هذا هو أول شئ يجب أن يقوله الإنسان الذي يحب أن يصل إلي إنطلاق الروح :
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأن العــالم أفقــر مــن ان يعطينــي :
لو كـــــان الذي أريــــده في العـــالم ،
ولكنهــا ما تـــزال أرضـــاً كما أري ،
ليس في العالم الا المادة والماديات ،
وأنا أبحـــــــث عن الســــــــماويات ،
عن الــــروح ، عن الله.
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، فـــــأنا لســـــت من العـــــالم :
لســــت تـــراباً كما يظنــــون ،
بــــــل أنـــا نفخــــة إلهيـــــة ،
كنـــت عند الله منــذ البــــــدء ،
وأرجـــع إلي الله.
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، من عند الآب خرجت وأتيت إلي العالم ،
وأيضاً أترك العـــالم وأرجــع إلي الآب.
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأن كل مــا أريــده هو التخلص مــن العـــالم .
أريد أن أنطلق منه، من الجسد، من الـــتراب!
وارجع – كما كنت – إلي الله، نفخة { قدسية }
لم تتدنس من العالم بشئ.
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأني أبحث عن الباقيات الخـــالدات ،
وليس في العالم شئ يبقي إلي الأبد ،
كــــل ما فيـــه إلي فنــــاء ،
والعالم نفسه سيفني ويبيد .
وأنا لست أبحث عن فنـــاء .
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأن هنـــاك من اطــلب مــنه .
هنــــاك الغـــــني القـــــــوي ،
الذي وجـــدت فيه كفــــــايتي ،
ولـــم يعــــــــــوزني شـــــــئ .
أنه يعطيني قبل أن أطلب منه ،
يعطيني النــافع الصــالح لي .
ومنذ وضعت نفسي في يــده ،
لم أعد أطلب من العالم شيئاً.
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأن العالم لا يعطيني لفائدتي وإنما يعطي ليستعبد.
والـــذين أخــذوا من العــالم صـــاروا عبيـــداً له ،
يعطيهـم لذة الجسـد، ويأخذ منهم طهـارة الــروح .
ويعطيهم كل ما عنده لكي يخســــروا نفوســــهم .
أما أنا فقد خسرت كل الأشياء وأنا أحســبها نفاية
و هذا العالم الذي يأخــذ أكثر وأفضــل ممـــا يعــــــطي ،
هذا العالم الذي يستعبد مريديه ، لست أريد منه شيئاً..
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأنني أرقي من العالم. إنني أبن الله. صورته ومثاله.
أنني أرقي من العالم ،
وأجــــدر بالعـــــالم أن يطــــلب مني فأعطيــه ،
وأنا الذي شاء الله في محبتـــــه وتواضعــــه ،
أن يجعلني نوراً للعالم وملحاً للارض {مت5}.
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأنــــني أريــــد ان أحـــيا كآبــــــائي :
هكــــذا عاشـــــوا، لم يأخـــذوا من العـــــالم شـــيئاً ،
بــل علي العكـــس كانـــــوا بركـــــــــة للعــــــــــالم .
ومن أجلهم أبقي الله علي العــالم حيـاة حتي اليــوم ..
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأن الخطيـة قد دخـلت إلي العــالم فأفســـدته.
في البــدء :
نظـــر الله إلي كـــل شــــئ فــــرأي أنه حســن جــــداً ،
إذ لـــــــم تكــــــــــن الخطيـــــــــــة دخـــــــلت بعــــــد ،
أما الآن :
وقد تشوهت الصورة البديعة التي رسمها الله في الكون ،
فقد مجت نفسي العالم، ولم أعـــد اشـــتهي فيـــه شـيئاً ،
هذا العـالم الذي أحـــب الظلمـــة أكــــثر مــــن النـــــور .
+ لســت أريـــد شـــيئاً من العـــالم ، لأني أريــدك أنـــت وحــــــدك :
أنت الذي أحببتني حتي المنتهي ،
وبــــذلت ذاتــــك عــــــــــــــني .
أنت الــذي كونتنــي إذ لم أكــن ،
ولم تكن محتاجــاً إلي عبوديتي ،
بل أنا المحتــاج إلي بروبيتـــك ،
أريد ان أنطلق من العالم وأتحد بك، أنت الذي أعطيتني علم معرفتك ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق