كيف يحفظ السكون
مقدمة :
يحفظ السكون :
بالبعد عن
الخلطة و الصمت و التجرد و حفظ الحواس و جمع العقل
و هذا ما يستلزم :
كل هذه الوســائط مرتبطــة
بعضهــا بالبعــض كأنهـا سلسلة واحدة .
+ لأنه لا يمكن أن
حفظ السـكون بدون جمـع العقــل من الطياشــة
و من كثرة الاهتمامــات ليتركــز في الله وحــده ..
+ و لا يمكـــــــــن
جمـــع العقــل بـــدون حفـــــــــظ الحـــــــواس ..
لان الحـــــــواس الطائشـــــة تجــــــلب لـــــــــه
مناظر و سماعات و أفكاراً و حروباً و اهتمامات ..
+ و لا يمكــــن أن
يحفـــــــــظ الإنســـــــــــان حواســــــــــــــــــــــه
إن كان جســـده طائشــاً من مكــــان الى آخــــر .
فلا فائــــدة له إذن من الحبــس فى القلايـــــــة .
و يشـــــــــترط
للحصول على المنفعــة من حبســـه
البعـــــد عن
الخلطــــــــــــــــــــــــــة
لأنــــــــــــــــه حسبما يختلط الجسد يختلط الفكر
و يتشـــتت عن عمـــله الإلهــــــي.
+ و إن اضطر إلى الخلطــــــة لســــــــــــبب مــــا ،
عليه بســــــــــــــلاح الصمـــــــــــــت.
+ لان كثرة الكلام تدل على أن الفكر غير منشغل بالصلاة .
و اذا لم يستطع الراهب – على الرغم من كل هذا
–
ان يحتفــــظ بسكونه فليـــــس
أمامـــــــه ســــــــوى
بعد المسـكن
بالهـــرب الى البــراري و القفــار لان :
" مجرد نظر القفر
يميت من القلب الحركات العالمية "
كما يقول مار اسحق
و بدون التجرد لا يمكن ان يتم شيئ من هؤلاء ..
1- البعد عن الخلطة
حث للبعد عن الخلطة :
+ كل موضع توجد فيه كن :
منفرداً بضميرك
متوحـــداً غريباً بالقلب غير مختلـــط .
+ يا أخـــــــــــــــــــــــــي :
حب الوحــــــدة و لو
انـــــــك عاجــز عن جميــع حقوقها ..
+كن
مى القريب ان يكملوه بانحلال ذواتهم .
و لا من الوجوه الذين
يظن بهم إجلاء كانوا يسنحون الفرار من ملاقاتهم ..
حيث كانوا يسكنون هذا
فليسوا كمهينين لاخواتهم فعلوا ذلك
و من الحكمـــــاء اصحــــــــــب المعـــــــرفة لم
يلامــــــــــــــــوا ..
و لكنهم كانوا يكرسون السكون و الانفراد أفضل
من لقاء الناس.
+ القديس ارسانيوس :
و لا على الذي كان يمضى ليـزوره كان يســــلم .
و لا على الذي كان يمضى ليـزوره كان يســــلم .
لأنـــــــــه
قيــــل له من صـوت الهـــــــــــــــــــي
" اهـــــرب
مــــــن النـــــــــاس و أنــت تحيــــــــا " ..
و وجهت إليه على هذا
ملامـــة مملـــــؤة حبـــــاً
من الطوبانى مقاريوس
حيث قال له لماذا تفر منا ؟
فأجابه القديس قائلا
ًبجواب مملــــوء بالمحبــــة :
الله يعلم أنى أحبكم ..
و لكنى لا اقــــدر أن
أكــــون مع اللـــه و النــــاس.
+ و هذا الكلام العجيب ليـــس من آخـــر قيل له
إنما هــــو صــــوت
إلهـــي علمـــه ارســــانيوس :
" فر من الناس و أنت تحيا ".
+ لا يمكن إنسان من البطالين و محب الحديث
ينطق انه بحيله
انســـيه طـــلب الســــــكوت !!
بل انه حقا تعليم
الهى ،
+ و ما قيل له هذا عن الخروج من العالم فقط أن يفر من الناس.
بل بعـد أن ترك
العـالم و صـار الى الديـر صلى الى الله وقــــال :
" كيف يار
استطيع أن أحيا و أعيش كما ينبغى ؟
دبرني أنت كيـــــف
أحيـــــــا و أخلــــــــص " ...
و قد كان يظن أن شــيئاً آخــــر ســــيقال له
...
فسمع صوتا الهي
ارد عليه هذه الكلمة وقال له :
" ارسانى .. فر واصمت واسكت "
+ و إن كان منظـــــر الاخـــــوة و
حديثهــــــــم نافعـــــاً لـــــك
فما ينفعك ان تشتغل
معهم مثلما تنتفع من الانفراد عنهم ..
و حيث قبل الطوباني
هذا بالانكشاف الا لهي ما كان قد قاله
أولاً وهو فى العالم و
امره أن يفر ..
+ و حين صار مع الرهبان قليت له هذه الكلمة
أيضاً أن يفر ..
حينئذ اقتنع وعرف انه
لا يستطيع ان يقتنى الحياة الفاضلة الا بالفرار –
ليس من العلمانيين فقط
– بـــل و مــــن كل النـــــــاس بالســــــــواء
ألعله كان يمكنه
ان يبطل كلام الله و يضاده ؟!
+و الشيخ ارسانيوس حين كان يتهاون بنفسه فلأنه كان يكرم السكون
لحال تلك الوصية
التى قالت :" حب الرب ألهك من كل قلبك ومن كل نفسك
"..
و أنبا انطونيوس قيل له بالانكشاف ..
إن كنت تريد ان تكون فى السكون ــ فليس الى
التبايسي فقط ــ
تذهب بل الى
البرية الداخلية ..
+ فإن كان الله هكذا أمر
أن :
نفـــر من الكل و هكـــذا أحــب الســــكون و
من يثـبت فيه يحبـــه ،
فمن هو الذى يتعلل لكى
يدوم فى المفاوضة والقرب من الناس ؟
و إن كان لانطونيوس و ارسانيوس
الاحتراس و الانفراد ينفعان
– فكم
بالأكثر ينفعان – فكم بالأكثر ينفعان الضعفاء ؟!
+ و إن جاء احد من الوسط يقول بولس الرسول اذ قال :
" أنا اطلب أن
أكون محروماً من المسيح بدلاً من إخوتي ، و ما يلحق هذا " ..
فالذي أخــــذ قـــــوة بولس فليعمــــل
أعمــــــال بولس..
لان بولس من الغمر الالهى كان يتدبر لينفـــــــع العالم ..
كما انه كان يشــهد
انه لــم يكــن يفعـــل هذا بهــــواه ..
– بل انه اضطرار موضوع
على ــ ، فكان يقول " و يلى انا ان لم أكرز"
و أيضـــاً اختيـار
بولس ليس للتوبة كان قصــده
بل لينادى للمسكونة و
قوة عظيمة أعطيت له ..
عدم الخلطة بالعلمانيين و خاصة الأقرباء .
+ يليق بالراهب ألا يختلط بالمحاربين له
و إن يتحفـــــــظ حتى من النظــــر اليهم
و يبتعـــــــــد عــــــن القــــــــــــرب
منهم...
+ لانه كل وقت يصادم فيه المتوحد ملاقاة العالم
فى الحال
تضعف نفســــه و
ترتخــــــي و بالأكــــثر ملاقــــاة امــــــرأة ..
+ إن الشيطان إذا نظر متوحداً قد أعد نفسه للجهاد مقــــابله ..
عند ذلك بكل
وسيلة يتحايل عليه أن يربط عقله بالعلمانيين ..
لأنه ما يعرف
فخا أقوى من هذا يعده له .. و من هنا ففي
كل وقت يشاء
يستطيع بسهوله يخضعه في ثلاثة آلام كبار :
الحسد
و الغضب و الزنا
+و
إن مفاوضـــــــة العلمانــــــــــــــــيين
تجعــــل فى النفـس
الهاجرة لهـــم لاجـــل عمل الله اختلاطـاً ..
لا يستطيع الإنسان ان
يكون بمفاوضـة الله و مفاوضـة النـــاس ..
و لا أن يكون قريباً
من أهله الجسدانيين
و يقدر ان يدنو الى شيئ من الروحيات فان
الغربة توافقنا جداً..
+ المتوحــــد الـــذى يريــــد ان يكـــون قلبــه مســكناً
لله ..
ينبغــــــى أن
يفلحــه بالاعمــــــــــــــال النشـــــــــــــيطة
و يهدئه من جميع الحركات المسجسة التى من الغضب
و المفاوضات و الملاقــــاة النافعـــــة و
المخســـــــــــــــرة ..
و بالأكثر من القريب..
لانه بواســطته يســجس
الشيطان و يكــدر نقاوة النفس ..
عدم الخلطة بالإخوة
المنحلين :
قال مار اوغـــريس :
ان الشيوخ العمالين فى
المجمع يثير عليهم الشياطين الاخوه المنحلين
قال بولس الرسول :
لا تطفئـــــــوا الـــــــــــــروح..
بماذا تنطفئ الروح الا
بالاهتمام بالجسدانيات
و إهمال الهذيذ فى أمور
الله و بالسماعات الدائمة للكلام الفارغ ..
+ أمض
نم في البطالة
أو طف
باطلاً في الجهل أنت و حدك و لا تذكر سماع شيء من
هذا .
و لا تعــــــود ذاتــــــــــك
القــــــــــرب و الدنـــــو من المعتــــــادين إيـــاه..
و عند ذلك تعرف كم تنفع البطالة مع الوحدة أكثر
من السماعات الباطلة .
+ لا تتنازل مع المتراخـين.. و إلا صـــيرت
نفســـك في الدرجة السفلى..
+ لا تكون صديقاً لمحب الضحك..
و المؤثر أن يهتك الناس و يشهر بهم لانه يقودك
الى اعتياد الاسترخاء ..
+ لا تظهر بشاشة وجهك للمنحل في سيرته و تحفظ
من أن تبغضه .
و ان أراد النهــــوض فـــــــآذره و اهتــــم
به الى المـــــوت ..
+ عبس وجهك لدى من يبتدئ أن يقع في أخيك قدامك
فإنك إذا
فعلت هذا تكون متحفظاً عند الله تبارك اسمه .
عدم الخلطة برهبان
من غير طقسك
حذر الاباء :
+إن
الذين هم لابسون اسكيمك
و ليسوا هم مشاركيك فى السيرة و التدبير و التصور و الفكر
بنوع من الهذيذ ..
لا تتفاوض معهم لانهم
يعقــونك عن مسـيرك و تبرد حــرارتك و يتخلف جريك ..
و هم ليسوا يلامون
لاجل أنهم سائرون فى طريق اخرى الى الملكوت فى شكل الرهبنة
+ و اما أنت فلأجل تغيير تدبيرك ـ يخيبونك من سيرتك ..
و نتهــــاون أيضــــاً عن المفاوضـــــة
مــــــع إخوتنــــــــا ـ
ليس استخفافاُ و
ازدراء بهم و لا لأنهم ليسوا أفضل منا
لأننا كل وقــــت
نســــــــــتعين بصـــــــــــــــــــــــلواتهم ..
بل لأننا بالمداومة مع
الناس نعدم التنعــم مع ســـيدنا.
+ الذى لا يشابه غرض ضميرك
تجنبــــــه بســــــلام
و معـــــــرفه و لا تعاشــــــــره ..
لأن الماء الذى فى
العلو بســهوله ينزل الى أسـفل
و اما الذى مــــن
أســـفل فهـــو بعد جهــد يصعــــد ..
لأنك عندما ترفعه الى
فوق ينحدر سريعا الى اسفل ..
+ و لا تستجز احضار أصدقاء الى قلايتك
جــــــرياً على
المــــــألوف و لا بقصــــــد المفضيـــــــــلة أيضــــــــاً
بل المماثلين إياك و
المساوين لك فى الطرائق والاغراض والفهم
و مـــع ذلك
احـــــــذر من اختــــلاط المفاوضــــــــه النفســـــانية
التى من شــأنها ان
تتحــرك كرها بالخفـاء من غير ان نشاء نحن ..
فإن كانت ملاقاة أهل
زيه _ اعني الرهبان ـ
تــــــؤذى من هـــو
قـــــائم بعد فى الجهــــاد و له حرب مع خصمــــه
اذا لـــم يكونـــوا
موافقـــين قصـــده و لا ســــــائرين فى طريقــــــــه ـ
ففي أية حفرة يسقط و
كيف يخلص من شماتة الأعداء اذا نظر العوام ..
مع من نتحدث و نختلط ؟ و متى وكيف ؟
+ يتقوى الضمير جداً بالاستماع النافع و بنظر الفكر في أعمال
القديسين ...
فإن طرقك أحد الآباء
الكبار أو غريب متعب فجلوسك معه يحسب صلاة لك .
و إن محادثة
الإخــــوة الروحـــانيين لشــيء عـذب
إن نحن قدرنا ان نحفظ معها
محادثة الله سبحانه..
+ أمرنا الآباء انه ليست توافقنا ملاقاة كثيرين إلى أن :
تصطبغ بالصــلاح
بالكليــة و تحــل علينــا قـــوة الســــــــــكون ..
لنتعلم السكون مع
الناس وملاقاة العالم يصلح احتراس العقل ..
مضار الخلطة
+ المحادثة مع كثيرين تعــوق المحـزن الذى من اجل الله
و ذلك المتحرك فينا من الإفــراز الطبيعي و من النعمــــة
..
الحركات الحارة التى
تحركت فيك وقت مذاقتك حلاوة الله
بالاشــــتعال
الحــــار في الأشــــياء التــي مـــــن اجـــــله
ترجع بعد فتجدها قد
بردت و عدمت مذاقها داخل نفسك –
بهذيــــذ مفـــــاوضة
إنســــان دب لــــك من مكـــــــــان
أو لأنك أكـــرمت
العمــــل الجســــداني أكــــثر منهـــا ..
لماذا تشــتت تلك
اليقظــــة و الحــرارة التى اقتنيتهـــــا
و تضيع ربحك
بالمحادثات مع الناس و ملابسة الأمور ذات الخباط ؟!
+ و ان كان تكدر قليل او نظر الناس فقط يحدث خسراناً هذه صفته وهذا
مقداره ..
و مفاوضــة ساعة صغـــيرة تضــع هـــذا
الفســاد كله فى المتوحــــد المتحفــــظ ..
فمـــاذا نقــول فى
اللقـاء المتصـل المتواتـر و الإدمان على هذه الأمور المتوفرة ؟!
+ إن
أنت أحببت الخلطة أبعدت عنك سترك ..
+ لانه ما
دامت خلطتك كثيرة فأفكارك تائهة ..
و حسبما يختلط الجسد كذلك يختلط
العقل ..
+المتوحد المرتبط بواحد او بكثيرين لابد له ان يتحرك معهم ويحزن
ويفرح ..
مثل
أغصان الشـــجر التى يحــرك بعضهـــا بعضــاً و لا يأتى الى قدام الله ..
+ المتوحد
الذى يزرع فى قلبه زرع روحاني و يؤتمن على كنز –
و لا يجعـــل ذاتـــه اخـــرس و أصــم عن
جميـــع المفاوضــــات
البشــرية و
الأفعـــال العالميــــة و الاهتمـام بالأشــياء المرئية
فهـــــو يضيــــــــع
الوديعـــــــــــة التى عنــــــــــــــــــــــــــده ..
+ الاتكال على البشر يمنع كلية الاتكال على
الله المسيح ..
و العـــزاء الظــــــــاهر يمنـــــــــــــع
العـــــــــــــــــزاء ...
و هكذا حسبما يكون الراهب منفــرداً مســتوحشــاً
يخدم من العناية الإلهية
ومن الملائكة و القديسين .
رسالته
لأخيه حسب الجسد
لما
سأله أخوه برسالة ان يحضر الى الدير لينظره :
نحن لسنا أقوياء كما تظن أيها الأب ،
ألعـــلك لا تعرف ضعفي و عجزي فهل يسهل عليك هلاكي ؟!
فكيـــف تطـــــلب على الــــدوام حضـــــــوري إليــــــــــــــك
ألــــــق من فكرك طلب الطبيعـة الذي تحرك فيك كعـــادته .
ألعلك تظـن أن هذا الشــــيء الذي أهتـــــــم به لا يســــــتحق هــذا الاهتمام ،
لا تطــــلب ما يخص الجسد و إرادته
، بل فكر في خلاص نفسي يا أخـــــــــــي
لأنه بعـــــد قليـــل من الزمـــــن ننتقــل مـــــــــن هـذا العـــــالم .
بكــــم مــــــــــن وجــــــــــــــوه ألتقي إذا ما أتيـــت إليـــــــك ،
و بكـم أنواع من الناس و مواضع أصادف حتى أرجع إلي مكاني ،
وكـــم من مســــببات للأفكــار تستقبل نفســـي
بملاقـاتهـــم ،
فتضطــــــــرب مــــــــن الآلام ( أي الحـــــــــــــروب )
التي تنبههـا فيها هذه الأشـياء و التي استرحت منهـــا قليـلاً .
لا يخفي عليك أن نظر العلمانيين فقط يؤذي المتوحـــــد
و ليس النســــاء
فقـــــط بل و الرجــــــــــال أيضـــــــــاً .
انظـــــر كــــم من تعبــيرات تحــــدث في فكـــــــر
الذي امتــد به زمان كثير مع نفسه ( أي متوحداً )
إذا مــا صــادف هـــــــــــــؤلاء
بغتـــــــــــــــــــــــة ،
و ينظر و يسمع شــــيئاً آخر خارجـاً عمــا اعتــــاده ،
لأنــه إن كـان ملاقــــــــــاة أهــــــل
زيــــــــــه أعنـــــــي الرهبــــــــــان
تـــــؤذي من هو قائم بعد في الجهاد و ما زال في حرب مع خصمه
إذا لـــم يكونـــوا موافقــين قصـــده و لا سـائرين
في طريقــــــــه .
إذاً : فبـــــأي حفـــــرة نســـــقط و كيف نخلص من شماتة الأعداء ؟
و بالأكثر نحـــن الذين أخـــــذنا معرفـــة و خبــرة أشــياء كثيـــرة .
من أجل هذا : فإنه من غير ضرورة تجلئنـــــــا لفعــــــــل ذلــــــــك،
لا يجب أن يضل قلبنا بأقوال الذين
يدعون أنهم :
لا يتــــأذون بشـــيء مــــــن
السـماع و النـظر
و أنهم على حالة و احدة سواء : في القفــــــر أو في
العمران ،
في القلايـــــة أو خارجهــــــا
،
لا تتغــــير أفكارهــــــم ســــواء : في السجس أم في الهدوء
،
ولا يحصل لهــم تغـــير رديء ،
و عنــــد ملاقــــاة الوجــــــوه :
لا يحسون بشيء من ضغــط الآلام ( أي الحروب )
فالذين
يقولون هذا فإنهم متى ضربوا و جرحـوا و لا يعرفـون .
أما نحن فما وصلنا بعد لصحة النفس هـــذه
و لنـــــا جراحـــــــــات صعبــــــــــــة منتنــة
وإذا
تركت يوماً واحداً دون
أربطة و مراهم أنتنت و نفثت
دوداً .
البعد عن الخلطة حتى الفكر :
+ لأجل المداومة على تذكار الله و نسيان كل ذكر قال يوحنا التبايسي : ..
ينبغى للذي يجلس في
السكون ألا يكون عنده ذكر إنسان أبداً في قلايته ..
و يتحيل ألا
يهدس الضمير مع أحد داخله بالكلية ..
لا بذكر الأصدقاء و
الأقارب بل يمسك حبه بمودة بلا فرز واحد من الأخر و يهدئ قلبه ..
البعد عن الخلطة لجمع العقل والتفرغ للصلاة :
+إن كنـــــــا مع كثيرين افكار كثيرين تحدث لنا ..
و إن انفردنا عن الكل ضميراً منفــــردا نقتنـى ...
+العقل
المتوحد يتولـــــد من تفـــــرد الجسم ..
و حسب اختلاط الجسد كذلك يختلط الفكــــر .
+ان كانت جميع مصادفـــات النظـــر و السمع بتربية الأفكـــار داخـــلا..
فأية منفعة إذن
للذين يسرعون باجتهاد الى الملاقاة و يمادون فى
أن يسكنوا الأفكار ..
+ لان العقل ما يهدأ بدون الجسد ..
لان الأفكار الداخلية
تتشتت بالملاقاة المخسرة و بالنافعــــة أيضـــــــــاً ..
+ما
دام الضمــــير و الأفكـــــــار
يصطبغان كل يوم بأفكار
شتى بالملاقاة النافعة و المخسرة –
اذ يتســــامح مع هـــــذا لطيبــــــــة
قلبــــــــــــــه..
و مع الاخر لغرض ارادته ..و مع هذا
النياح شهوته ،
و مع ذلك لينــــاح غضبه و فســــــاد خلقــــــــــه –
فمتى يثبت الذهن فى ما
يخصه ويهدأ و ما ينقسم الى أشياء كثيرة
و يصبر و احداً عند
الواحد و يصعد أثمــاراً روحيــة لنيـــــاح إرادة الله ؟!
+ لا يستطيع الانســـان ان يكون بمفاوضــــة الله و مفاوضــة الناس..
فإن لم يمـــت الراهـــب و ينقطــــــع عـــــــن كــــــــــــل
احــــــــــد ..
و يينقبـــــض
بالســـكون الى ذاتـــــه كالميـــــــت فى القــــــــــــبر ..
فما يستطيع أن يقتنى
هذه (أي الصــلاة بلا طياشـــة) فى نفسه ..
+ إن كنت قد أعطيت نفســــك للصــــــــلاة المطهـــــر للعقــــــل
و لمداومـــة ســــهر الليــــــالي
لتقتنـــــى فكــــــــــــراً نــــــــيراً ..
فابعـــــــد ذاتك عن
نظــر العــالم و اقطــع مفاوضـــة المحــادثات ..
+ اقطع حديثك مع المائتين حتى تتعلـــم أن تتحدث مع الإحياء ..
و اجمع بصرك من كل نظر حتى تتفحص فى خالقك و عظمته ..
+ الذى يحب المفاوضة مع المســــيح فهو يحب أن يكون وحده
و الذى يحب ان يـــدوم مع كثيــــــرين فهو يحب هـــذا العـــالم
+ الذى له عزاء سرى فى داخـــــــــله من هذيــذ الفكـــــــــــر
و يحــــــــــــــــــــــــس بثـــاؤرية عقليــة فى الســـماء أو الارض –
ليس هو فى
حاجــــة الى عــزاء من الحــــواس الخــــارجية ..
فوائد أخرى للبعد عن الخلطة :
+ الذى يد الكل عليه و يده على الكل – لا يتفرغ
ليستريح بالسكون –
لانه لا يمكــــن ان
يكـــــون مع الواحــــد بكونــــه مــــــــع كثــــــيرين ..
+ إن لم يقبض حواس
الجسد
و بالاكثر نظره وسمعه
و لسانه ما يجد ســـكوناً لنفسه ..
+ الذى يبتعد زماناً كثيراً عن مفاوضة الكلام ونظر
الوجــوه
تنقلع منـــــــــه التذكـــــــارات القديمــــــــــــــــــة ..
و تُبطل منه العوائــــد و التدابــــير الأولى و التخيــل –
الذى هى رباطــات النفــس ..
+ التوبـــة هي :
أم الحيـــاة
تفتــــــــــح لنـــــــا بابهــــــــــا بالفــــــــــرار من الكــــــــــــــل
..
لأنه حالمـــا
يبتعــــد الإنســــان عن البشـــــــر و ينقبـــض إلى ذاتــــــه ــ
من وقته ترتسم في عقله
حركات التوبة و يقبل زرع الحياة من النعمــــة ..
و مثل حنين يتحرك فيه
حزن الإفراز و يختلج بقلبـه ذكر حياة العالم الجديد
و انتظار القيامة و هم
الدينونة..
+ الإنســــــــان اذا ما انقبـــض عن مفاوضــــة
النـــــــــــاس
و رجع
الى ذاته الى تقويم تدبير سيرته حســناً قدام الله.
+ إن كنت تحب العفة فلا تكن محبـــاً للطياشــــــة ..
لان
الملاقاة التي تعرض لك بواسطة الطياشة ما
تتركك أن
تمســك العفــة باحـــتراس في نفسك.
+ عدم الاحتراس و القـــرب من النـــاس و
الامــــــــــــــــــــــور
و لدا للشيوخ الإعفـــاء
العمـــــــــــــــــــــاليين
أفكار الشاب و إقامهم فى
قتـــــال الصبــــوة .
+ ليــس يؤهــــــل المتوحـــــــــد لنــــــور الضمـــــــــــــــــــــير
ما دام
يجـــرى فى إتبـاع أمــور يجــدها ليشبع بهـا جوعــــه
الى ان
يشبع من الكل و يقبض ذاته من الكل و يصيرا و احداً .
+ لا يقتنى المتوحد :
حرية النفس و اتساع
القلب من دون الانفراد عن خلطة الناس .
2 ـ الصمت
تطويبه و الحث عليه :
++ اذا أردت أن تعـــــــرف رجل
اللــــــــــــــــــه :
فاستدل عليه من دوام
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكوته ،
و من بكائه و من انقبــــاض نفســه الى ذاتــــــه
..
++ و إن أردت أن تعـرف الرجل السائب القلب :
فاستدل عليه من كــــــــثرة كلامـــــــه و من تخبــط حواســه
و
من مقاومته لكل شيئ يقول ويريـــد أن يغــلب ..
+ كل من هـــــــــو كثــــــــــير
الكــــــــــــــلام
– و لو كان يخبر
بأمور عجيبة – اعلـم أنه فـارغ من الداخــل ..
+ اكثر من كل شيئ حب السكوت –
و هو يقدمك الى الثمرة
التى يضعف اللسان عن تفســيرها
تحفـــظ من
المحــــادثات فانهــــا لا تنفـــع فــى كل وقــت ،
إستعمل الصمت فى
المجامع لانه يمنع من خسارة كبــيرة .
ان لم يكن لك قلـــــــــــــــب
نقـــــــــــــــــى
فلا اقـل من ان يكــــون لك فــــــــــــــــــم طـــــــــــــــاهر ..
كما قال السعيد يوحنا ذهبى الفم :
إن كنــــــا ما تهـــــــــــــــــــــدأ
بقلبــــــــــــــــــــــــــــــــــــك
فلا أقــــل من أن الســــــكون يســـــــــكت
لســـــــــــــانك ..
و إن كنت لا تقــــدر تســــد فم المتكلــــم على رفيقــــــــه
فلا اقــــل من ان تحفظ فمـك من مساهمته فى هذا الأمـر ..
+ الــــذى يصــوم فمـــه عن الغـــذاء و لا يصـــوم قلبــــه عن
الغضب و الحقد و لسانه عن الأباطيل – فصــومه باطـــل ـ
لان
صـوم اللســــــــــــــــان خــــير من صـــوم الفــــــم ..
و
صـوم الأفكار مع القـــلب خــــير من صـــوم الاثنـــين
..
+ حب سكون الإفراز لانه ينبوع الإفـــراز ..
لان العقــــل
بالســــكون ينقـــــــى .. انقبض من المحــادثة مــع كثـــيرين ..
و احمل هم تدبير سيرتك
لكى تخلص نفسك من تشتت هدوئها الداخلي ..
+ سكوت الفعـــل لتقويم آخرين اقوي من
كلام الوعـــــــظ الذى يتبكــت مـــن انحــلال ســـيرته ..
خجــل
الفسقه بعفــــة ســــيرتك و ليـــس الكـــــلام ..
+ المتوحــد الذى يشـتهى أن يعلم و يقــوم كثــــــــيرين
هــــــــو مسروق لمحبة المديح بوجه الفضيله دون أن يحــس
لان حكمه
الكـــلام ليــس فى كل وقت تنجح و لا مع كل أحد ..
+ اما
سيرة الفضيلة و النسك :
ففى كل حين و فى كل
مكان و حتى عند الزوانى يمدحونها ..
+ الفرق بين حكمة الروح و حكمة العالم هو على هذه الصفه ..
فـــــــــى حكمة الروح تحس نفسك أن الصمت يستولى عليك
و أما فى
حكمة العالم فاتك تفيــض ينابيــــــــع طياشـة التبجح ..
+ الأفضل لك أن يظن بك انك جاهل
– لقصور
معرفتك عن الجواب ـ و
لا يعتقد فيك انك مـن الحكماء ..
+ كتسرب الماء للغــروس هكــذا الصمـت الدائم لتربيــة النفس ..
أما المعـــــرفة و كلام الحكمـــــاء فمثل التعرى للأعضـــــــــــاء ..
+ قبل كل شيئ نكلف نحن انفســــنا لنســـــــــــــــكت ..
و حينئذ
من السكوت يولد لنا شيئ يقــــودنا اليـــــــه ..
فليعطيك الله أن تحــــس اى شيئ
يولد من السكوت ..
+ إن حفظت عينك و أذنيك
لئلا
يدخل ماء قذر الى نقـــاوة نفســك فانك لا تخطـــئ بلســــانك ..
+ ان السحاب يغطى الشمس
و
الأقوال الكثيرة تبلبل النفس التى أشرقت على الاستنارة بالصلاة ..
+كما
أن اضطراب الأفكــــــــــــار يولـــــد من
نهــم البطــن
– هكـــذا الجهـل و حيرة العقل يتولدان من :
كـثرة
الكـــلام و المحـــــادثات التى على غير نظــــام ..
+المحادثة مع كثيرين تعوق الحزن الذى من اجـــله الله ..
ذلك المتحرك فينا من الإفراز الطبيعي و من
النعمـــة ..
+ الذى يحب السكون
ينبغى له أن يهــرب من كل محادثه.
لانه
ليس شيئ يرخى نشاط الضمير
و يكثر البـــرودة فى الفكـــر الى الله
مثــــل المحــــــادثة الباطــــــــــلة .
+ كان احد الاباء يأكل دفعتين فى
الأسبوع
و قال لنا :
النهار الذى أتكلـــم فيـــه مع إنســـــــان
ما أقدر أن امسك فيه قانوني فى الصوم .
بل أغصــــب أن أكـــــل قبـــــل كمـــــاله .
من ثمار الصمت وفوائده :
++التـــــــوبة كثــــيرون يعـــدون و يتظــــاهـــــرون بهـــــا
و ليس احد يقتنيها على
التحقيق الا المحزن القلب بقلبه
و كثـــيرون
يســــرعون الى الحـــــزن و ليــــس يجـــــــده
الا الذى اقتنى الصمت على الدوام .
++ان السكوت الدائم مع قراءة الكتب و غذاء بقياس و الســهر ،
تحــــرك بســــهوله فى العقـــل التعجـــب فــى الأمــــــور ،
إلى أن تحدث أسباب تبطل دوام السكوت .
++السكون يُكســــــب الحكمـــة و يجمــع الحــواس للمعــرفة .
++من دون الســـــــكوت ما يتواضع القـــــلب ..
و من دون تواضع القلب ما تتوقد فى القلب
الحركات المتواترة
و من دون هؤلاء جميع أعمــال المتوحــد هى تــراب ورمـــــاد .
++المتوحـــــــــــــــــــــــد : الذي من بعــــــد أعمـال نشيطة
أهــــل لطفوليـــــة
المعرفة و تخلف عقله عــن تركيب الكــلام
و انتهض فيه صمت السر الجديد –
هذا قد استحق بالحقيقي أن يرتـــل مع الملائكـــة خفيـــــــاً .
3- حفظ الحواس
+ قال يوحنا
التبايسى :
المتوحد المبتدئ :
إن لم يعود نفسه أن
يسكت حواس جسده ـ بل يتكلم بلسانه مع الأخوة
أو خادمة و ينظرهم
بعينه و يسمع بأذنيــــه
– فما فائدته من الحبــــــس ؟!
+ من ضبط الحــــواس يولــــــد ضبـــــط الفكــــــر ..
+ من أعدم نفسـه الأمـــور الهيـولية و لم يتجـــرد من فعـــل
الحـــــواس
– أعنى النظر
والسمع و الكلام– فقد جلب لنفسه حزناً و ضيقاً متضاعفاً
لان تخايل الصور
التى تكون بالفكر يضر الانسان و يــؤذيه بدون الأمـــــور ..
و إن كان تخيل الحادث
حدوثاً عقلياً يسبب للإنسان وجعاً خلــواً منهــــــا ..
فماذا نقول فى نفس
الأمر الموجود القريب ؟!
علاقة
حفظ الحواس بجمع العقل
+ يتشتت العقل بخدمة الحواس عن اللذة بالله ..
و
إن كانت الشــــهوة هى ثانيـــة الخــــواص ..
فليصمت
الآن الذين مع مباشـرة الحــــــواس
يعدونك أنهم
يحفظون العقل ..
+ ترتيـــــب الحــــواس و حفــــــــظ القــــلب
يتقدمـــــان ســــيرة العقــــــــــــــــــــــــل ..
+ نضبط حواسنا من الطمـوح فى الأفعـال التى تطيـش الفكـر و
تشتته
لكى نتمكــن من حبس فكرنــا داخل قلبنـا بذكر الله و نظــر مجــده ..
+ هذيذ الضمير ينفع اذا ما ترتبــت الحواس و هــدأت ..
و
بالسلامة و الود ارتفعت الأفكار والعقل و الضمير ..
+ فإن كنت أن تنقبض من طياشة الأفكار و تجد
فسحه للصـلاة بعقــلك ..
اجمع ذاتك من
الهيولى والاهتمام
بالأشياء وطموح و طياشــة الحــواس ..
لانه كلما ينقص هؤلاء
يوجد للصلاة الطاهرة موضع وفسحه من الطياشـة..
+ متـــــى انجــذب العقـــل مع الحـــواس أكــــل معهــــا غــــذاء الوحـــــوش ..
أما متى انجذبت
الحـواس مع العقـــــــل فانها تتناول معه طعام الملائكـــــة..
علاقة حفظ الحواس بالقلب
+ الحواس الخارجية هى :
كالكاتب الذى يجلــــس
و يكتـــب كتاب القلب .
و أما الفسحة التى
ينقـــل منها القـــلب فهى
الأمور العالمية
المحيطة و الملاقاة مع الآخرين
سواء النافعــــــة
منهــــا أو المخســـــــــــــــرة
و هـــــــــــذه اما
تسبب الحيـــــــاة أو المــوت ..
+ الحواس الخارجية هى : الفــلاح الذي يفـــلح أرض القــلب ..
أما
البـــــــــــــــــذار فهي : ما
يلتقطه من أفواه و أفكار الناس
ســــــواء
أكــــــــــــــــــــــان زوانـــــــــــــــــاً أو حنطــــــــــــــــة..
و الذي
يزرعــــــــــــــــــــــه الإنســـــــــــــان إيــاه يحصــــــــــد..
+ الحواس الخارجيــــــة : أنهــــــر القــلب التي تســــــــــقيه .
و حسـب نـــوع
المـــــــــاء الوارد من الحواس يســقى القـلـــب
إن كــــــــدراً
أو رئقـــــــــــاً مــــــــــــــــــــــراً أو
حــــــــــــــــــلواً..
+ الحيـاة بالله هى : سـقطة الحـــواس و حلـوهـــا.
فإن
القلب إذا ما عاش انهــــدم منــار الحــــــواس
و نشــــــــؤ
الحــــــواس مـــــــوت للقـــــــــــــــلب..
+ الــــذي ماتـــــــــــــت أعضــــاؤه الخارجيـــــــــة
فقـــــد عاشــــــــــت أعضــــاؤه
الداخليــــــــــة.
+ المنحـــل بحواسـه هو أيضـــاً منحل بقلبـــــه.
و المنحـــل بقلبـــــه هو أيضــــاً منحل
بحواسه
لان التدبــــير البـــرانى هو يصــون الجـــــــــواني
و التدبـــــير الجــواني هو صيــانة للبـــــــــراني..
+ ما دامــــــت الحــواس تباشـــر الأشـــياء
لا
يقدر القلب أن يهدأ من تخايل تذكارها..
+ هدئ حواسك الخارجيـة حتى يمكنــــــك أن تهـــدئ الداخليـــــة .
+ لا تطلب سلامة القلب ما دامت الحواس تطيش و النية تنخس...
علاقة حفظ الحوا سبالنقاوة
+ حفظ الحـواس يقطــــــــــــــــــع
الخطــــــــــــــــــــــــايا ..
و حفظ القلب يقطع الآلام التى هى أباء و والدة
الخطايا ..
لان الإنسان هو
الــــذي يجـــلب لــــــــذاته الحــــــــــــــرب
بمجــــاذبة الأشــياء
الموضوعـــة تجــاه حـواس الجســد ..
+ بمقـدار ما تكـون حواسك حيه عند مباشـرة
العـــوارض
فعلى ذلك الحـــد
احســـب نفســك مائتـــاً مـــــــن الله .
لان لهيب الخطية ما
تخلف عنك.
+ النفس من الاضطراب الذى يلاقيها من الخارج
(عن طريق الحواس)
ما تقــــدر أن
تتأمــل ذاتهــا فى الحــروب المتحـــركة عليهــا خفيــة ..
و أما فى السكوت و
الهدوء فتقدر على الفتك بما يتحرك من الداخل ..
+ الحواس المتعففة :
تـــولد
الســـلامة للنفـــــــس .. و لا تتركها تأخذ تجربة الأمور
و قلة أخذها الإحساس بالأشياء و الأمور هى الغلبة بلا جهاد ..
+ حفـــــظ الحــــــواس و ترتيــــب الأعضــــــــــــــاء حســـــــناً
يولدان حيــــــــــــــاء و اســـــــــــــــــتحياء
الأفكــــــــــــــــــار
و ضميـــــــراً
نقيــــــاً من غــــير جهـاد ..
+ الحواس التى تداوم الطياشة فى أشياء كثيرة وفى
كثيرين
ما
تقـــــــدر أن تقتنــــــــــى ضمــــــــــــــيراُ
متعففــــــــــــــاً..
+ اغلـــق أبواب حواســك لئــلا يدخـل اليه شـوق هذه الدنيــــا
فيســـــــــــــــــــــــرق كنـــــــــــــــــــوزه المخبــــــــــــــــــأة
+ إن كان الشيء الذى تقبله الحواس ليس داخلنا
ابن جنسه
لكى
ينيحــــــــه فللحـــــــــال يمضــــى كالخــــــــــــــــــــاطر ..
فلهذا ممدوحة
جداً جودة النفس اكثر من جمــيع الفضــــائل.
فوائد أخرى لحفظ
الحواس
+ الآباء القدماء :
شــــــبهوا نفــــس
المتوحــــــد بعـــــين المـــاء...
كلما كانت هادئة من كل
طنين السماع و النظر
فبصفاء ينظـــر
المتوحـــــــد الله و ذاتـــــــــــــه...
و إذ ما قـــــرب من
الســـماعات و النظــــــــــر
ــ يســبب الاضطــراب
الذي تقبــــله النفــس ــ
+فإنه يشـــبه إنســـــان يســــير في
الليـــــل
إذا ما إنفرش الضباب
على الجو و لا ينظر قدامه
اى ســــــبيل و
بســــــهولة يتـــــوه و يضـــــل ،
فــــــــــإذا ما
هـــــــــــــــــدأ مــــــع نفســــــه
يكــــــون كمن
تهــــــــب له ريــــــح حســـــنة
و يصــفو الجـو فـــوق
رأسه و ينـــير قـــــــدامه..
فينظـــر
ذاتــــــــــــه و يتمـــيز كيـــف هــــــــو
و الى أين ينبغــــــى
له أن يذهـــــــــــــــــــب
و ينظـــر مـــنزل
الحيـــــاة مـــــن بعـــــــــــــد ..
+ اجمع بصرك من كل منظر حتى تتفحص في خالقك وعظمته.
+ كلما أغلقنا على الحــــــــــــــــــــواس و حفظنا ها من الملاقاة
و من
دخول تيارات غريبه الى القلب_ فاننا نستنير فى الصلاة ..
+ إن حفظت عينيك و أذنيك لئلا يدخل ماء كدر إلى نقاوة نفسك
فانك لا تخطـــــــئ بلســـــــــــــانك...
كيف تحفظ الحواس ؟
+اغصب نفسك أن تثبت في قلايتك في الســـــــكون ..
و تحقق أنه طالمــا أنت فيهــــــــا حواســك
مصــــــانة
و أفكــــارك و حـــــــــزن قلبــــــك
محفوظــــــــــــــــان ...
تكون شــيئاً آخــر
غير ما أنت عليــه في كل أمــــورك ..
+وأما
الحواس فما نقدر أن نقمعها من الطموح بالكمال
إن لم يكن للقلب عمل خفي الذي هو بلد الســـكون
..
+ الجــــــــــــــوع يعين على ضبـــــط
الحـــــــــــــــواس
و الحزن الجواني لجــــــــــــــــــــــام
الحـــــــــــــــواس ..
+لا تلتمس نوراً في نفســك خلواً من زوال
الاهتمــام
و لا ســـكوناً و هـــدوءاً مـــع تســـــيب
الحــــــــواس ...
و لا قبضـــــاً للحـــواس مـــع تــــــــواتر
الأشـــــــغال.
+ إلى أن تقتنى النفس ســكر الإيمان بالله
بإحساسها بقوتــه –
لا ضعف الحواس تشفى و
لا بشجاعة تستطيع أن تطأ الهيولى ..
+ الذي يحترس فيما
يخصه ..
و يضبـــط ذاتـه من أن
يصبـــح دالة جاهــــــلة مع نفســــه
أي يقتنى في قلايته
عوائــــد جيــدة مـــــــع جســـــــــده .
و جميع أعضاءه باحتراس
متعفف متوسط الجلوس العفيف
و حسن ترتيب الأعضاء.
+ معروف أيضاً إنه :
إذا اتفق و وجد ذلك
المتحفظ خــارج قلايتــــه فإنـه
يتـــروى على جميـــع
أعضـــائه بحيـــاء نظــــــــــره ،
و يقتنى تلك الصيانة
بسائر حواسه لأجل تأسيس
العـــادة التي
اقتنـــــاها داخـــــــــــل قلايتــــــــــــه .
4 ـ الحبس فى
القلاية
حث على الوحدة والتجلد فيها :
+إذ كان الفاضل فى العشـــــــــــــــــرة ..
فالعـــــــــــــابد فى
الوحــــــــــــــــــدة
إن
الطـــــــــــــــــــــــــائر يسرع الى و كـــره من كل مكان ليفـــــرخ ..
و الراهب الحكيم ذو
الإفراز يبـادر الى قلايته ليضع فيها ثمر الحياة ..
+ كمـــــا أن :
بجلوس الطير على البيض
يسخن و يصنع فراريج السلام
– هكذا أيضـــاً
المتوحــــد ما دام فى ســـكون القـــــلاية
هو مثل البيضة و
النعمة تحل عليه و تحـــوم مثــــل الأم ..
و بالحــب الإلهـــــي يســـخن و يحـــــــتر بالــــــــــــروح ...
+اما
الذى يبعـد نفســـه بإرادتــــه من تحـــت
النعمـــــة
و يطيــش و يتشــــتت
بالـــدوران فانه يـــبرد و يـــــرذل ..
+أصعب الجهاد هو الصبر على الوحدة و الرضا بما يدبره الله.
+اعــدد
نفسـك للجهـــــــــاد
مع الآلام و الشـــــــــــــــياطين ..
و لا تضجــــــــر
إذ ما انضربت و
أخذت الجراح فى وجهك فى كل مدة مجاهدتك ..
و لا تهـــــــــرب مـــــــــن قلايتـــــــــــــك
كمغــــــــــــــــــــــلوب ..
بل انتظـــــــــر بالصـــــــبر و الرجــــــاء
الحقيقـــــــــي الغلبـــــــة
التى يعطيك إياها
ربنــا فى الســكون من بعــد مـــدة جهـــادك ..
+إن العــــــــدو – أكــــــــــثر مــــــن
كـــــــــــل شـــــــــيئ –
يتحيل أن يخرج
من قلايتك لاجل قلة صبرك فى وقت المعركة ..
+ و لأجل أن الشيطان :
دفعة واحدة قاتلك
بالضجر و غلبك و أخرجك من قلايتك كفاشل -
هو أيضاً خارج قلايتك
يقهرك و يعوقك و يعطلك عن عمل كل صلاح ..
فوائد الحبس فى القلاية :
++ إعلم أيها المتوحد أنك :
من حين تحبس فى قلايتك
للتنعم بمحبة ربنا و لتكميل وصاياه
_ تعطى لك قــوة لحفـظ
بعــض الوصــايا التى تســاء عملهــــا_
+و
عن الوصايا الأخرى التى لا يمكنك عملها
أجـــــرك
محفــــــوظ عنــــد اللــــه لاجــــل
حزنك على عدم
عملها و عدم اقتنائها ..
++ و إعلم أنك فى قلايتــــك يمكنــــك ان تعمــــل بالوصـــايا ..
و أما خارج القــلاية
فلولا هذه الإرادة لمحبة الفضيلة تثبت فيك
اذ تشـــتتها
المحــــادثات البشـــرية و اضطــــراب الاعمـــــال ..
++ الجسد المنفرد يصــلح لعمل الفضيلة ..
إذ أن منه يقتنــــى
ذهـــن مجمــــــــــــــــوع
و ضمــير هـــــــــــــــادئ
و أفكـــار غير مضطــــربة
بمناظــر العالـــــــــــــــم ..
++ الوحـــــــدة تشركنا مــــع العقل الالهى ..
و نقاوة
الضمير تدنينـا فـــي أسرع وقـــت ..
++ إعلم أيهـــا الأخ :
إننا لهذا السبب
ينبغى أن نكون داخل القلاية ..
وهو لكى لا نعلم
بأمور النــــاس الرديئــــــــة ..
بل يكون كل البشر فى
أعيننا صالحين وأفاضل ..
++ ينبغى لنا جداً الجلوس وحدنا
لكى نبكى و ننوح على
أيامنا جازت فارغة و اضمحلت باطلة ..
التى و ليس أحد ينفعنا
فى وقت الموت لا أخوة ولا أصـــدقاء
..
++ ان لم تســتطيع ان تكـون مثلنــــــا
اجلس فى قلايتك و
ابكي على خطاياك ..
هكذا قال السائحان
للقديس مقاريوس
لاجل تجربة حــــروب
الشـــــــــــياطين
اجلس فى قلايتــــك فى
الســــــكون ..
+الصلاة يتقدمها الخلوة.. تكون الصلاة بالقلب المنفرد
ـ أي
بالخلـــــوة و الانفــــــراد لأجـــــــل الصــــــــلاة ـ
لكى ما يكون لنا
بالوحـــدة مكان نتحدث فيه مع الله ..
+و
أيضـــاً يتقدم الخــــلوة رفـــــض
العــــــــــــــــالم ..
و إن لم
يتـــــــــــــــــــــرك الإنسان العـــــــــــــــــالم
و يتعــــرى من كـل
مـا له ما يقدر أن يتوحـــــــــــد ،
+ إن
لم يبغض العالم ما يصبر على عدم مفاوضتـه و نياحه ..
و لا يقدر أن يختار له
موضعاً موحشــاً خالياً من الســكون ..
مضار طياشة الجسد
+ إن طياشة الجسد
تفك لجــــــام الحــــــواس
و تطلقهــــــا من رباطهــــا
بعد إن
كانـــــــت خاضعـــــــــــــة منقبضـــــــــــــــــة ..
و إن سالت وقلت : ماذا يحدث الآن من هذا الأمـــر ؟
أجبتك :
أن من ههنــــا تأتى أمـــــــــور شــــــــــــــنيعة
لم تخطر على بال
تقـــرب أمكنـــة الزلل و الســـــقوط ..
و مصـــــــــــــــــــادمة
ملاقـــــــــــــــاة ســـــــــــمجة ..
و لهيب العيون الكائن من النظر المسئول على
الجسم
و الجامع فى القـــــــلب زلات
ســـــهله بالفــــــــكر ...
و أفكار غير ممكن انضباطها مسرعه نحو
الســــقوط ...
و فتــور الاشـتياق إلى أعمـال الله عـز وجل ...
و الاســترخاء قليــلاً فى إفــراز الســــــكون
و فى استيفاء القــــانون بالكمــــــــــــــــال
و تجـديد الشـرور القديمـة التى نســـيت .
و تعلم أشياء أخرى لم يكن الانسان يعرفها
من أصنـــاف المناظــــــــــر
و الســــــماعات
التى تلــــم بــــه
دائمـــــاً من غـير إرادتــــه
بسبب انتقاله من موضوع
الى موضـــــــوع ..
+فالأولى بنا جداً ألا نتزعــزع من مكان ســكوننا
و ننزل الى حيث تتوجه
لنا العــوارض بســــهوله
و لا نصلح لنا أسباباً
و حججاً كي نخرج من البرية ..
لان هذه مكيدة
المحتـــال ظـــاهرة ..
قوانين الحبس فى
القلاية :
+ لست أقول هذا عن :
الــــذين يمســـــكون
الســــــكون بالاســـــــــم
و لهــــم من يدخــل
اليهـــم و يخــرج كل يــــوم _
+ بل عـــــن الذيــــــن يسدون بابهـــــــــــــم
و لا يفتحـونه من يــوم الأحــد الى يوم الأحــــد ..
و ما لهـــم مـــع احـــد حديــث و لا
مفاوضـــــه ..
و لا يصـــــــادقون و لا
يلاقــــــــــــــــون أحــــــد ..
و لا يحضرون الأعياد و
الكنائس حيث الجماعات ..
ثبات داخل القلاية ..
+ و من غـــــير ضـــــرورة لا يخــــــــرج منهــــــا ..
ما خلا للصـلاة أو
التنـاول من الأسـرار يوم الأحـد
أو لأمـــــــر
ضـــــــــــروري للجميــــــــــــــــــــع ..
+ و لا يفسح لأحد من الناس أن يعــبر إليـه..
و لا تكــون قلايتـــــه مـــزاراً
لكثـــــــــــــيرين ..
و إن أمكن و لا من الطـــاقة يتكلــم مع أحــد
..
ما خـــــلا
مفاوضـــــــة شــــــــيخ واحـــــــــد
مشــــهود له بحســن
الســـــــــــــــــــــــيرة
و معــــرفة
عمـــــــــل الســــــــــــــــــــــكون ..
و معه فقط يتكلم لكى
يتعلــم تدبير
الواحـدة ..
+ و يكون مجتمعــاً الى ذاتـه فى كل وقـــت ..
و يكــــون غــــير معروفـــــــــاً بين
النـــــــــاس
و لا مرتبطـــــاً مع أحـــــــــــد
بمرافقــــــــــــه ،
و لا يكــــــــون لــــه تعلــــــــــق
بإنســـــــان ..
و يكون موضع سكناه هادئاً و يهرب من الناس ..
+ اظهـر للعــدو صـبرك فـــي الصغـار لئـلا يلتمــس منـك الكبـــــــار
..
+ لأن من لا يطيـــع العــــــدو
و لا يخرج من مكان ســـكونه و هــــدوئه و لا
خمــــس خطـــــــوات ـ
كيف يرضـــى أن
يخــــرج من البريــــــة أو يدنــــــــوا من قــــــــرية ؟!!
ومن لا يتسامح أن
يتطلع من طاقة قلايته كيف يطيع ان يخرج منها ؟!!
الحبس فى نظام القديس
مقاريوس
+ لأننا نعــــلم من الكتــاب الـذي وضعـــه القديــس مقــاريوس :
إنه بالكليـــة لا
يخــــرج الأخ المبتــدئ من قلايته فى وسط الأسبوع
و لا يزور أحد أخاه
أيضاً .
+بل فى يوم الســبت
يخرجون من قلاليهـم
وقت العشاء و يأتون الى المجمع و هم
صيام ..
+ لان طــول السـنة صيفـــاً و شـتاءً كانوا يتقربـون عشية
الســبت ..
و لما كان الاباء و الإخوة يخرجون كانوا ـ
يقطعون عليه بحكم صعــب ..
و من بعد مــــــــا يتقربــــــوا
يدخـــــــــــــلون إلى المائــــــــــــــــدة ..
+و من بعد الأكل يقفون للصلاة ليلة الأحد ساهرين بلا نوم العشية
الى باكر بخدمة
المزامير و التسابيح و قراءة الكتب و تفاســــــيرها
و أســئلة الأخوة و
أجــوبة الشـــيوخ و يترتبـون منهــم بالوعــــــــظ ..
+و ما كانوا يعطون فسحة للشيطان و لا لأحد من الأخوة المنحلين
أن
يتكلــــــــم كلمــــــــــة تجلــــــــــب خســــــــارة لأحـــــــــــد ..
و لا يثلـب أحـد
رفيقــــــــه و لا أحـــــــــد يحــــــــــرك خصـــــــومه ..
و لا أحـــد يجلب
ذكــــــــر شـــيئ من العالم أو من سيرته البطالة
لكى لا يتــأذى أحـــد
من الإخــــــوة الحريصـــــــــين ..
+بل إن كان أحد يتأذى فى قلايته اما من ضجر أو قتال ـ
عندما كان يخرج الى
المجمع كان ينتفع بمنـظر الابــــاء
و يحــــــــتر بالغــــــيرة
كمـــــــــا بنـــــــــــار عنــــــــــدما
ينظر أعمال الاباء و
يسمع كلامهم و يشاهد فضائلهـــم ..
فيتزود بمنفعة عظيــم
و معــونة فى العمــل و الجهـــاد
فى حبسـه مما نظــر و
ســـمع ..
+ و مع أن هذه المعونة كلها كانت تصير من اجتماعهم ليلة الأحد ـ
الا أنهم ما كانوا
يفســحون للإخـــوة أن يخرجــوا وسـط الأســبوع ..
+و
أما فى زماننا هذا العادم من الاستقامة
الذى بــــرد فيـــــه
الحــــــــب و الحـــــرارة و عــــدم التحفـــــظ ـ
ففى كل وقت نخرج الى
المجمع نوسق خسارة ليست بقليـــلة
بســـبب كلامنــــا
الباطـــل و لا تكـــون فى صلاتنـــا قـــــــــــــوة ..
و إن كان فينــا
إخــوة حريصـين يتشــتت حرصهم طول الأســبوع
بسـبب الكـلام الردئ
الذى يسـمعونه من المعتــادين الانحـــلال ..
معذور المتوحد اذا
يفتح قلايته للطارقين :
+ فى أوقات كثيرة يتفق وسط ساعات النهار أنه :
لو أعطيت للمتوحد مملكـة الأرض
ما يطيـــع أن
يخــــــــرج مــــــن قلايتــــــــــه فى تلك الســــــــــاعة ..
و لا يرى أن يدق له
أحد .. لانه قد اتفق له وقت التجارة و الريح بغته ..
فلا يلم أحد المتوحد فى الأيام التى يمســك فيها قانـــون الحبــس
+اذ
مــــــا تعطــــــل عـــن الصــــــــلاة الجامعــــــــــــة ..
و إذ اتفــق أن
يأتيــه إنسان و يــــدق بابه و لا يجيبـــه ـ
فليرجـــــع مـــن
ســــــــاعته و لا يلــــم أخـــــــــــــــاه ..
لانه ما يعــــرف فى
أي أمـــر هــــــو فى تلك الســاعة ..
لان قلاية المتوحد هى مغارة الصوان ـ حسب قول أبائنا ـ
حيـــث تكلـــــــم
اللــــــه مــــع موســــــــى ..
5 ـ بعد السكن
للبعد عن أسباب الخطية :
+ صعب هو جداً و خطر بالحقيقة الجهاد الذي يكون بواسطة الأمور
ـ و لو كان المحارب فاتكاً
و شجاعاً جداً . لان الأمــور اذا ما كانـــــت
قريبة من الإنسـان
حركــت عليــه القتــال من غير معاندة الأعـــداء .
و الخــوف و الرعــب لاصقـــان به . و السـقطة ســــهله عليـــــــــه.
+ و على الــــدوام :
للعدو عليه سبيل فى كل
وقت يضطجع فيه أو يعرض له إهمال قليل ..
+ لان الانســـــــان هــــــــــــــــو يجـــــــــلب لذاتـــــه
الحـــرب
بمجـــاذبة الاشـــياء
الموضـــوعة تجــــاه حــــواس الجســـد ..
+ و لهـذا لما عرف القديسـون القدمــاء الذيـن
ســــــاروا فى
هذه الطريق أنه
ليس فى كل وقت يكـون العقل فى صحـــة
و يقدر أن يثبت فى
رتبــــة عــدم الميــالة محتفظـــــاً بذاته ...
لهذا بحكمة تمـيز
الأباء و تسلحوا بالتجرد مثل ترس لانه يُعتق
من جهادات كثيـرة
وينجى.. و
لذلك هربوا الى البراري و القفار.
حيث لا توجد الأمور التى هى أسباب السقطة غير موجودة ..
و لهذا استطاع كل واحد
منهم أن يكمل جهاده فى السكون ..
حيث لــــم تجـــــد
الحــــــواس فرصـــــه لتكــــــون خصومــــاً
فى
الجهـــــــــــــاد بمصــــادمة الأشـياء المؤذيــــــــــــــــــة ..
+ كم مــــن نفـــع و معـــــونة يحـــــدث للــــذي هــو وحــــده ...
و لو أنه كل يوم يسقط
مــــــــن الضغـــــــــــــط بالأفكـــــــــــــار
الا انه
كل يوم ينهض ويقوم .. ولذ كل يوم يتغلب كل يوم يندم ..
+ إن الانسان ـ من انفصــــــــاله عــــن العــــــالم و
عـــن أمـــــوره ـ
ينسى سريعاً عوائده
الأولى و ما يتعـب فيما بعـد عنه زماناً طـويلاً ..
+ إما القرب من العالم و من أسبابه فانه يرضى بسرعة فكر المرء ..
لان أســــباب
الاســــــترخاء اذ ما بعـــــــدت عــــن الإنســـــــــان
لن يتكبــــــد
مشـــــقه كثــــــيرة فى القتـــــــال المتضــــــــــــاعف
أعنــــــى
الـــــذي من داخـــــــل و الـــــــذي من خـــــــــــــــارج ..
اذ ما نغلب بالفكـــر
ـ و كان الشيئ قرب ـ ســقط أيضــاً بالفعــــل ..
للبعد عن العالم و الناس .
+ ما نقـــــــدر إن ســـكنا مع كثيـــرين الا
نلقـى إنســـــاناً
هذا المتوحد الذى جعل مسكنه خارجاً عن مناظر العــالم ..
و طلبه فرديه له فى
صلاته ـ شـــهوة العــــالم الجــــديد ..
لا يعيـــش مع
النـــــاس لأنــــه لم يعـــد يعــرف لغتهـــم ..
لانه قد أهل للغة
الملائكـــة و بهــــا يرتـــــل خفيـــــــــــاً ..
للسكون من الأفكار :
+كما إنه لا يمكن أن تنقى نظرة القائم إلى جانب الدخان
إلا إذا ابتعــــد
عـــن المكــــــان و فـــــــــر من هنـــــاك...
هكذا لا يمكن أن نقتنى نقاوة القلب و السكون من الأفكار
بدون الوحـــــدة
المبتعــــدة عـــن دخـــان هــــذا العــــالم
الذي يبخــــر قـــدام
الحـــواس و يغــشى عينـي النفــس.
+ إن كنا في سـكن النــــاس أفكــار النـــاس
تحــدث لنـا ..
و إن كنـا في القفـــــــــــــــر أفكــار القفــــر تحــــدث لنـا ..
ما هي أفكــــار
القفــــــــــر إلا حركات تخرج من قلب مائت ؟!
+ البريـــة القفــرة ـ لأجــــــل الهــــــدوء الـــــذي فيهـــــــا ـ
تتقى ميتــوتة
القــــلب و تخضــــع العقـــل و تخلطـــه بالله
لأجل الشـخوص و
النظـــر الدائــم إليه ضرورة ليلاً و نهـاراً ..
+ لأن نظر القفر بالطبع يميت من القلب الحركات العالمية
و يجمعه من تواتــر الأفكــــــــــــــــار..
+و إذ كنا بحركاتنا موتـى عن العـــالم
فلا يمكن إلا أن نتحرك
بالله بالضــرورة ..
+لأن
ســـــكون الحـركات العالميــــــة
يُعطى فسـحة و
موضعاً للتحرك بالله ..
+ بحسب موضوع تصـــرفك تنقص أو تكـــثر أفكـــــــارك ..
كل الآبـــاء
القديســــين مــن أجـــل إنقــاص المجاهــدة مع الأفكــــار
ـ الذي هـــــــو
القيـــــــام مـن الســــــــقوط فـــي الطياشـــــــــــــــة ـ
جعلوا مساكنهم في
المواضع التي تسبب نقــص الأفكــار لا كثرتهــا ..
+ و إن كنت تقول ليست لي مقدرة على الحبس دائماً بلا انقطاع ..
و لا على البعـــــــد
الكلي عــن العــــــالم بالســـــكن المنفــــــــــــــرد ..
فإن كان هذا هو حالك
يا أخي فلا تطلب الشيء الذي ما يحظى بوجوده
إلا المنتصر فوق بما
يفوق العالم الذي هو السكون من تواتر الأفكــــــــار ..
و قيام العقل دائماً
بالله ..
+ إعلم أنه :
حيث تعدم انس الناس
ببعدك و تفردك عن المسكونة ـ
بعـــــزاءات
متــــواترة يفتقـدك الله في جميـع أحــزانك
و تحــــس هـــــذا
الفعــــــل فــــــي نفســــــــــــــك ..
ليس يهمل إلهنا الصالح
الطيب من+ لأجل اســــمه +
يزدرى و يــــــترك
الآبـــــاء و البــــلد القفـر و البــــراري ..
سبى العقل و ابتلع
بمحبــــة ذلــك الـــذي أحبــــــــه ..
و صلى فوجد ..
+ إنتهـت من فكره كــــل الأمـــــــور الأرضيــــــــة ..
و صــــار متوحشاً عـــــن المفاوضــة البشـــــــرية
..
و نسى قصـــــــد هــــذا العـــــــالم
و عـــــــزاءاته ..
+ بمقدار ما يكون للإنسان عزاء بشرى أو من جهة شيء من
المنظورات
فإن عزاء المنظر
الإلهية لا يتوجه إليه إلا لأجل سياسة ما لأجل الجماعة ..
+ واحد من الآبـــــــــــــــاء :
يشهد بهذا أنه توسل و
تضرع من باب هذا العزاء
فسمع " يجـزيك للعـــــزاء مفاوضـــــة
النـــاس "
+ و آخـر كان بهذه الصفة ..
فعندما كان منفرداً و
متصرفاً تصرف المتوحدين
كان يتمتع بهذا العزاء من النعمة كل ســـاعة ..
و لما اقترب من العالم
التمس على العادة المألوفة فلم يلقه ..
فابتهـــــل إلى
اللـــــــه أن يـــــــــــدله على العــــــــــــــــــلة
قائـــــــلاً : أترى نعمتك يأرب انصرفت عنى لأجل الأسقفية ؟!
فقيل له : لا بل في ذاك الوقت كانت برية و كنت اهتـــم
بك ..
+ فنقول إنه لا يمكن أن يشترك العزاء الروحـــــاني مع العــزاء الجــسداني ..
و لا يتوجـــه الى أحد من الناس إلا لسياسة من السياسات المتقدم ذكرها.
6- التجـــــــــــــــــــرد
التجـــــرد وحث عليه :
+ الانحــلال من الكــــل يتقـــــدم الارتبــــاط بالواحــــــــد .
+بـــادر إلى حــل كل ربـــــاط برانـــــى في
ذاتــــــــــــك.
و حينئــذ تقــدر أن تربط قلبك بالله القدوس
تبارك اسـمه .
+إن الخــــبز يعطـــى للطفـــــل بعـــــــد
الفطـــــــــــــام ..
و الانسان الذى يريد أن يحظى بالإلهيــــات ينبغى له أولاً
أن يتغــــرب عـــن
العــــالم كالطفــــل عـــن ثــدي أمـــه ..
+اذا مـــــا أردت أن تدنــــــــو من اللـــــــه بقلبـــــــــــك-
اظهـــــر له أولاً
شـــوقك بتركــــــك الأمور الجســـدانية ...
و هــــذا حتـــــى لا
يرتــــــــزى العقــــــــل بشـــــــــيئ
لا بنظـــــــــر و لا
بســــــمع و لا بهـــــــــم الاشـــــــياء
و لا بفســادها ولا
بتدبيرهـــا ولا بإنســــــان رأســــــــاً..
+ لانه ربــط عقلنـا برجائه فقط ..بالانحـــلال
من الكــــل.
+اتــــرك
الحقـــــــيرات لتجــــــــــــد العظيمـــــــــــــات ..
كن ميتا بالحيـــــاة
و لا تعيـــــــش بالميتـــــــــــــــــوتة ..
+ليس
أحد يشتهى السمائيات
و هــــو مرتبــــط
بهــــواه فى الأمــــــور الجســــدانية ..
لان الشــهوة التى فى الإنســان
من أعمــاله تعـــرف ..
+لا
تطلـــب عـــزاء موضوعــــا
خارجـــاً عــن القــــلب ..
ابتعـــــد عن كل عـــزاء يحــدث بتوسط خدمه الحواس ،
لتؤهـــل لذلك العــــزاء الذى يقتنـــى من الداخــــل
..
+ كل الخيرات و الشرور التي تعـــــرض للجســــــــد ،
فلتكــــــن
عنـــــــــدك شــــــبه الأحــــــــــــــــلام ..
لانه ليس فقــــط
بمــــوت الجســد تنحـــل منهـــــا ،
بل مــراراً كثيــرة
من قبل المــوت تتركك و تـــذهب ..
فإن كل شـــيئ منها
مشـــــتركاً فى نفســـــــــك ،
فاحســــب انه هــــو افتـــــداك الى الأبـــــــــــــــد..
+إن
كانـــت لك قنيـــة ففرقهـــــــا مـــــرة واحــدة..
و إن لم يكن لك فـــــلا تـــــؤثر ان
يكــــــون لــــك ..
+ أزل من
قلايتـــك النعـــم و الفضــــلات لان :
هذا الشيئ يقــودك الى
النســك و إن لم تشــأ ..
لان العـــوز إلى
الأمــــور يعـــــــلم الإمســــــــاك ..
و أما اذ تمكنــا فى
الأمــور و إنفســـحنا فيهــــــا ،
فمــــــا نقـــــــدر
على إمســـــاك أنفســــــــــــنا ..
+ لا تظن أن
اقتنــاء الذهـب و الفضــة فقط هو حب القنية ..
بـــــــل كــــــل ما تعلقـــت إرادتـــــــــــك بشــــــــهوته ..
+ إياك أن
تحـــب القنيــة من أجــل محبـــة المســــــاكين ..
إن
أنت هجرت أمور الدنيا فلا تنازع أحداً فى شئ البته ..
وسائل التجـــــرد :
+ ليس احد
يقدر أن يحصل على هذه المنقبة على الحقيقة
ــ التى هى عدم القنية
ـ
دون أن يقنــــع
ذاتـــــه بأن يصـــــبر عــــلى التجــــــرَّب بمســــرة ..
و ليــس احد يتمكـــن
من احتمــــــال الضـــوائق و الصـــبر عليهـــــا
دون أن يؤمن بأن هناك
شيئاً موجودا أشرف من الراحة الجسمانية ..
حينئـــذ يلــــــم
بــــه فكــــر الزهـــــد ..
+ و من أعدم
نفسه الأمر الهيولية
و لم يتجرد من فعل
الحواس– أعني النظر و السمع –
فقد جلــــب
لذاتــــــه حزنـــــاً و ضيقــــاً متضـــــاعفاً ..
إذ رجع فتنعـــم بها
بالحــواس فيتـأذى و ينفعل بالآم ..
+إذن
فالابتعــــــاد و الوحـــدة أمــــــــر حميـــــــــــد ..
انه يعاضــد جـــداً
لانه يُســـكت الأفكــار بشـــــجاعة
و يفيد بقـوة لاقتناء
الصـبر ..
+إبتعد
عن محبي القنية و عن المشغوفين بالحشد ..
مثلمـــــــــــــــــا تهـــــــرب مــــــــــــن المقتنيــات ..
فـــــوائد التجـــــرد :
+بقدرما
ينعتـق الجســد من رباطات الأشياء
هكــــذا
ينعتـق الفكــــر ..
+و
إن لم ينفق من كل ما يرى و من اقتنائه
فــــلا ينعتق من
الحركـــات التى من أجـــله
و لا يكون بطالاً من
الأفكار التى تظلم العقل ..
+
القلب الذى مات بالحقيقة عن العالم فبالله يتحرك جميعه..
الميتوتـــــــــــــة الحقيقية هى التحـــــــرك بالحــــــــــق ..
+ كلما كان الانسان فى التجرد ـ
فالانتقال من الحياة يتحــرك فى قلبــه كل وقت
على الــدوام ..
+ و
بالحيـــــــــاة التـــــــــى بعــــــد القيــــــــــامة يهـــــــدس
يحدث فى كل وقت و
يتحيل أن يتقنى الاستعداد الى هنــــاك ..
و الصـــبر على فقـــد
كل كرامـــة و راحة ينشــــأ فى قلبـــــه ،
و يحتلــــــج فى
فكــــــره إحتقـــــــــار هــــــــــذا العــــــــــالم ..
+ و يقتنى
قلبًــا شــجاعاً حينئـــذ يجســر على
كل أمر مخــــوف و كل
شـيئ خطــر و ممـــيت ..
لانه و لا من الموت
يخاف اذ انه ينتظره كل وقت ..
+ أما اذا اتفق له سبب أن يحصل بيده شيئ من الأمور الزائلة
اقتناه
بغوايـــة ذلك
الحكيـــم فى كــــل الشـــــرور ـ اعنـــي الشــــــــيطان ـ
تبدأ تتحرك فى فكره
محبة الجسد و نياحه .. ويتفكر فى حياه طويلة ـ
و يحتفــظ بجســـــده
إن أمكـــــن لا تدنـــــوا منــــه آذيـــــــه ..
و من هذا الموضع يتفكر
ويهندس فى حركات الخوف و الرعب ..
+ المتوحد الذى خرج فى اهتمام المنظورات قد نسى وعده
الأول ..
7 ـ جمــع العقـــــــــل .
ما هو جمع العقل؟ الحث عليه .
+ جمع الذهن و سكون الضمير يقال :
إذا ما هذت الأفكار
بالهذيذ الروحاني على عنــاية و سـياسة حكمة الله.
+ الانجماع الحقيقي يُعرف إذا كان العقل منعتقاً من تصور أشكال
الآلام.
+ الطياشـــة تسمى رديئة :
عندما يطيــــش
الذهـــــن فـــي الأمــــــور الجســــدانية العالميــــــــــة...
+أما
الطياشة الجيدة فهي :
إذا طاش العقل بهذيذ
معرفته المخصبة بانتقاله من ثاؤريــة الى ثاؤريـــة .
+ كما أن الهذيذ بالمناظورات هو :
طياشـــــــــة
بالقيـــــــــــــــــــــــــــاس إلى المعقــــــــــــــــــــــــــــولات.
+ هكذا أيضاً الهذيذ بالمعقولات هو :
طياشــــة بالنســــبة
إلى الهذيــــذ بأســــرار معــرفة الثالوث القدوس ..
+ لا يعجب أحد من هـذه انه ليــــس بســـهولة يوجــد جمـع
العقـــل ..
حتى و لا ذاك
الجـــزئي الذي في وقــــت الخــــــدمة و الصــــــــــــلاة ..
لأنه
ليـــس
من أعمــال الجســد فقــــط يكــــــون ..
و ليـــس لأناس مبتدئين.. و لا كيفمــــا
اتفـــق ..
و لا بوقــــت قليــــــــــل يوجـــــــــد
مســـــــتهلاً.
+بل بســـــكون كثـــــير و بعمـــــل القــــــــــلب
يٌعطى لأنـــــاسقـــــد
تركـــــوا العــــالم بالكليــة
وبالكمال قد ماتـوا عن
نظـر الناس و سـماعهم ..
+ لا يليق بالمتوحد أن :
يخرج و ينزل
فكره عن القيام الله لأهم شيء من الأشياء ..
+ الحكمـة الحقيقية هي : النظــــــــــــر باللـــــــــه ..
و النظـــــــــر
باللــــه هـو : صمـــــــــــت الأفكــــــار ..
يجمع العقـل بالبعد
عن الأمور و عـن الاهتمامات :
+إن كنت تريد أن تنقبض من طياشة الأفكار و تجد فسحة للصلاة
بعقلك ..
اجمع
ذاتك من الهيولى و إهتمام الأشياء و طموح طياشــة الحـــواس ..
بقدر ما
ينعتق الجسد من رباط الأشياء .. هكــذا ينعتـــــق الفكــــــر ..
+ هـــــــدئ نفســــــــك من الاهتمام بالباطل لتجد نفسك الفهم ..
+ الفضيــــــــــــــلة هى أن يكون الانسان خالياً من العالم بفكــره ..
+ المبتعد عن العالم هو :
الذى يبغـــض
المفاوضـــة مع أفكـــار و اهتمامـــاً هذا العــــالم ..
+ الذى يهتـــــم بأشــــــياء كثيـــــــرة هــــو
عبــــد كثــــــيرين ..
و الذى يرفض كل شيئ و يهتم باصلاح نفسه هو محـــــب لله ..
+ ينبغـــى إذن للراهـب أن :
يوقف
ذاته لدى وجه الله القـدوس تبــارك اسمه و يكـون شخوصه اليه ..
+ إن كان يؤثر على الحقيقة أن يحفـــظ عقله
وينقى الحــــركات اللطيفة
التى تـــدب فيـــــه .. الأفعــــال الكثـــــــرة تحــدث
اهتمامـــات شتى ..
و الاهتمامات
الكثيرة تولد أفكاراً عزيزة وبهذا يخرج العقل من الهــــــدوء ،
و مــن أن
يكــــــون مرتفعــــــاً عــن كـــــــل هـــــــــم ارضــــــــــــــــي ..
+ النفس التي أحست بالحيـاة التي تفـوق الجسـد
لا تهتــم بما للعالم ..
+ ما هي الضرورة التي تلجئنا إلى أن نبحث عن الله في السماء و الأرض
و أن نطوف
بعقلنا وراءه في الأماكن !!؟
يجمع العقل
بترك الهذيذ الباطل الردئ .
+ إن كنت تخاف من الطياشة ..
اقطــع عنك الهذيــذ الردئ الذي قد أنجمـــع عن انحــــــلال الســـيرة ..
+ المتوحد الذي ما يزجر الفكر أو الذكر الذي يصعد على
قلبه و يسـكته ..
بل
بأمان و يتفــاوض معــه بفــرح و يتجــاوب معه و يخــرج في طلبــه ..
هــذا ســــوق عظيــــــم ...
العودة الى :
السكون عند مار اسحق ـ قداسة البابا شنودة الثالث ( كامــــل )
السكون عند مار اسحق ـ قداسة البابا شنودة الثالث ( موضوعات)
العودة الى :
السكون عند مار اسحق ـ قداسة البابا شنودة الثالث ( كامــــل )
السكون عند مار اسحق ـ قداسة البابا شنودة الثالث ( موضوعات)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق