الميمر الثالث عشر ( 3 )
الاتضاع أمام التجارب :
+ كما أن الذين يسلمون لأيدي الولاة ليعاقبـــوا
عن شــــــــرورهم ،
فإنهم عندما يجلـــدون يتضعـــــون ويقــــرون بما
ارتكبـــــــــــــوه
فتقـــــــــــل جلداتهم وبســـــرعة يتخلصــــــون بضيقـــات قليلة ،
لكن
الجاهل يقســـي قلبه ولا يعـــترف ، لــــــذا يزداد جـــــــلده
وأخـيراً وبغـــير إرادته يقــــــر ، و لكن بعــــــد جــلد
كثــــــير
وبعـد تمــزق أجنـــــــــــــــــــــــــــــــــابه دون أن يربـــح شــــيئاً ،
+ هكـذا أيضا نحــــن إذا ما تركنـــــــا زلاتنـــــــــــا بغــــير إصـلاح
،
فإننـــــا نســـلم من أيادي المراحــــم الإلهيـــــة لحكـم
العـدالة
فتأمر أن يمدونا أمام عصا التجارب حتى لا
تصعب عقوباتنا هناك ،
فإن كنا نتضــــع عندمــــتا يدنـــو منــــا الجـــــلد بعصـا
الحــاكم
فنذكر ذنوبنـــــا ونعترف قدام المنتقم فإننــــــــا ننجو ســريعاً بتجارب قليلة ،
أما إن تقــست قلوبنـــا في الضوائــق ولا نعـــترف
أننا السبب. فيما نحن فيه،
ونســتحق أكثر من هذه بل نرجــع باللــــوم على الآخرين ،
وفي وقـت آخر
نحتــــــج بالشــــــــــياطين
وفي
وقت بتدابـــــــير الله و عدالتـــــــــــه ،
ونعتبر أنفســنا مزكــــــين بــــــــــــلا لـــــــــوم وليس لنا ذنوب تســتوجب ذلك ،
ولا نفكر أن الله أكــــثر منــــا درايــــــــــه ويعرفنا
أكثر من معرفتنا بأنفسنا ،
و إن أحكام الرب هـــــي فــــي كــــــل الأرض ، ومن دون
أمـره لا يتـــــأدب أحد ،
( فإن
لم نفكر على هذا النحو ) ،
تكثر أحزاننـــا وتشــتد ضوائقنــــا ويســـــــلمنا من واحد إلــــي واحـــــــــــــــــد
كمن هو ( مقيد) بالحبــــــــــــــــــــــــل ( أي لا نستطيع الهــــــــــــــرب )
حتى نعـــرف أنفســــنا ونتضــــع ونشــــــــعر بخطــــــــايانا ،
لأنه من دون أن نشـــــــــعر بهـــــــا لا يمكـن تقويمنـــــــــا ،
+ وأخيراً بعد أن تضايقنا كثيراً ،
فعندئذ نعترف بجهلنا اعترافـــاً لا منفعة منه
ولا ننال شــــيئا من العـــــــــــــزاء .
إن شعور الإنســــان بخطــاياه ســـريعاً هو موهبــة مـن
الله تقـــع في الضمير ،
إذا
ما نظر شـــــــدة شـقائنـا من أنــــــواع التجــــــــــارب ، وذلك لئلا نقاسيها
( دون أن نعـــــترف بخطايانا ) فننتقل من هذا العــــــــالم بلا منفعـــــــــــــة ،
+ وهذا
ليس بسبب قســــوة ( التجارب ) بل من عدم
المعرفة والفهم .
وثم مــــن ينتقلــــــــــــــون ( من هذا العالم )
وهــو في هذه التجــــــارب دون
أن يعترفـــوا بأنهـــــم أذنبوا أو أخطئوا ،
بـــــــــل
يقاومون ويتبرمون ،
( مع أن ) الله الرحــــــوم كان ينتظرهــــــم لعلهــــــم يتضعــــــــــون
فيغفر لهم وينجيهــــــــم، وليـــــس فقـــط يبطل عنهم التجــــــــارب
بــــــــــل ويغفر لهـــــــم خطاياهم بإعتراف قليل من قلوبهـــــــــم .
الذهاب الى :
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق