الميمر الخامس عشر ( 3 )
الصــوم و العفـة :
كما أنه بذار عرق الصوم ينبــــــــــــــت ســـــــــنبل العفـــــــــــــــــــــــــــــــــة
كذلك مع الشـــــــــــبع يتولـــــــــــــــد الفســـــــق ، ومن الامتلاء
النجاســــــة ،
و الأفكار السيئة ما تجسر قط على البطن
الجائعة المتذلله
فكل مأكول نتناوله
يكون منه زيـــادة في مادة الــزرع الطبيعي
المتجمــــــع في جســدنا ،
وإذا امتـــلأت الأعضــاء التي هــي أواني الـــــزرع من الإفــــــــرازات
فإنه
يسيل إذا نظر جسداً ما أو تحرك فيه أي فكر من غـــــير الإرادة ،
فمع تحرك الفكر فللوقت تتحرك اللذة وتنطلق في
كل الجســـــــــم ،
وهذا
يحدث حتى لو كان الفكر شجاعاً جداً وعفيفاً ونقياً في خلجاته
ولكــــن
بســــــــبب ذلك الإحســــــــاس الــــذي في الأعضــــــاء ،
يسقط
من منزلته القائم فيها كما من علو ، وتتسخ أفكــاره النقيــة
و تتنجس طهـــــــارته ، لأجــــــل اضطـــــــــراب تلك الشـــــــــهوة
التي تتحـــــــــــــرك في القـــــــــــلب من اشــــــتعال الأعضـــاء ،
وفي الحال يفقد نصف قوته وتنسى قصده وهدف
رجــــائه الأول
وهكـــــــذا فإنــــــــه قبـــــــــــل أن يدخــــــــــــل صفوف الجهاد
يوجــــــــد
مغلوبــــاً مهزومــــاً دون قتال،ولا يتعب العـــــــــــــدو في الحرب معه
لأنه
غــــــــلب تحـــــــت إرادة الجســــــد ،
إن كل هذا الفشل يفعله الشــــــبع الدائم
ويـــــــــــــــــــــؤذي إرادة الإنسان الجيدة
ويـــــــــــــــــــــؤذي إرادة الإنسان الجيدة
والمتدبر بالنقاوة في ميناء العفـــــــــــــــة .
أنه
ينحني ويخضع للشيء الذي ما صعد على باله قط ،
إذ وهو راقد وحده تحيط به الكثير من الأفكار
الدنســـــة
و يتحول سريره الطاهر إلى فندق للزواني ومكان
للمناظر الدنسة
ويفعل ويتكلـــــــــــــم معهـــــــا بســـــكر الأفكـــــــــــــــــــــــار ،
وتتدنـــــــــــــــس أعضاءه الطاهرة من غير أن تدنو منه امــــــــــرأة
.
أي بحر يضطـــــرب هكــــــــــــــذا ويتســــــجس من الريــــــــــــــاح
كمثل
ما يضطرب العقــــــــــــــل المدقـــــــــــــــق الســــــــــــــديد
بقـــــــــــــــــوة الأمواج الثائـــــرة عليه من جسمه بسبب امتلاء
البطن .
أيتها العفة :
ما أنقى حسنك بالرقاد على الأرض مع ألـــم حــــزن
الجـــوع
الذي به يتشتت النوم لأجـــل جفاف الجسد،
و خلو البطن التي تكون مثل الجـــب العميق بين
الضلــــوع
من قلة الأكـــل ونقص الغذاء .
كل راحة ينتج عنها أشــــكال مــــــرذولة داخلنــــــا
و أيضـــاً صوراً مثيرة تظهر لنا في بلد عقلنا
الخفي
تجذبنـــا إلى الشركة معها خفياً بأعمال الفســـق .
خـــــلو البطـــــــــــن بالنســــبة للضمير
مثــــل بريـــة قفـــــرة خالية من الأفكــار وهادئـــــــة مــــن
تشـــــــــوش الأحاسيس
أمــــا البطن المملوءة مـــــــــن الشـــبع فهي أماكن الفرجة والمنـــاظر ( أي مسارح )
وتكون النفـــــــــــس مكانـــــــاً لسـماع الأمور الدنسة حتى لو كانت في البرية والقفر .
وقـــد
وجـــــــــــــــــــــــــــدنا الشـــبع ســـــــــبباً لأمــــــور كثـــــــــيرة مثل هـــذه .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق