الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

التدبير داخل القلاية صيانة للتدبير خارجها ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثالث) ـ الجزءالاول .




الميمر الثالث ( 6 )
التدبير داخل القلاية صيانة للتدبير خارجها


+ الــــــذي يتضيق في نفسه و في قلبه  من أجل الخوف و محبـة العفــة ،
   و يفــــرح بالصـــــبر على الصــــــــوم ، و يأكــــــــل بقانــــــــــــــــــــــون ،
   لا ينخدع لانحـــــــــلال الحــــــــــــواس و لا يهمل أبداً ترتيب نظام الصوم ،
   و مــــــن هـذه يضبط ذاته من أن يصنـع دالة جهـــــــــالة مــــع نفســـه .
   و الــــذي يحـــترس فيما يخصـــه (داخــــل قلايـتـــــــــه) ,
  و يقتني عوائــــد جيـــدة باحـــتراس متعفــــف بجســـــده و جميــــــع أعضــــــــائه ،
   و يكــرم الله بنفســـه و جســده، معروف أيضاً أنه إذا اتفق وجــوده خـارج قلايتــــــه ،
  فإن ذلك التحفظ يرتسم على أعضائه جميعها بحيــاء نظره قبالة كل عارض يصــادفه ،
  و يقتني تلك الصيـــــــــــــــانة أيضـــاً بســــــــائر حواســــــــــــــه ،
  بسـبب تأسس العادة التي اقتناها لنفسه في الخفاء داخل قلايته .

  فإنه من الكلام المنحل و الدالة مع الآخرين الذي يعتاد عليه و هو في قلايته ،
  وانحــــــــــــــلاله مع نفســـــــــــه إذا كـــــــــــــان وحـــــــد ه ،
  معروف أيضاً أنه يقتني تلك العادات وينفعل بها وهو خارج قلايته ؛

  لأن حسن نظــام العوائــد داخل القلاية يعلمه الحفــظ خارجــها .

  فالـــــذي يتدبر في قلايته حسناً لا يمكن أن لا تظهر فيه
  وهــــــو خارجهــــا تلك الأنــــــــــواع الحســـــــــــــــــــنة ؛
  لأن خارج الإنســان هو مــرآة و دليـــل على خفــــــاياه.

   في الأعمال التي يتدبر بها إذا كان في السكون  :
+ الصمت الدائـــــــم هو زينـــــة و بهـــــــــاء المتــــــــــوحد .

   لأنه نقصٌ في حق المتوحد أن يكون مفتقراً إلى الاحتراس ،
   فيما ينبغي أن يكون له في السكون, مع الاتضاع الدائـــــم .
   فإن انحلال تصرفه البراني هو دليل علي انحلال القلب الخفي .

 و المنحلُّ بحواسه    هو أيضاً منحلٌ بقلبـــــه ،
و المنحلُّ بقلبـــــه    منحـــلٌّ أيضــاً بحواسه .

و الذي هو هكذا منحل من الداخل ومن الخارج ،
 لا يمكن أن يكون له اهتمام بالله ، ولا بهذيذ تدبير السيرة ؛
 لأن
   التدبير البراني يصـون الجواني ، 
و التدبير الجواني صيانة للبراني . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق