مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

الرسالة الرهبانية الرابعة للأنبا أنطونيوس الكبير

الرسالة الرابعة للقديس أنطونيوس
  أنطونيوس يتمنى لكل إخوته الأعزاء فرحاً فى الرب .
يا أعضاء الكنيسة سوف لا أمل من ذكركم ، أريد أن تعرفوا أن المحبة التي بيننا ليست محبة جسدية و
لكن روحية إلهية . لأن الصداقة الجسدية ليس لها صلابة و ثبات ، إذ تحركها رياح غريبة .


إن كل من يخاف الله و يحفظ وصاياه ، فهو خادم الله . و هذه الخدمة ليست هى الكمال بل فيها البر الذى يقود إلى التبنى . و لهذا السبب فإن الأنبياء و الرسل ، و هم الجماعة المقدسة الذين اختارهم الله و ائتمنهم على الكرازة الرسولية ، أصبحوا بصلاح الله أسرى للمسيح يسوع . لذلك يقول بولس :
بولس أسير يسوع المسيح المدعو رسولاً ” ( أف 3 :1 , رو 1: 1 ) . لذا فإن الناموس المكتوب يعمل فينا بعبودية صالحة , إلى أن نصبح قادرين على السيادة على كل شهوة . و نصبح كاملين فى الخدمة الصالحة للفضيلة من خلال هذا المستوى الرسولى .
   لأنه إذا إقترب إنسان من النعمة فإن يسوع سيقول له : ” سوف لا أدعوكم عبيداً , بل أدعوكم أصدقائي و إخوتي لأن كل الأشياء التي سمعتها من أبى أخبرتكم بها ” ( يو 15 : 15 ) فإن كل الذين اقتربوا من النعمة و تعلموا من الروح القدس قد عرفوا أنفسهم حسب جوهرهم العقلي . و فى معرفتهم لأنفسهم صرخوا قائلين :
لأننا لم نأخذ روح العبودية للخوف و لكن روح التبنى الذى به نصرخ يا أبا الآب ” ( رو 8 : 15 ) حتى نعرف ماذا أعطانا الله ” إذا كنا أبناء فإننا ورثة أيضا . ورثة الله , و وارثون مع القديسين ” ( رو 8 : 17 ) .

يا أبنائي الأعزاء و الوارثين مع القديسين :
إن كل الفضائل ليست غريبة عنكم ، و لكنھا لكم إذا كنتم لستم تحت الخطية ( الذنب ) من ھذه الحياة اللحمية ، و لكنكم ظاهرون أمام الله . لأن الروح لا يسكن فى نفس الإنسان المدنس القلب ، و لا فى الجسد الخاطئ ، لأنه قوة مقدسة و منفصل عن كل خداع و شر .


حقيقة يا أحبائي أنى أكتب لكم كما لرجال عقلاء عرفوا أنفسھم لأن من عرف نفسه عرف الله و من عرف الله يستحق أن يعبده بالحق .

أحبائي فى الرب :
اعرفوا أنفسكم لأن الذين عرفوا ذواتھم يعرفون زمانھم ، و الذين يعرفون زمانھم ، يستطيعون أن يبقوا ثابتين , لا يتحركون باللغات المتنوعة ( بالتعاليم الغريبة ) .
لأنه بالنسبة لآريوس الذى تعظم ( تكبر ) فى الإسكندرية و تكلم بأقوال غريبة عن الابن الوحيد جاعلا بداية للذي لا بداية له و نھاية لمن يفوق فحص و إدراك البشر ، و نسب التغيير لغير المتغير . فإذا أخطأ إنسان ضد آخر فإنھم يستعطفون الله من أجله ، و لكن إذا أخطأ إنسان ضد الله فمن الذى يصلى ألجله ؟
( ١ صم ٢٥ : ٢ ) .
لذلك فإن ھذا الرجل أخذ على عاتقه أمراً خطيراً ، و جرحه غير قابل للشفاء .
لأنه لو نفسه لما تكلم لسانه عما لا يعرفه .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق