من الميمر السابع والعشرون
فى ســـكوت النفـــس و الجســد
† سكوت الجســد هو : تــقـويم العـادات ، وتهذيب الحواس ،
وسكوت النفـس هو : إستقامة الأفكار وصحة المعرفة ، وذهن لايُسـلب ، وفـكـر متيقظ .
† الساكت هو الذي قد أغلق باب القلاية على جسدِه ،
وباب اللسان على كلامه ،
وباب القـلـب على أفكاره.
† التأمل فى الموت :
يصـور الوقـوف فى الدينـونة العتيــدة يمنحنـا الصـلاة التي لا يُشــبع منها،
مـوت الغضب والشــــــهـوة المــــــوت عـــــن العــــــالم ،
مـــادة البكـــــــــــــــــــــاء عـــــــــدم كــثرة الكـــــلام .
† سقطة التلميذ الذي فى الطاعة أن يعمل شيئاً بهــــــواه
وسقطة صــــــاحب الســـــــــكون أن يُبطل من الصـــــلاة.
† هدوء الوحدة تعبد دائم ، ومثول لاينقطع لدى الحضرة الالهية .
† الذى عرف رتبة الصلاة يفر من الناس مثل الوحش .
† احذر لئلا تحزن إنساناً باطلا ً قد جاء اليك من عطش ويريد ان تعزيه ،
فكل شئ يحتاج الى جودة الافراز .
† قال شيخ مجرب:
تاملت جيداً اصحاب السكون فرأيت
فى الصبـــــــــاح : يأتى اليهم شيطان السبح الباطل والشهرة .
وفى نصف النهار: يأتى اليهم شيطان الملل والحزن والغضب .
وفى اخــر النهـار: يأتى اليهم شيطان الحنجرة .
† ابتداء السكون : هو الابتعاد عن الضوضاء التى تسجس اعماق النفس
واكتمال السكون : زوال الخوف من اى ضوضاء وبقاء القلب منيعاً .
† الذى يخرج الى خارج دون ان يخرج الى صمته محبوب ، وهو بجملته مسكن للحب .
† الذى لا يستحث بسهولة الى الكلام ، لا يتحرك اطلاقاً الى الغضب وعكس ذلك صحيح .
† القوات الروحانية تشارك الهادى الحقيقى فى صلاته وعبادته وترتاح الى السكنى معه ،
واما من كان عكس ذلك فاسكت عنه .
† من يقدم على سيرة الهدوء وهو مستعبد لأحد الاهواء يشبه من يقفز من السفينة ،
متوهماً انه يصل الى الشاطئ على خشبة بسرعة وامان من المخاطر .
† يختبر صــبر الملاح بسكون البحر أو حر الظهيرة
ويختبر الساكن وحدة بالعـــــوز الى الضــــروريات .
الاول :عندما تخونه همته يسبح فى الماء
والثانى :عندما يضحر يختلط بالجموع .
† رأيت متوحدين يشبعون بغير شبع شوقهم الملتهب الى الله ،
مولدين من نارهم نار ، ومن حبهم حباً ومن شوقهم شوقاً.
† المنفرد فى السكون هو الذى يهتف علانية : " مستعد قلبى يا الله "
وهو القائل : " انا نائم وقلبى ساهر .
† الذين تعلم عقله الصلاة حقاً : يخاطب الرب وجهاً لوجه ، كمن يكلم الملك هامساً فى اذنه .
والذين يصـــــــــلى بفمـــــــه : يجثو امامه كمن يجثوا للملك بحضرة مجلسه.
واما المقيم فى العـــــــــــالم : مثل الذى يتوسل الى الملك فى وسط جلبة الجماهير كلها .
إن كنت قد تعلمت فن الصلاة لا يخفى عليك ما قلناه .
† اجلس فى مكان عال وارصد ـ اذا كنت تعرف كيف ترصد ـ
فسترى حينذ اك كيف يدخل السارق
ليسرقوا عناقيدك ، متى يجئون ومن اين ياتون ، كم عددهم ومن اى نوع هم .
† من قد بلغ سكون الوحدة فقد بلغ معرفة عمق الاسرار . لكنه ما كان لينحدر الى عمقها لو لم يكن قد عاين اولاً وسمع جلبة الامواج والرياح ولعله قد ابتل ايضاً بهذه الامواج .
يؤكد ما قلته الرسول العظيم بولس :
لانه لو لم يخطف ( من اضطراب العالم ) الى الفردوس ـ كما الى سكون الوحدة ـ
لما قد سمع كلمات لا ينطق بها.
† الساكن فى الوحدة هو الذى يهرب من جميع الناس بدون بغضه.
وذلك بالهمة نفسها التى يسعى بها اليهم غيره بدافع التوانى .
انه لايشاء أن يحُرم من حلاوة الله ولو قليلاً .
† القادمون الى ميناء الهدوء هذا.....
منهم لا يستطيعون الانقطاع عن الماديات وهم فى وسطها
البعض ليصيروا بانفرادهم عن الناس مجدين فى سعى الفضيلة .
واخرون ليعذبوا انفسهم خفية على خطاياهم .
وبعض يدخلونها ليكتسبوا منها مجدا لذواتهم
ويوجد غيرهم يقترنون بالهدوء تمتعاً بحب الله وحلاوته
( إن كان ابن الانسان سيجد مثل هؤلاء على الارض عند مجيئه )
ولكنهم لن يحققوا امنيتهم ما لم يعطوا الضجر بانواعه كتاب طلاق مادام وصالهم به يعتبر زنا
† اليكم سمات الجادين بصورة سليمة فى هدوء الوحدة وممارستهم :
عقل متيقظ على الـــدوام ، فكـــــــــر مقــــــــــــدس ، انخطـــاف نحــــو الله ،
ذكر دائم للعذبات الدهرية ، اشـــــتهاء المــــــــوت ، جوع دائم الى الصلاة ،
احـــــتراس لايســـــــــلب ، انطفـــــــــاء الشــــــهوة ، مــــوت عن العـــــالم ،
زوال النهــــــــــــــم ، ينبـــــــــوع من التمــــــــيز ، هبـــــــة الدمــــــــوع ،
استبعاد الثرثرة ، واشياء اخرى مثل هذه يميل عامة الناس من الاغتراب عنها تماماً .
† مطيع بسيط فى حياة الشركة افضل من متوحد تُعوزه جمع افكاره .
† عـــــز المــــــــــــــلك فى غناه وكثرة رعاياه ،
وعــــز الراهب الهادى فى غنى صـــــــــــــلاته.
† قال الرسول بولس : " من يعرف فكر الرب "
اما انا فاقـــــــــول : " من يعرف فكر الهادئ بجسده وبروحه "
† إن واحد من الارواح ( المنافى للعفة او التواضع ) ينبغى ان ترصده بابلغ تيقظ ،
اذ من شانه ان يقاتلك بلا هواده : فى وقوفك ، وفى مشيك ، وفى حركتك ، وفى نهوضك ،
وفى صلاتك ، وفى نومك .
† إشتد الملل على مرة في قلايتى حتى فكرت فى أن أتركها
وإذا بأناس زاروني فأعطـوني الطوبى لأني من أصحاب السكوت
فهـرب شيطـان الملل من شيطـان السـبح الباطــل،
فعجبت من شيطان السبح الباطل كيف هو مخالف لجميع الشياطين
† ليلتصق ذِكر يسوع بتنفسك ، فتعرف حينذاك منفعة الهدوء.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق