مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

الرسالة الرهبانية الثامنة للأنبا أنطونيوس الكبير

الرسالة الثامنه للقديس أنطونيوس



أحبائى فى الرب …
أكتب إليكم كأبناء أعزاء . فإنه حتى الآباء الجسديين يحبون أولادهم أكثر حينما يجدون هؤلاء الأولاد مشابهين لهم . و هكذا أنا أيضاً فبقدر إزديادكم فى التمثل بي ، فإني أصلى إلى الله لكى يعطيكم ما سبق أن أعطاه لآبائنا المغبوطين . و أصلى لكيما آتى إليكم ، و أسلمكم أسرارا أخرى أيضاً ، لا أستطيع أن أكتبها إليكم على الورق . فعيشوا فى فرح و سلام مع أب المراحم , لكيما تنالوا الموهبة التى نالها آباؤكم .
و الآن فإن أمكم سارة التي هي الروح تفرح بكم . هذه التي أكملت حملها و ولدت روحاً إلهياً فيكم و تشتهى أن تكملكم كما طلبت منها عنكم . و هذا الروح الناري العظيم الذى قبلته أنا اقبلوه أنتم أيضاً ، و إذا أردتم أن تنالوه و يسكن فيكم فقدموا أولاً أتعاب الجسد و تواضع القلب ، و ارفعوا أفكاركم إلى السماء ليلاً و نهاراً ، و اطلبوا بكل قلبكم هذا الروح الناري القدوس و حينئذ يعطى لكم ، لأنه هكذا حصل عليه إيليا التشبى و أليشع و جميع الأنبياء الآخرين . و لا تفكروا فى قلوبكم و تكونوا ذوى قلبين و تقولوا ” من يستطيع أن يقبل هذا ؟ ” فلا تدعوا هذه الأفكار أن تدخل إلى عقولكم بل اطلبوا باستقامة قلب و أنتم تقبلوه . و أنا أبوكم اجتهد معكم و أصلى لأجلكم لكى تقبلوه ، لأنى أعلم أنكم قد جحدتم ذواتكم لكى تستطيعوا أن تقبلوه . لأن كل من يفلح ذاته بهذه الفلاحة فى كل جيل فإنه ينال نفس الروح ، الذى يسكن فى المستقيمى القلوب . و أنا أشهد لكم ، إنكم تطلبون الله بقلب مستقيم فأديموا الطلبة باجتهاد من كل قلوبكم فإنه سيعطى لكم .

و حينما تنالون هذا الروح :
فإنه سيكشف لكم أسرار السماء ، و أشياء أخرى كثيرة سيعلنها لكم لا أستطيع أن أعبر عنها على الورق . و هو سيجعلكم أحرارا من كل خوف . و يغمركم فرح سماوى ليلاً و نهاراً ، و هكذا ستصيرون كأناس انتقلوا إلى الملكوت و أنتم لا تزالون فى الجسد ، و لا تطلبون حينئذ عن أنفسكم فقط ، بل تطلبون عن الآخرين أيضاً . لأن موسى لما قبل الروح صلى لأجل الشعب قائلا لله : " إن أهلكت هؤلاء فأمح اسمى من كتابك " ( خر 32 :32 ) .
و هكذا ترون أن اهتمامه كان منصباً على أن يصلى من أجل الآخرين ، إذ قد وصل إلى هذه القامة بالروح . و لكن قليلين من بين الكثيرين هم الذين وصلوا إلى هذه القامة : أى قامة الصلاة لأجل الآخرين . و أنا لا أستطيع أن أكتب إليكم عن كل هذه الإمور بالتفصيل ، أما أنتم فحكماء و تعرفون كل شئ . و حينما آتى إليكم فإنى سأخبركم عن روح الفرح و كيف ينبغى أن تحصلوا عليه و سأخبركم بكل غناه و عظم لذته ،
مما لا أستطيع أن أكتبه على الورق .

كونوا معافين فى روح الحياة و لتكونوا نامين و مزدادين قوة يوما بعد يوم .
و مزدادين قوة يوما بعد يوم .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق