مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

2- الانطلاق لمعرفة الله ــ كتاب انطلاق الـروح

2- الانطلاق لمعرفة الله ــ كتاب انطلاق الروح

  أعترف أمامك يا رب أن اتجاهي في الكتابة كان ينبغي أن يتغيَّر .
وأعترف في خجل أمامك أنني كثيراً ما حدثت الناس عن الفضيلة ،
وقليلاً ما حدثتهم عنك، بينما ينبغي أن تكون أنت الكل في الكل....
غير أنني لكي أتحدث عنك، لابد أن أعرفك .
وكيف أعــــرفك  وأنا إنسان محــدود ؟!              
بل كيف أعرفك  وأنت غير المُــــــدْرَك ،
                      و   غير المفحوص ،

أنت النور الذي لا يُدنى منه ، ولا يستطيع إنسان أن يراه ويعيش...؟!
 ولقـــد حــــاولت أن أســــأل قديســــيك الذيــــن عرفـــوك ،
           أو الــــذين عرفـــــوا عنـــــــك { بعض المعرفة }
فاقتربت إلي بولس الرسول الذي صعد إلي السماء الثالثة ، وسألته عنك فقال :
أن الذي سمعه ورآه أمور { لا ينطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم عنها }
                                                                              { 2كو 4:12 }.
وكذلك يوحنا الحبيب الذي رأى بابا مفتوحاً في السماء، وشاهد عرش الله ،
لم يشرح لنا رؤياه إلا في رموز لا يمكن أن تعطي الصورة الذاتية للحقيقة كما هي ..


وأحيانا أسأل نفسي :
أهي كبرياء منى أن أحاول أن أعرفك ،
بينما ما أزال جاهـلًا بحقيقة نفــــسي ،
وما أزال جاهـلاً بكثـير من الأمـور البشــــــرية والمــادية ؟
أن كنت لم أعرف كنه ذاتي، فكيف أعرف خالق هذه الذات ؟
وإن كنت لـــــم أعـــرف بعـــــد ســــــــماءك وملائكتــــــك ،
فكيف أعرف ذاتك الإلهية .


كل ما أعرف عنك ، هو ما تكشـــفه لنا من ذاتــك .
وأنت لا تكشف لنا إلا ما تستطيع ذاتنا أن تحتمله .


لأنك أن كشفت لنا أكثر، ستقف طبيعتنا البشرية مبهورة في دهش ،
وقد وقف عقلنا عن الفهم، وعجزت مفرداتها اللغوية عن التعبير ،
وتعترف أن ما تراه هو من الأمور التي لا ينطق بها .


وأنا أحاول في معرفتك :
     أن أخرج عن نطاق الكتب بكل ما فيها من عمق ،
بل أن أخرج أحيانـــاً عن حــــدود معــرفة العقــــــل ،
     لكي أعطى للروح في انطـلاقها مجالهــا الواسع ،
الذي تفوق فيه في قدراتها وفي مواهبها، وفي معرفته ..
كما أنها تقاسى كثيراً من ضباب هذا الجســد المــــــادي.


  أترانا يا رب سنعرفك أذن في الملكـــوت الأبــــدي ؟
وسننظرك حينذاك وجها لوجه كما قال عبدك بولس ؟
أراني حقاً حائراً أمـــام عبـــارة { وجهـــاً لوجــــه } .
أننا في الملكوت علي الرغم من القيامـــة الممجـــدة ،
وما سنلبس من أجســــاد نورانيـــــة روحانيـــــــــة ،
لابد أن ســـنظل – كما نحـــن – بشــــراً محدودين...
ستكشف لنا شيئاَ عن ذاتك لم نكن نعرفه في العالم ،
فنسر بذلك ونفرح ،
ثم تكشــف لنا أكــثر فأكثر، على قدر ما نحتمــل .


وقد تكشف لنا أكثر فتصرخ نفس كل واحد منا وهي مريضة حباً { كفانا كفانا }..
وتظل أنت توسع في قلوبنا، وتوسع في أرواحنا لنستوعب عنك المزيد ..
وتظل أنت يا رب كما أنت ... غير محدود ، .. ونظل نحــن – كما نحـــن –
على الرغم من اتساعنا ، محـــدودين ، نعـــرف عنـــك بعض المعرفـــة ..
ويطول بنا الزمن في الأبدية .


ونحن نستمتع بمعرفتك ،
نــذوق وننظـــر مـا أطــــيب الــــرب ،
ونكشــف كل حين شــيئاً جـديداً عنـك ،
فنتغذّى بهده المعرفة الحلوة المشبعة ،
ولكننـــا لا يمكنــــا أن نــلم بــــك كلك .
أذن متى نعرفك المعرفة الحقيقيـــة ؟


يجيب ربنا يسوع ويقول
أذن فمعرفتك ليست موضوع سنين أو أيام ، وإنما طريقها هو الأبدية كلها،
الأبدية التي لا تنتهي..


إن كــــان الأمـــــر هكــــذا في الأبديـــــة ،
فماذا نقول أذن عن جهالتنا علي الأرض ؟
أحقــــــــا نحــــــــن نعـــــرف شــــــــيئاً ؟


لذلك أتوســـل إليـــك أيهــا الخـــالق العظـــيم ،
أن تعذرني أن كنت أحدث الناس عن الفضيلة ،
أكثر مما أحدثهم عنك.


فذلك يرجع إلي سببين :
السبب الأول :
هو أنني لا أعرف .
كل ما أعرفــه هو أنني أصــلى إليــك أن تكشـــف لي شــــيئاً عن ذاتــك ،
وما تكشفه لي أخبر الناس به ، لكي يجربوا مذاقة الملكوت علي الأرض .
والسبب الثاني :
هو أنني عندما أحدثهم عن الفضيلة إنما أريدهم أن يعدوا قلوبهم لمعرفتك .


على هذا القلب حتى يستحق أن تقدم عليه السرائر الإلهية .


ونحن بذاتنا
لا نعرف، لكننا نريد بنعمتك – أن نعد ذواتنا لمعرفتك ،
وهذه المعرفــة تــأتي منـــك أنـــت ، بما تكشــفه لنا ،
ولا تأتي بمجهود عقولنا، ولا حتى بمجهود أرواحنا .


أن كل جهاــد عقــولنا وأرواحنــا – مع ضـــرورته –
أنما يدخل في حقيقته تحت معني الصلاة أو التوسل ،
لكي يملأ السحاب البيت، وتشتعل النار في العليقـــة ،
ويكشف الرب ذاته..
وحينئذ يسجد القلب في خشوع، ويرتل في شـــكر:
هذه المعرفة الإلهية هي اللؤلؤة الكثيرة الثمـــن ،
التي من أجلها باع التاجر كل أمواله واشتراها .


ولعله من الأموال التي باعها ،
ما نكنزه في عقولنـــا من معـــارف بشـترية متعـددة تشغل كل أوقاتنـا ،
حتى لا نتفرغ لمعرفتك أنت ،
وحتى لا نجلس مع مريم عند قدميك تسكب في قلوبنا ذلك الماء الحي ،
الذي كل من يشربه لا يعود يعطش أيضاً...
ليتنـــا نســـعي إلي هــذه المعرفــة، ونطلبهــــا بكـــل قلوبنـــا ،
ونجدهـــا في داخلنـا ، في عمــق أعماقنـا ، حيث تسـكن أنـت ،
وحيث هيكلك المقدس الذي تدشن يوم المسحة المقدسة منك .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق