الراهب و فضائل العلمانين
+ عار عظيم
للمتوحــد الذي يَعِد بكمــــال السيرة ثم يكتفي بفضائل العلمانيين .
و لومٌ عظيم ومحقـرة في حقه أن يوجد تدبيـــــره
مســاوياً لتــدبير مــن هـــو ،
خائـف من
الله و بــار ومهتم بعمل البر و هو علماني متزوج .
لأنـــــــــه إن لم يكـن الراهب مرتفعاً عن جميع
الجسديات ،
و يشخص كل
وقت في الله بالتدبـــير فــي الســــــــــكون ،
لا يُعـــرف
أنه أفضل من العلمــــاني البــــار.
لأن
العلمانيين الفضلاء يعمـــــــلون الفضائل الظـــاهرة بأجسادهم وبالصدقة ،
ولكنهـــم لا
يحســـون بالتدبـــــــير الخفــــي الكــــامل الذي للمتوحـــــــدين .
و ينبغـــــــــي للراهب أن
يعــــرف :
أنـــه :
كمـا أن النــــــــــــــفس بطبيعتهـــــــا أفضل من الجســــــــــــــــــــــــد ،
كــــــذلك فالتدبير الخفي بالسكون هو أفضل من تدبير العلمانيين الظاهر .
و كما أن تدبـــــــــير الملائكــــــــــــــــة أفضل من عمل النــــــــــــــــاس ،
كـــــذلك تدبير العقل بالســـــــكون هو أفضل من تدبير الرهبان بالمجمع
و من فضــــــــائلهـــــــــــــم .
التي تشبه فضائل العلمانيين الأبـــرار .
و كما أن حـــــــب اللـــــــــــــــه أرفع و أشرف من حب النـــــــــــــــــــــــــــــاس ،
كـــــذلك عمــــــل المتوحــــــدين هو أفضــــل من عمل العلمانـــيين الصـــــديقين .
لأن العلمانـــيين بمحبــة الناس يُرضون الله ،
أما الزُهَّـــــــــاد فما يشتهون شيئاً مما في السـماء
أو عــلى الأرض ،
فهم يشتاقون إلى الله وحده ؛ لأنهم بإرادتهم قد
تعرُّوا من كل شيء ،
و ألبسوا ضميرهم نظـــــــر الله وحبــه .
لهــذا فـــــإن :
عمل السكون هو عال و أفضل من جميع الفضائل .
عمل السكون هو عال و أفضل من جميع الفضائل .
و غرضنا من
حفظ السكون ليس هو لأجل تكميل القوانين ،
بل قصدنا
من حفظه إنما لأجل
عمـــــــل القلـــــــب .
لأن تكميل القوانين يتخلَّــــف بســــبب ضعـف الجســد ،
و أما
عمل القلب فينمو و يزيد بالجلوس في الوحدة .
الذهاب الى
صفحة موضوعات الميمر ( الاول) من الجزء الاول
الذهاب الى
صفحة موضوعات الميمر ( الاول) من الجزء الاول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق