لم أكن في هذه المرة سائراً في الصحراء ولا جالساً علي عتبة الدير ،
و إنمــــا مــــع أبي الراهـــــب أمــــــــام مغـــــــارته فــــي الجبـــــــل ،
الروح التي تود أن تنطلق يا أخي الحبيب هي الـــروح التي تدرك تمــاماً قـدر ذاتهــا ،
والتي تعرف أنها عظيمة بهذا المقدار كله ،
وأنها أكبر وأكبر جداً من أن يذلها الجسـد ،
ولكــــي أعطيـــك فكــــرة عن هـــذا الأمــــــر،
يليق بنا جداً يا حبيب الله ان تبحث الأمر معاً ،
ونتذكر الماضي والحـــاضر والمستقبل أيضاً ،
حتي ندرك أية قوة مخبأة فينا ونحن لا ندري.
فــــإن طــلب إليــــك ان تعـــرف ذاتـــتك ، فقــــل في قـــوة وثقــــة { أنا صورة الله } .
وأنت – كصورة الله – قد كتب لك الخلود .
فمن المحال ان تفني .
وهـــــــــل يعقل أن يفني شــخص علي مثال الله الخــالد ؟!
إذن فأنت أعظم من الجبل الشـــــــامخ ومن البرج الضخـم،
أعظم من الصحراء الواسعة ومن السهل الفسيح.
أعظم من الذرة المحطمـــــة ومن كل قوات الطبيعة علي الإطلاق .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق