الميمر الخامس عشر ( 5 )
رسالة مار اسحق
لأخيــه بالجســـــد ردا على رســـــالته
التي سأله فيها أن يحضر إليه في ديره
لأنه كان مشتاقاً لنظره وهو في السكون
نحن لسنا أقوياء كما تظن أيها الأب ،
ألعـــلك لا تعرف ضعفي و عجزي فهل يسهل عليك
هلاكي ؟!
فكيـــف تطـــــلب على الــــدوام حضـــــــوري إليــــــــــــــك
ألــــــق من فكرك طلب الطبيعـة الذي تحرك فيك
كعـــادته .
ألعلك تظـن أن هذا الشــــيء الذي أهتـــــــم به لا
يســــــتحق هــذا الاهتمام ،
لا تطــــلب ما يخص الجسد و إرادته ، بل فكر في
خلاص نفسي يا أخـــــــــــي
لأنه
بعـــــد قليـــل من الزمـــــن ننتقــل مـــــــــن هـذا العـــــالم .
بكــــم مــــــــــن وجــــــــــــــوه ألتقي إذا ما أتيـــت إليـــــــك ،
بكــــم مــــــــــن وجــــــــــــــوه ألتقي إذا ما أتيـــت إليـــــــك ،
و بكـم أنواع من الناس و مواضع أصادف حتى أرجع إلي
مكاني ،
وكـــم من مســــببات للأفكــار تستقبل نفســـي
بملاقـاتهم ،
فتضطــــــــرب مــــــــن الآلام ( أي الحـــــــــروب )
لا يخفي عليك أن نظر العلمانيين فقط
يؤذي المتوحـــــد
و ليس النســــاء فقـــــط بل و
الرجــــــــــال أيضـــــــــاً .
انظـــــر كــــم من تعبــيرات تحــــدث في فكـــــــر
انظـــــر كــــم من تعبــيرات تحــــدث في فكـــــــر
الذي امتــد به زمان كثير مع نفسه ( أي متوحداً
)
إذا مــا صــادف هـــــــــــــؤلاء بغتــــــــــــــــــــة ،
و ينظر و يسمع شــــيئاً آخر خارجـاً عمــا اعتـاده ،
لأنــه إن كـان ملاقــــــــــاة أهــــــل زيــــــــــه أعنـــــــي الرهبــــــــــان
تـــــؤذي من هو قائم بعد في الجهاد و ما زال في حرب مع خصمه
إذا لـــم يكونـــوا موافقــين قصـــده و لا سـائرين في
طريقــــــــــه .
إذاً : فبـــــأي حفـــــرة نســـــقط و كيف نخلص من شماتة
الأعداء ؟
و بالأكثر نحـــن الذين أخـــــذنا معرفـــة و خبــرة أشــياء
كثيـــرة .
من أجل هذا : فإنه من غير ضرورة تجلئنـــــــا لفعــــــــل ذلــــــــك،
من أجل هذا : فإنه من غير ضرورة تجلئنـــــــا لفعــــــــل ذلــــــــك،
لا
يجب أن يضل قلبنا بأقوال الذين يدعون أنهم :
لا يتــــأذون بشـــيء مــــــن السـماع و النـظر
و أنهم على حالة و احدة سواء : في القفــــــر أو في العمران ،
في القلايـــــة أو خارجهــــــا ،
لا تتغــــير أفكارهــــــم ســــواء : في السجس أم في الهدوء ،
في القلايـــــة أو خارجهــــــا ،
لا تتغــــير أفكارهــــــم ســــواء : في السجس أم في الهدوء ،
ولا يحصل لهــم تغـــير رديء ،
و عنــــد ملاقــــاة الوجــــــوه :
و عنــــد ملاقــــاة الوجــــــوه :
لا يحسون بشيء من ضغــط الآلام ( أي الحروب )
فالذين يقولون هذا فإنهم متى ضربوا و جرحـوا و لا
يعرفـون .
أما نحن فما وصلنا بعد لصحة النفس هـــذه
و لنـــــا
جراحـــــــــات صعبــــــــــــة منتنــة
وإذا تركت يوماً واحداً دون أربطة و مراهم
أنتنت و نفثت دوداً .
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق