مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

كلمة عن حياة القديس أوغسطينوس

كلمة عن حياة القديس أوغسطينوس
 ولد القديس أوغسطينوس في يوم الأحد الموافق 13 نوفمبر سنة 354 ميلادية فــي مدينة أجستا الواقعة في شمال أفريقيا من أب وثني يدعي باترلسيوس و أم مسيحية تقيه تدعي مونكا .
 و لما بلغ السادسة عشر من عمره عزم أبوه علي إرساله ليتعلم في مدرسة قرطاجنة
و لكنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد سنة قضاها القديس عاطلاً فاندفع لذلك في حمأة الدنس و خــــالط شــــــباناً 
أردياء وسار علي شاكلتهم يفتخر بشروره مثلهم وكان أبوه  يتغاضي عن شروره أما أمه فقد كانت مواظبـة علي نصحه والصلاة من أجله ببكاء و لجاجة حارة حتى عزاها الله عن قرب هدايته بنبوءة أحد الاســــاقفه .
 و لقد نبغ القديس في علم البيان و الفصاحة فأنشأ في قرطاجنة مدرسة لتعليم الفلسفة ثم عزم بعد ذلك علي المضي إلى روما فسافر بعد أن خدع أمه التي لم تكن موافقة علي سفره ، و في رومــــا أخذ القديـــــس في تدريس الفلسفة و انضم إلى شيعة ماني و لكنه لم يلبث أن ترك هذه البدعة بعد أن سمع رئيســـــهم فيستوس يخطب أمامه بعبارات فصيحة و لكنها جوفاء عديمة المعني .
  و في هذه الأثناء طلب حاكم ميلانو من القديس أن يذهب إليه ليقوم بالتعليم هناك
و كان هذا بتدبير من الله الذي جعله يلتقي بالقديس امبروز فأحبه القديس لا لأنه كان أسقفاً ، و لكن لأنه كان أنساناً حكيماً صبوراً فكان يسمعه لا بروح العبادة و لكن بروح الفحص ليختبر فصاحتــه و من هـــذا الطريق أشرق ذلك النور الذي أضاء علي عقل القديس .
  و عندما كان القديس في ميلانو لحقت به أمه و كانت تعظه ليعيش عفيفاً إذ كان هو يعتقد أن العفة أمر مستحيل عليه و لكنه لم يلبث بعد أن سمع عن إيمان بعض الوثنيين المشهورين و رهبنة اثنين من ندمــــاء الملك أن اجتمع بصديقه القديس اليبوس فصلي كل منهما علي انفراد .
ثم فتح القديس رسالة بولس الرسول إلى رومية 13:13 التي جاء فيها (لا بالبطر و السكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام و الحسد و لكن البسوا الرب يسوع المسيح و لا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات ) فأضاءت هذه الآيات الطريق أمامه فآمن و كان رجوعه إلى الحق في أغسطس أو سبتمبر سنة 376 م وكان قد بلغ من العمر 32 عاماً .
 
و لما علم صديقه اليبوس بإيمانه آمن هو أيضاً و ذهب معه إلى مونكا أمه و أخبراهـــــــا بإيمانهما ففرحت لذلك فرحاً عظيماً و ازداد فرحها عندما علمت بأن ابنها قد نذر نفســـه للعفة و تأهب لقبول سر المعمودية بعد أن ظل هو و هي و اليبوس و بعض تلاميذه مدة من الزمن خارج ميلانو يمارسون أعمال التوبة ويتأملون في الحقائق الإلهية.
و كان عماد القديس في سنة 387 م في الصوم الكبير علي يد القديس امبروز .
  بعد ذلك أصطحب القديس أمه و سافر إلى شمال أفريقيا حيث ماتت أمه في مدينة أوستيا فغادرها و ذهب إلى روما ليعظ اتباع ماني ، كما ألف كتاباً أثبت فيه أن الإنسان
حر الإرادة  و لما دعاه أحد أشراف بونا ذهب إليها تلبية لدعوته و كانت شهرته قد ذاعت فرسمه فاليربوس أسقف تلك المدينة كاهنا فبني ديراً بجوار الكنيسة للرهبان و آخـــــر للراهبات.                                     
و كان لعظات القديس أثر بالغ في نفوس الشعب فأحبوه من أجلها كما أمدن مؤلفاته ضد المانوية كان لها أكبر الفضل في تقويض أركان بدعتهم .
 و في سنة 395 م شاخ الأسقف فاليربوس فرسم القديس أوغسطينوس أســـقفاً و أعــده ليكــــون خليفته ففرحت بذلك الكنيسة فرحاً كبيراً و اغتاظ الهراطقة فكانوا يطوفون ببيوت المؤمنين و يقتلونهم بحــد الســيف
 و لقد حاولوا قتل القديس و لكن الله خلصه منهم و في هذه الأثناء ألف كتابي المعمودية و وحدة الكنيسة كما ألف في سنة 396 كتابين آخرين أحدهما عن الإيمان والثاني ضد أتباع ماني والدوناتيين .
 و في سنة 411 م أمر الملك أونوريوس بعقد مجمع في قرطاجنــــة يحضره علمـــاء الكنيســـة و علمـــاء الدوناتيين فحضر عن الكنيسة الجامعة 275 أسقفاً و من الهراطقة 279 أسقفاً كما أرسل الملك نائباً عنه و في هذا المجمع فند القديس أوغسطينوس بدعة الدوناتيين و انتصر عليهم فعاد عدد كبير من الهراطقة إلى الإيمان القويم .
 و قد حارب القديس بدعة أريـــوس و أشـــياع أوريجانوس و برثليـــانوس كما حـارب بدعــة بلاجيــوس و كان علماء الكنيسة و قديسوها يعظمون أوغسطينوس ،أما هو فكان يزداد تواضعاً و سخاء علي الفقراء حتى أنه باع الآنية المقدسة و وزع ثمنها عليهم .
 و بمقدار ما كان القديس فاجراً قبل توبته ، كان وديعاً عفيفاً بعدها حتى أنه لم يأذن لأي امرأة أن تقيم في داره أو تحدثه علي انفراد . و من أشهر كتاباته اعترافاته التي نتشرف بتعريبها .
   لقد ظل القديس يؤدي واجبه علي أكمل وجه وأتمه حتى بلغ من العمر 76 سنة فأصيب بمرض أليم أثناء حصار الأريوسيين لمدينة بونا فطلب إلى الله أن ينقله من هذا العالم  ، فتنيــح بعد أن تنـاول من الأســـرار المقدسة في الثامن والعشرين من شهر أغسطس سنة 430 ميلادية .
 و مما يجدر ذكره أن القديس كان يعيش قبل انشقاق الكنيستين الشرقية والغربية .

بركة صلاته تكون معنا آمين،،،

                                                                    القمص قزمان البراموسي

 الرجوع الى كتاب اعترافات القديس اغسطينوس

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق