الأربعاء، 10 أبريل 2013

رسالة القديس مار اسحق لأخيه بالجسد ـ ميامر مار اسحق ( الميمر 15 ) ـ الجزء الثانى .


الميمر الخامس عشر ( 5 )
رسالة مار اسحق
لأخيــه بالجســـــد ردا على رســـــالته
التي سأله فيها أن يحضر إليه في ديره
لأنه كان مشتاقاً لنظره وهو في السكون



نحن لسنا أقوياء كما تظن أيها الأب ،
ألعـــلك لا تعرف ضعفي و عجزي فهل يسهل عليك هلاكي ؟!
فكيـــف تطـــــلب على الــــدوام حضـــــــوري إليــــــــــــــك
ألــــــق من فكرك طلب الطبيعـة  الذي تحرك فيك كعـــادته .

ألعلك تظـن أن هذا الشــــيء الذي أهتـــــــم به لا يســــــتحق هــذا الاهتمام ،
لا تطــــلب ما يخص الجسد و إرادته ، بل فكر في خلاص نفسي يا أخـــــــــــي
لأنه بعـــــد قليـــل من الزمـــــن ننتقــل مـــــــــن هـذا العـــــالم .

بكــــم مــــــــــن وجــــــــــــــوه ألتقي إذا ما أتيـــت إليـــــــك ،
و بكـم أنواع من الناس و مواضع أصادف حتى أرجع إلي مكاني ،
وكـــم من مســــببات للأفكــار تستقبل نفســـي بملاقـاتهم ،
         فتضطــــــــرب مــــــــن  الآلام     ( أي الحـــــــــروب )
 التي تنبههـا فيها هذه الأشـياء و التي استرحت منهـــا قليـلاً .

 لا يخفي عليك أن نظر العلمانيين فقط يؤذي المتوحـــــد

 و ليس النســــاء فقـــــط بل و الرجــــــــــال أيضـــــــــاً .

 انظـــــر كــــم من تعبــيرات تحــــدث في فكـــــــر
 الذي امتــد به زمان كثير مع نفسه ( أي متوحداً )
 إذا مــا صــادف هـــــــــــــؤلاء بغتــــــــــــــــــــة ،
و ينظر و يسمع شــــيئاً آخر خارجـاً عمــا اعتـاده ،

 لأنــه إن كـان ملاقــــــــــاة أهــــــل زيــــــــــه أعنـــــــي الرهبــــــــــان
        تـــــؤذي من هو قائم بعد في الجهاد و ما زال في حرب مع خصمه 
        إذا لـــم يكونـــوا موافقــين قصـــده و لا سـائرين في طريقــــــــــه .

إذاً : فبـــــأي حفـــــرة نســـــقط و كيف نخلص من شماتة الأعداء ؟
      و بالأكثر نحـــن الذين أخـــــذنا معرفـــة و خبــرة أشــياء كثيـــرة .

من أجل هذا : فإنه من غير ضرورة   تجلئنـــــــا لفعــــــــل ذلــــــــك،

 لا يجب أن يضل قلبنا بأقوال الذين يدعون أنهم :
 لا يتــــأذون بشـــيء مــــــن السـماع و النـظر

و أنهم على حالة و احدة سواء : في القفــــــر أو في العمران ،
                                           في القلايـــــة أو خارجهــــــا ، 
لا تتغــــير أفكارهــــــم ســــواء : في السجس أم في الهدوء ،
                                           ولا يحصل لهــم تغـــير رديء ،
 و عنــــد ملاقــــاة الوجــــــوه :
                                        لا يحسون بشيء من ضغــط الآلام ( أي الحروب )
 فالذين يقولون هذا فإنهم متى ضربوا و جرحـوا و لا يعرفـون .

   أما نحن فما وصلنا بعد لصحة النفس هـــذه
   و لنـــــا جراحـــــــــات صعبــــــــــــة منتنــة
وإذا تركت يوماً واحداً دون أربطة و مراهم أنتنت و نفثت دوداً .


الذهاب الى :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق