ضرورة السكون
" السكون هو عمل الراهب . فإذا فقد السكون إختلت
حياته كراهب " .
و أمَّا في
زماننا فقد كمُل علينا المكتوب :
إنَّ اثنين ينقســــمان على ثـــــــلاثة ، و الثــــــلاثة على اثنـــــــــين
.
و يكون الناس محبين ذواتتهم محبين الشهوات أكثر من محبتهم لله
مفتخرين متكبرين و ما هو اشر من هذا ...
فالَّذي يفهـــــــم في هــــــذا
الزمــــان ، فليســــكت
و ليـس اثنان فقط منقســمين على ثلاثة في جيلنــا،
بل الواحد منقسم على ذاته و متكدِّر من كثرة المفاوضة
الَّتــــــي تُلاقيـــــــــــــــــــــــــــه كل
يــــــــــــــــــــــــوم،
و مع أنَّه في السكون إلاَّ أنَّه يبني و يهدم على الــــدوام،
حسب المصـــــادفات الضــــــروريّة المتـــــواتـرة عليــــــه.
" و
أيضـــاً في الأيـــام الأخــيرة لمّا كــثُرت المجـــــــامع
بدأ الانحـــــــلال يتواتــــــــر، و بـــــردت الحـــــــــــــــــــرارة
..
فإنَّ الآباء الَّذين كانوا في تلك الأجيال.. عنــدما أحسّــوا أنَّه
قد بدأت تظهر فيهم ثمار الروح ،التجأوا إلى السكون الدائم
هـــرباً مــن الســــــجس ،
حتَّى لا يُضيِّعـــوا ســــلامة قلوبهــم بكثـــرة التشـــــويش،
الحاصل من اللقـــاءات الضروريّة للذين هـم سكّان بينهم...
لانه عسر على الكاملين
السُـــكنى مع كثيــــرين لأجــــل اختــــــلاف ســير الإخــــوة،
إذ يضطــــرب الضمـــير المتحفّــظ المصــلوب إلى الواحـــــــد..
و يتكدّر وسط كثرة سُبل الإخــوة المنحــلِّين، لأنَّ بواسطتهم
يصنع الشيطان قِتالاً مع النُشطاء الَّذين يُكمِّلون في الفضيلة .."
و لهـذه الأســباب هــــــرب الآبــــــاء مــــــن المجـــــــــامع
مثلما هرب الأنبا شيشوي و سكن في جبل أنطونيـــــــوس،
لأنَّه قـــــــال :
لأنَّه قـــــــال :
" في الأول كنت مستريحاً مع
سبعة إخـــــوة..
أمَّا الآن فما أقـــدر أن أســكن مع كثــــيرين
إذ يتكدّر قلبي و يتخبّــط بغـــــير إرادتــــي " ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق