مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

1- الانطلاق من معرفة الخطية ــ كتاب انطلاق الـروح


إن تحدثنا عن انطلاق الروح  ،
فلعله يقف أمامنا هذا السؤال .
من أي شئ تنطلق الــــروح ؟
ونجيب بأن :
الـــروح وهـــــي عــــــلي الأرض  ،
تجاهد لكي تنطلق من أشياء كثيرة ،
سوف يحـدثك عنها هـذا الكتــــاب ..

غير أن هناك شيئاً آخر :
مهما حاولت الروح أن تنطلق منه علي الأرض  ، فلا أظن أنها تستطيع !
.. ربمــــا الانطــــلاق منه هو إحدى المتـــع التي ننالهــــا في الأبديـــــة ..
فما هو هذا الشيء ؟ أنه :
الانطلاق من معرفة الخطية .
خلقه بســــيطاً نقيــــاً لا يعـــرف خطيـــة علي الإطــــلاق ،
ولا تفاصيـــــــل الخطـــــــــــــايا ، ولا أســــــــــــماءها ..
كان كذلك ، قبل أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر ..
كان في بــــــراءة الأطفــــال ، وربمـــــــــــــــا أكـــــــثر ..
ولذلك حينما أغويت حواء من الحية ، ما كانت تعــــرف ..
كذبت عليها الحية وقالت " لن تموتــا " ..
وقالـــــــت { تصيران كالله..} { تك5:3 }.


وحــواء ما كانت تعـــرف أن هنـــاك شــيئاً اســـمه الكـــذب .
وما كانت تشك في صدق الحية ، لأنها ما كانت تعرف الشك .


كان آدم وحواء
لا يعرفان سوي الخير فقط  . أما الشر ، فما كان يعرفانه .
ولكنهمـا لما أكـــلا من الشــــــجرة دخلتهمــــا معرفتــــه .
دخلت إلي الإنســـــان معرفة جديدة ، هي معرفة الخطية .
بــل معــــارف أخـــــري عديــــــدة ،عكــــــرت صـــــفو .
النقــاوة الطبيعيــة الأولي ، ينطبق عليهـا قــول الحكيم :
" الذي يزيد علماً ، يزيد حزناً " { جا18:1 }.


ولعل أول شيء عرفه آدم ، أنه عرف أنه رجل وأن حواء امرأة ،
وبدأت معـــرفة الجـنس تدخـــل إلي ذهنـــه ، ثم إلي مشــــاعره ،
وعرف أن هذا شئ يخجل منه، فبدأ يغطي نفسه .
ثم عرف الخوف ، فبــــدأ يختبئ وراء الأشجار .


وبمرور الوقت
بدأ الإنسان يعـــرف خطــايا عديــــدة جـداً .
وأصبحت هذه المعــرفة راسـخة في ذهنــه ،
تثير عليه حروباً روحية في بعض الأوقات .


وإن لم يقــع في هـذه الخطـــايا ، قد يقـع في إدانـة غيره عليهـا .
وأصبح الإنسان يعيش في ثنائية الخير والشر، الحلال والحرام .


فمـــتى يتخلــص من هـــذه الثنائية ؟
و متى يرجــع عقــله إلي نقاوتــه ؟
و متى تــزول مــــن ذهنــــــه معرفـــة الشـــــــر .
       سواء أكانت وصلت إليه عن طريق العقل ،
       أو عــن طـــريق الخــبرة، والممــــارسة ؟


متى يتخلص من تذكار الشر الملبس المــوت؟..
     لا أظـــن ذلك يحـدث علي الأرض إطـلاقاً ،
إنما يحدث في الأبدية حسبما قال القديس بولس الرسول
     حينما كان " يسكب سكيباً ووقت انحلاله قد حضـــر"
   { وأخيراً قد وُضِعَ لي إكليل البر } { 2تى8:4 }.


أخـــــيراً سيتكلل الإنسان بالبر…
الـــــــبر الذي لا يعرف خطية ،
والــــبر الذي لا يعرف خطية ..
يتكـــلل بالقداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب .


ولكن متى؟ :
يجيب الرســــول مكمــــلاً حديثــــه عن أكليــل الــبر :
" الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديــان العـــادل .
ليس لي فقط ، بل لجميع الذين يحبون ظهـوره أيضاً "..
إكليل البر هذا ، هو الشهوة التي تنطلق إليهــا الــروح ..


أما علي الأرض، فإننا كل يوم نخطئ، وفي كل يوم نحتاج إلي توبـــة .
ولا يوجد إنسان بلا خطية ، ولو كانت حياته يوماً واحداً علي الأرض


متى ننطلق حقاً من معرفة الخطية ؟
ولا نعرف إلا الله وحده وما يحيط به من نــور، ليســـت فيــه ظلمــــــة البتـــــــة ..
سيكون لك حينما نلفظ ثمرة معرفة الخير والشر التي أكلها أبوانا في ذلك الزمان .
وحينئذ نعود إلي رتبتنا الأولي ..


بل أننا في الأبدية ،
سنكون في حالة أفضل من حالة آدم في الفردوس .
فآدم وحواء كانا في حالة بر، مع إمكانية السقوط . .
أمـــا في الأبدية فســـــوف نتكـــــــلل بالــــــــــــبر ،
الــبر الذي لا توجـــد فيـــه أيــة إمكانيـة للســقوط .


فأن كنا سنصير في حـالة أفضـل من حــالة الإنسان الأول قبــل الســقوط ،
فعلي الأقل سنشابهه في البراءة والنقاوة والبساطة وعدم معرفة الخطية .


سننسى الخطيـــة بكل صورها وكل تفاصيلها وكل ذكرياتها .
ولا تبـــــــــــــــقي في أذهاننـــا إلا إيجابية الحيـاة الروحية ،
في محبـــــة الله ، والتــــأمل في صفـــــاته الجميــــــلة  ،
                      والتــــأمل في الســـــــــــــــــماويات ،
                      ومـــــــا لم تــــره عـــين  ،
                      أو تســــمع بــــه أذن       ،
                     أو يخـطر علي قلب بشــــر .
بهذا تكون الروح قد وصلت إلي قمة انطلاقها .


أما هنا علي الأرض ، فأقصى ما تصل إليه الروح هو
الانطلاق من سيطرة الخطية والمادة والجسد، لكي تحيا طليقة
( تُعتَق من عبودية الفساد، إلي حرية مجد أولاد الله ) { رو21:8 }.


هل شعرت أن روحك وصلت إلي هذه الحرية ؟
هل الحــــــرية هـــي انطـــــلاق الـــــــــروح .
انطلاقها من كل قيد يعوق وصولها إلي الله ..
وكيف ذلك ؟
هنا وأتـــــركك أمــــام هـذه التأمـــــــلات ،
التي كتبت غالبيتها في بداية الخمسينات ،
قبـــــــل دخــــــولي إلي الرهبنـــــــة ...

التامل


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق