مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الجمعة، 9 أغسطس 2013

الصلاة و الأفكار الشيطانية ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الثانى ) ـ الجزءالاول .





الميمر الثانى ( 14 )
الصلاة و الأفكار الشيطانية


+ فلتكن لك هذه العلامة في كل درجـة ابتدائك أن تميز و تعرف أنك عندما تكون :
 متيقظاً و محترساً في خدمة الأوقـات ( أي صلوات المزامير )  
و حفــظ قــــــوانين السـكون ،  فإنك لا تطيـــــش كثــــــيراً .
أما عن تحريك الأفكار الرديئة  فاعلم بالحقيقة أنها :
                              ليست أفكــار آلامـك ، بل مجاذبات الشياطين ؛
  لأن الأفكــــار الألميـــــــــة التــــي من العـــــــــــــــادات القديمــــــــــــــــــــة ،
  لا تتحــــــرك في الإنسان ما دام متيقظـاً و نيَّراً و حريصـاً في عمله الروحـاني ،
  و إن تحركت فهي سريعاً تضمحل بسبب يقظة و حرص عمله و بغضتـــه لهـــا .


أما مجاذبات الشياطين :
  فما دام الإنسان عقله متيقظ و مضيء و محترس في عمــل البر،
و بالأكــثر في خدمة المزامـير و صــلاة أبانا الــذي في الســموات ،
 و كــلام التلاوة الذي يرتبه الإنسان من عنده و يصلي به بغير فتـور،
 إن أكــل أو شرب أو نام أو مشي ، فإن هذه الأعمال و هذه اليقظة
و هــذه الصلـــوات بالأكـــثر تحـــرِّك الشــياطين بالحسـد مقـابله ؛
 لأنهــم يخافـــون أن يقتني منهـــــا ســــــــــلاحاً ضـــــــــــــدهم .


و لهــــــــــــذا فهُــــم على الـــــــدوام يحـــــرِّكون فيه مجـــــاذباتهم و أفكـــارهم ،
لعلـــــــــــــه ينحـــــل و يرتخـــــــــــي من الأعمــال و يمـــــــلّ من تدبـــــــــــيره .


+ لأن خدمة المزامير و صلاة أبـــــانا الذي فـــــــــــــي الســــــــــــــــــموات  ،
                    و صلاة التـلاوة التي يرتبهــا الإنســـان من ذاتــــــــــه ،
                     و يمجِّــد بهـــا الله من أجـــل عظـــــــم مجــــــــــــــــده ،
                     و يعترف بها بالخيرات التي أعطانا إياها و وعدنا بهـا ،
                     و  بها  يتضرع و يطلب الرحمة و الشــفاء و الخلاص ،
هذه الثلاثة أنواع من الصلاة :
         تكون للشياطين كمثل السهام المتقدة المسمومة فتقتلهم و تستأصلهم .


+ و إذا ما طشـــت بأفكــارك و أنــــت في الســـــــــكون ،
   ثــم تهاونــت بتكميــل خدمـــة المزامــير و قوانينـــك ،
  فإن أفكار آلامك أنت
                 هي التي تنمـــــــو بالأكـــــــــثر داخــل قلبـــــك ،
و تضغطك أزيد من مجاذبـــات الشـــــــــــياطين .


+ و مع معرفـــة الآلام هـــــــذه ، و الجهـاد مقابل مجـــاذبات الشــــياطين ،
  و الاعتنــاء بنقــاوة القــــــلب ، و نقـاء الضمـير و صفـــــــاء النفـــــس ،
   تعلَّم أيضـاً ، بشــــــوق زائد ، و محبـــــــــــــة و أعمال مفروزة بالعقل ،
   أن تقتني حقــاً الصـلوات التـي بغـير فتــــــــور  و لا طياشـــــــــــــــــة .


لأن كل تدبير العقل :     
حسب شريعة السكون هو محدود ، كما قلنا , بهذه الصلوات .
فبالصـــــلاة التي بلا فتــــــــــــــور و هـــــدم الأفكـــــــــــــار  ،
إذ لا يتلذذ الإنسان على الإطلاق بإرادتـــــه
في شيء من دغدغات الخطية بالتنازل مع الأفكار ،
ما خـــلا ما يكـــون من غصــب و ضغـــط صعــوبة القتـــال ،
بل يقتــــني بغضـــــــة كثــــــيرة لهـــــــــــذه الأفكــــــار  –
فبهــــــذه الصـــــــلاة التي بلا فتـــور مع هدم الأفكــــــار ،
يحــــــــــلو للإنسـان تدبـــــــــــــــير الســـــــــــــــــكون .


+ إن كنت ما تتعـــب جســدك ,
                                         و تفني نفسك في كل حـــين ،
                                         و في كــــــــل شــــــــــــــيء ،
                                         و كـــــــــــــــل موضــــــــــع ،
                                         و بكـــــــــــــل فعــــــــــــــــل ،
  و لو أن فكــرك قد يطيـــــش من أجـــل ترتيب ابتدائــــــك ,


           فلن تُعطى لك الصلاة التي بلا فتور .


  و إن لـــم تتيقظ نفســك في هــــــدم أفكــــار الآلام و الشـــــياطين ،
  فلــــــــن يجود الله عليك بجمع العقل و الانقباض من طياشة الأفكار .


+ إن هاتين الفضيلتين :
                      أي الصــلاة بلا فتـــور و نقــــــــــــــاوة الأفكــــــــــــــــــار ،
                           محـــــدود بهمـــا و محصور فيهما جميع سيرة العقل .
و هما مرتبطتان الواحدة مع الأخرى و مركَّبتان و متحدتان معاً .


و كمـــــا أن طبــــــع الجســـــــــــد شــــيء  ,
و              طبيعــــة النفـــــــــــس شــــــيء آخــــــــــر  ،
و باتحادهما ببعــــض يكوِّنـــــــــــــان إنســــاناً و احــــــــــداً ،
و من غــير اتحادهما و شركتهما معاً لا يكمـل لهمـا فعـــــل ،


هكذا أيضـــاً :
                  فالصــلاة شــيء و نقــاوة الأفكــار شـيء آخـــــــر ،
                 و لأجل شركتهما و اتحادهما معاً يقام منهما تدبير سيرة واحدة .
                                     تُســمى من الآبـــــــــــاء ســــيرة العقـــل ،
             و كل واحدة منهما مفتقرة إلى تكميل الأخرى .


حسب قول القديس مرقس :
                                    « إن النية الصالحـة بالصــلاة توجد ،
                                  و الصــلاة بالنية الطاهرة توجــــــــــــد  ،
                     و كل واحدة منهما محتاجــــة إلى رفيقتهـا كمثـل الطبيعـة  » .


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق