+ المتواضع
العقل هو :
الذي إذا مُدح و لو عن استحقاق لا يستريح قلبه بذلك .
المتواضـــــــــــع هو :
الذي مــــــا يقـــــاوم في شــــيء ؛
لأن من كان متواضعاً لا يكون مقاوماً .
و الذي يشتعل بالغضــب في تقويم الآخرين ،
ليس هو متواضعــــــاً ؛
لأن المتواضــــــــــــع الحقيقــــــــي هـــو :
مبتعد من كل غضب ،
و نقي من ســــائر حركــــات الغـــــيرة ،
و هو يسأل بمحبة و ما يتألم و لا يتكـدر .
لأن المتواضــع
تلازمـــه بالضـــرورة قـــــــوة الاحتمــــال و الصــــبر ؛
لأنه بدون قوة الصبر على الأحزان و الضيقات
ما تُعرف قـــوة التواضع .
+ المضبـــــــوط بأمــــــــور هــــذا العالم ،
و المرتبــط بشـــيء من
الأمــــور الزائلــــــــــــة ،
ما يستطيع أن يكون متواضعـــــاً قـــــدام النـاس ،
و لا غير متسجس في كل وقت و لا نقي القلب .
فالمتواضع هو المائت بالحقيقة :
الذي قلبه ليس مرتبطاً بشيء من أمور هذا العالم ؛
لأنه ما يتسجس من محبة شيء من الأمور (الزائلة).
فإن أردت أن تكون متواضعاً ,
فحُلَّ ذاتـــك من أمــــــــور العـــــــــــــــالم ،
و اتبع الواحد (الله) بالإيمان و الرجاء و الحب ،
و عند ذلك تجد :
عوض العالم الواحد الذي تركته سلطان العالمين الاثنين .
+ في الوقت الذي تكون فيه بطالاً من العمل
بســـبب ضعـــف الجسد و مرضــه ،
استعمل أتضاع العشــار الخاطـــئ الـــذي ــ من غير عمــــــــل الجســـــــــد ــ
يتفاضل الإنسان به عند الله و يتبرر .
+ لتكن نفسك محتَقَرةً في عينيك ،
و ازدر بهــــــا فــي
كل وقـــــــــــــــت ،
فتتضــــــــع قدامك جوقـات الشياطين .
و اتعب ذاتك في الركوع قدام الـــرب ،
فتنحل من قدامك كل حيل الشــيطان ،
و ينفتح داخلك ينبوع المعونة و المعرفة .
فما دمــــــــت في هـــــــذه الحيـــاة :
حقِّــر نفســـك على الدوام بذِكـر خطــــــــاياك ،
و اعترف بها قدام الله و أنت منسحق على الأرض ،
فتتولد لك من هـــذا دالة القـــــلب قــــدام الله ؛
لأنه ليـــس يبقـــــــــى بلا عــــــــزاءٍ
قلبٌ منســحق خائــف من الــــرب .
لأن « ذبيحة الله هي قلبٌ منسحق ،
و روحٌ متـــواضعة لا يرذلهــــــــــــا الله » ،
و الذي هــو غــــريب عن هـــــــــــــــــــــــــذا ،
هــو غـــــريب عن مراحم الله و معونته .