــزول كثــــــافة الجســم ،
ومنــــــــــــــــــذ ذلك  تكون النظــرة الروحـــــــانية ،
لأن التأمل فى الأقانيم كان في طبيعة الخليقة الأولى ،
ومن هــــذا التأمل الإقنــــومي يرتقى  بسهولة لينتقـــــــل إلى  معـــــــانى المعرفة ،
التي تسمى المعرفة الوحدانية التي تفســــيرها الدهــــش ، والتعجـــــــب باللـــــــه .


هذا هو التدبير العظيم المزمع الذي يعطى فى الحياة الحرة ،
                                    التي لا يشـــــــوبها مـــــوت ،
                        فى الدهر الذى بعــــــــــــــــد القيــامة ،


لأن الطبيعة البشـــرية هنــاك لا تكـــــــــــف أبـــــــــــــــــــداً ،
                                  ولا تنقطع عن الدهش الدائم بالله ،
(وعندئـــــــــــــــــــــــــــذ ) لا تفكر فى شيء من الخــــلائق ،
                                  أو  ترتبــــــــــــــــــط بــــــــــــه .


لأنه لو كان ( يوجد ) شـــــيء آخر يشابه الله ( وحاشا أن يكــــون )
                                       لكان  العقل يتحرك تارة نحو اللـــــه ،
                                                             وتارة نحو الشبيه ،
لأنه إن كان جمال كل الكائنات في التجديد المزمع ( أى الدهر الآتي )
 أحـــط مــن جماله تعـــــــــالى ،
فكيف يتمكن العقل من الخروج بفكره خارجاً عن جمــــــــــال اللــــــه ؟
ومـــــــــــاذا ترى يضطره ( للتفكـــــــــــــــير في غير الجمال الإلهى ) ؟

هل الموت ، أم ثقــــــــل الجســـــد ، أم احتياج الطبيعــــــــة ، أم تذكر الأهـــــــــــل ،
              أم المصاعب الموجودة  أم الطياشة لعدم المعرفة ، أم عدم كمال الطبيعة ،
              أم الانشغال بالعناصر ، أم الحديث مع إنســـان ما ، أم الضجر القاتــــــل ،
              أم تعــــب الجســـــد ؟

إن هذه وإن كانت  موجودة في العالم  لكن فـــي ذلك الوقت الذي ينقشع فيه حاجز الشهوات ،
           من أمام عيون العقل فيشــــــخص فــي ذلك المجد ، فهو يتعالى لحينــــــه بالدهش ،

ولــــولا أن الله قد وضع حداً ( للتمتــــــع ) بهذه الأمـــــــــور فــي تــــلك الحيــــــــــــــــــــاة ،
         لظل فيها الإنســـــان كل عمــــره ، ولـــو أمكنـــــــــه مــا كـــــان ينفصــــــــل عنهــا ،

        فكم بالأحرى هناك ( فى الســــماء ) حيث هذه كلهـــا غير محــــــــــــــــــــــــــــدودة ،
                                                      لأن تلك الفضيلة غير محــــــــــــــــــــــــــــــددة ؟
إذ نكون بالفعل بذواتنا داخل المنازل الملوكية إن أهلنــــــــــا لذلك بسبب سيرتنا ( الفاضلة ) .

   إذاً : هل يمكــــــن للفكـــــــــر الخـروج ،  والابتعـــــــــــاد عـــن
                          ذلك المنظر الإلهـــي العجيب ( أى حالة الدهش )
                          ليباشـــــــر أمـــــــراً آخـــــــــــــــــــــــــــــــر ؟

الويــل لأننـــا لا نعرف أنفسنا ، ولا لأى ســــيرة دعينــــــا ،
ونعتقد أن هذه الحياة الواهيـــة التـــي تماثل حياة الحيوان ،
وأيضاً العالم وأحزانه وضيقـــاته وســـروره وراحتـــــــــه ،

       أشياء ذات قيمــــــــــــــة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق