مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الاثنين، 15 أبريل 2013

ميامرماراسحق ـ الجزءالثانى ـ الميمر الثانى عشر ( بالكامل ) ــ منفعة الهروب من العالم الذي اختبره الآباء وحرصوا عليه جداً .

الميمر الثاني عشر

منفعة الهروب من العالم
الذي اختبره الآباء و حرصوا عليه جداً

صعب جداً و خطـــر بالحقيقة الجهـــاد و سط الأمور  ( المعــــــــــثرة و المغــــرية )
                          حتــــى لو كــان الإنسـان قويـــاً و شــــــجاعـــــــاً جــــــــــداً ،
 لأنها و هي قريبة من الإنسان تحرك عليه القتـــــال من غـير محـــاربة الأعـــــداء ،
                         و يلازمـــه الخـوف و الرعـــــــب، 
و السقطة متيسرة أكثر من أن يواجه الشيطان بذاته في حرب ظاهرة تجاه عينيه ،


لأنه مادام الإنسان لم يبتعد نهائيـاً عن الأشياء التي يخاف منها القــــــــلب ،
                          فهذا هو ســــبيل العـــــدو  لكي يهلكــــــه بســــــهولة
                          في أي وقت فيه يتكاســـل أو يتعـــــــرض لإهمـال قليل ،
و بسـبب الخـــــوف نبعـــد عن مــــا يـــــؤذي الجســــــد ،
فكــــذلك  ( يلزم )  البعد في كل حال عن أسباب الخطية .

أما القرب منها فيحدث في النفس جرحـاً غير منظـور  ،و العدو لا يتعب في الحرب معها ،
فالقـــرب من الأمــور( المعــــثرة ) فيه الكفاية لتحريك السجـس و الاضطـراب كل وقــت ،
و ينساق الإنسان بإرادته ليسير معها و يسبي دون أن يواجهه العدو بالقتال من خــارج ،
لأن الإنسان هــو الـــذي جلب لذاته الحرب بجاذبيـــة الأشـياء المتاحة لحـواس الجسـد.

  حسب قول القديس يعقوب السروجي :
" إنـه إذا ظلت النفس وسـط أمـور العــالم المـؤذية التي تجلب الخسارة ،
                              فهــــذه تعطـــي فرصــة للعــدو للشــماتة بهـــــا
و بسبب الطبع  ( الجسداني ) فهي تقهر و تغلب إذا كانت قائمة تجاه العين " .

و لهذا لما عرف القديسون القدمـاء الذين ســاروا في هـــــذا الطــــريق
                                              إن العقل لا يكون دائمـــاً منتبهـــــــاً
 فيقدر أن يثبت حافظــــــاً ذاتــــــه في رتبة عدم الميل ( أي الانحراف )
و لأن فــــــــــي أكثر الأوقــــــــات :
                                  تقع النفس في ظلام و لا تقدر أن تلاحظ الأشياء المؤذية ،
                                  فلهذا أدرك الآباء بحكمة وتسلحوا بالتجرد مثل اللبـــــاس
                                  لأنه ينجــي و يعتــــــق مــــن متـــــاعب كثـــــــــــــــيرة
حســـــــــــــبما كتــــــب أن ثم مــن يفلــت مــن الخطــــأ من أجـــــل فقـــــــــرة ، 
                                  و كـــــذلك هــــــــربوا إلي البــــــــراري و القفـــــــــــــر
                                   حـــــيث لا يوجد فيها الأشياء التي هي أسباب السقوط  ،
 لأنه اذا ما تعرضوا للقتال في وقت ما وغلبوا تكون أسباب السقطة غير موجــــــودة ،
و أعني بهــــذا عـــــن  : الشـهوة و الغضب و الريــاء و المجــد الباطـــل و غيرهــــــا ،
  لأن هذه الأشياء منعدمة بسبب القفر ،

 و هكـــذا قد استتــــروا فيـــه ( أي في القفر ) كمثــل حصـن منيــع لا يقتحـــــــــــم
و لهـــــذا اســـتطاع كل واحـــد منهــــم أن يكمـــــل جهــــــاده في الســــــــــــــكون
 حيـــــث لم تجد الحواس فسحة لتكون خصوماً في الجهاد بالتعـــــثر بالأشياء المؤذية .

                                 لأنه ينبغي لنا الموت في الجهـــاد . 
                                              و لا الحياة في السقوط .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق