حث للبعد عن الخلطة :
+ كل موضع توجد فيه كن :
منفرداً بضميرك متوحـــداً غريباً بالقلب غير مختلـــط .
+ يا أخـــــــــــــــــــــــــي :
+ كن مــــــــــن القريب ان يكملوه بانحلال ذواتهم .
و لا مــــــــــن الوجوه الذين يظن بهم إجلاء كانوا يسنحون الفرار من ملاقاتهم ..
حيث كانــوا يســــكنون هذا فليســـــــوا كمهينين لاخواتهم فعلـــــوا ذلك
و مـن الحكماء اصحـــــــــاب المعــــــــــــــــــــرفة لـــــــــــم يلامـــــــوا ..
و لكنهم كانــوا يكرسون الســــكون و الانفـــــراد أفضل من لقاء الناس .
+ القديس ارسانيوس :
و لا على الذي كان يمضى ليـزوره كان يســــــلم .
لأنـــــــــه قيــــل له من صـوت الهـــــــــــــــــي :
" اهـــــرب مــــــن النـــــــــاس و أنــت تحيــــــــا " ..
و وجهت إليه على هذا ملامـــة مملـــــؤة حبـــــاً
من الطوبانى مقاريوس حيث قال له لماذا تفر منا ؟
فأجابه القديس قائلا ًبجواب مملــــوء بالمحبــــة :
الله يعلم أنى أحبكم ..
و لكنى لا اقــــدر أن أكــــون مع اللـــه و النــــاس .
+ و هـــــــــذا الكلام العجيب ليس من آخر قيل له
إنما هــــو صــوت إلهـــي علمـــه ارسـانيوس :
" فر من الناس و أنت تحيا ".
+ لا يمكن إنسان من البطالين و محب الحـــديث
ينطق انه بحيله انسيه طلب السكوت !!
بل انه حقاً تعليم الهى .
+ و ما قيــــل له هــــــذا عن الخروج من العالم فقط أن يفر من الناس .
بل بعـد أن ترك العـالم و صـار الى الديــــــــر صلى الى الله وقــــال :
" كيــــــف يارب استطيع أن أحيا و أعيش كما ينبغى ؟
دبرني أنــــت كيـــــف أحيـــــــا و أخلــــــــــــــــص " ...
و قد كان يظن أن شيئاً آخــــر ســـيقال له ...
فسمع صــوتاً إلـــــــــــــهي ارد عليه هذه الكلمة وقال له :
" ارسانى .. فر واصمت واسكت "
+ و إن كان منظـــــر الاخـــوة و حديثهـــــم نافعـــــاً لـــــك
فما ينفعك ان تشتغل معهم مثلما تنتفع من الانفراد عنهـــم ..
و حــــــيث قبل الطوباني هذا بالانكشاف الالهي ما كان قد قاله
أولاً و هو فى العالم و امره أن يفر ..
+ و حين صـــــار مـــــــع الرهبان قليت له هذه الكلمــــــــة أيضــــــاً أن يفـــــــر ..
حينئذ اقتنــــع وعــــرف انــــه لا يستطيع ان يقتنى الحياة الفاضلة الا بالفرار
– ليس من العلمانيين فقط – بـــل و مــــن كل النـــــــاس بالســــــــــــــــواء
ألعله كان يمكنه ان يبطل كلام الله و يضاده ؟!
+ و الشيخ ارسانيوس حين كان يتهـــاون بنفسـه فلأنه كــــان يكرم السكون
لحال تلك الوصية التى قالت :" حب الرب ألهك من كل قلبك ومن كل نفسك "..
و أنبا انطونيوس قيل له بالانكشاف ..إن كنت تريد ان تكون فى الســـــكون
ــ فليس الى التبايسي فقط ــ تذهب بل الى البرية الداخلية ..
+ فإن كان الله هكذا أمر أن :
نفـــر من الكل و هكـــذا أحــب الســـــــــكون و من يثـبت فيه يحبـه ،
فمن هو الذي يتعلل لكى يدوم فى المفاوضة والقرب من النــــــــاس ؟
و إن كـــــــان لانطونيوس و ارسانيوس الاحتراس و الانفراد ينفعان
فكم بالأكــــثر ينفعان الضعفاء ؟!
+ و إن جاء احد من الوسط يقول بولس الرسول اذ قال :
" أنا اطلب أن أكون محروماً من المسيح بدلاً من إخوتي ، و ما يلحق هذا " ..
فالذي أخــــذ قــــوة بولــس فليعمـل أعمــال بولـس ..
لان بولس من الغمر الالهى كان يتدبر لينفع العـــالم ..
كما انه كان يشــهد انه لــم يكــن يفعـل هذا بهــواه ..
– بل انـــــــه اضطرار موضوع على ــ ،
فكان يقول "و يلى انا إن لم أكرز"
و أيضـــاً إختيـار بولس ليـــس للتوبـــــة كان قصــده ،
بـــــــــل لينادى للمسكونة و قوة عظيمة أعطيت له ..
عدم الخلطة بالعلمانيين و خاصة الأقرباء .
+ يليــــــــــــق بالراهب ألا يختلط بالمحاربين له ،
و إن يتحفـــــــظ حـــــتى من النظــــر اليهـــــــــم ،
و يبتعــــــــــــــد عــــــن القــــــــرب منهـــــــــــم ...
+ لانــــــــه كل وقت يصــــادم فيــــــه المتوحد ملاقاة العالم ،
فى الحال تضعف نفسـه و ترتخي و بالأكـثر ملاقاة امرأة ..
+ إن الشيطان إذا نظر متوحداً قد أعد نفسه للجهـــــــاد مقــــابله ..
عند ذلـــــك بكل وسيلة يتحايل عليه أن يربط عقله بالعلمانيين ..
لأنــــــــــــه ما يعرف فخاً أقوى من هذا يعده له ..
و من هنـــا ففي كل وقت يشاء يستطيع بســــهوله يخضعه
فـــي ثلاثة آلام كبار :
الحسد و الغضب و الزنا
+ و إن مفاوضـــــــة العلمانــــــــــــــــيين
تجعــــــــــــــــــــــل فى النفـس الهاجرة لهـــم لاجـــل عمل الله اختلاطاً ..
لا يستطيع الإنسان ان يكون بمفاوضـة الله و مفاوضـــــة النـــــــــاس ..
و لا أن يكــــــون قريباً من أهله الجســـدانيين
و يقـــــــــدر أن يدنو الى شيئ من الروحيات
فــــــــــــــــــــإن الغربـــــة توافقنــــــــا جــداً ..
+ المتوحـــــــد الـــذي يريــــد ان يكـــون قلبــه مســكناً لله ..
ينبغــــــى أن يفلحــه بالاعمــــــــــــــال النشـــــــــــــيطة
و يهدئه من جميع الحركات المسجسة التى من الغضب
والمفاوضات و الملاقــــاة النافعـــــة و المخســـــــرة ..
و بالأكثر من القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريب ..
لانه بواسطته يســجس الشيطان و يكــدر نقاوة النفس .
عدم الخلطة بالإخوة المنحلين :
قال مار اوغـــريس :
إن الشيوخ العمالين فى المجمع يثير عليهم الشياطين الاخوه المنحلين .
قال بولس الرسول :
لا تطفئوا الروح ..
بماذا تنطفئ الروح الا بالاهتمام بالجسدانيات
و اهمال الهذيذ فى امور الله وبالسماعات الدائمة للكلام الفارغ ..
+ أمض نم في البطالة
أو طف باطلاً في الجهل أنت و حـــدك و لا تذكر ســماع شيء من هــــــــــــــــــــــذا .
و لا تعــــــود ذاتــــــــــك القــــــــــرب و الدنـــــــــــــــــــــــــو من المعتـادين إيـــاه ..
و عند ذلك تعرف كم تنفع البطـــــــالة مع الوحـــــــــدة أكـــــثر من السماعات الباطلة .
+ لا تتنـــــــــــــــــازل مع المـــــــــتراخـين ..
و إلا صـــيرت نفســـك في الدرجة الســـفلى ..
+ لا تكــــــون صديقاً لمحـــــب الضحك ..
و المــــــؤثر أن يهتــــــــــك النـــــــاس
و يشهر بهم لانه يقودك الى اعتياد الاسترخاء ..
+ لا تظهر بشاشة وجهك للمنحل في سيرته و تحفظ من أن تبغضـــــــــه .
و ان أراد النهــــــــــــوض فـــــــــــــــــآذره و اهتــــم به الى المـــــوت ..
+ عبس وجهك لدى من يبتــــــدئ أن يقـــع في أخيــــــــك قدامك
فــــــــــــــإنك إذا فعلت هذا تكون متحفظاً عند الله تبارك اسمه .
عدم الخلطة برهبان من غير طقسك
حذر الاباء :
+ إن الذين هم لابسون اسكيمك
و ليســــــــوا هم مشاركيك فى الســـــيرة و التدبير و التصـــــــــــــور و الفكر بنوع من الهذيــــــذ ..
لا تتفاوض معهم لانهم يعقــونك عــــن مســــــيرك و تبرد حـــــرارتك و يتخلف جريــــــــــــــــــــك ..
وهــــــــــــــــــم ليسوا يلامون لاجل أنهم سائرون فى طريق اخـــــرى إلى الملكوت فى شكل الرهبنة .
+ و اما أنـــــــــت فلأجل تغيير تدبيرك ـ يخيبونك من سيرتك ..
و نتهـون أيضاً عن المفاوضـة مــع إخوتنــا ـ
ليس استخفافاُ و ازدراء بهم و لا لأنهم ليسوا أفضــــل منــا ،
لأننــــــــــــــــا كـــــل وقــــت نســـــــتعين بصـــــــــــــلواتهم ..
بل لأننــــــــــا بالمداومة مع الناس نعدم التنعــم مع ســـيدنا .
+ الذى لا يشابه غرض ضميرك :
تجنبــه بســلام و معــــرفه و لا تعاشـــــــــره ..
لأن الماء الذي فى العلو بســهوله يـــــــنزل إلـــــــى أســـــفل
و امــــــا الذي مــــن أســـفل فهـــو بعـــــد جهـــــــد يصعــــد ..
لأنك عندما ترفعه الى فوق ينحدر سريعاً الى اسفل ..
+ و لا تســــتجز احضـــــــار أصدقاء الى قلايتك جرياً على المألوف ،
و لا بقصــــــــــد المفضيـــــلة أيضـــــاً ، بل الممــــــــــــــــــــــاثلين ،
إيـــــــــــــــــــــاك و المساوين لك فى الطرائق والاغراض و الفهم ،
و مــــــع ذلــــــك احـــــذر من اختــــلاط المفاوضـــــه النفســـانيــة ،
التى من شــأنها أن تتحــرك كرها بالخفـاء من غير ان نشاء نحن ..
فإن كـــــــــــانت ملاقاة أهل زيه ــ اعني الرهبان ــ
تــــــــــــــــؤذى من هـو قـائم بعد فى الجهـــــاد و له حرب مع خصمـــه
إذا لـــم يكونـوا موافقـين قصده و لا سـائرين فى طريقـه ـ
ففي أية حفــــرة يسقط و كيف يخلص من شماتة الأعداء اذا نظر العــــوام ..
مع من نتحدث و نختلط ؟ و متى وكيف ؟
+ يتقوى الضمير جداً بالاســــــــــــتماع النــــــــــــــــــافع
و بنظر الفكر في أعمال القديسين ...
فــــإن طرقك أحد الآباء الكبار أو غـــــريب متــعب ،
فجلوسك معــه يحســــب صــــلاة لك .
و إن محادثة الإخــــوة الروحـــانيين لشــيء عــــــذب
إن نحـــــن قدرنا ان نحفظ معها محادثة الله سبحانه ..
+ أمرنا الآباء انه ليست توافقنـــــا ملاقــاة كثيرين إلى أن :
تصطبغ بالصــلاح بالكليـة و تحل علينـا قــــــوة الســــكون ..
لنتعلــــــــــــــــــم السكون مع الناس وملاقاة العالم يصلح احتراس العقـــــــل ..
مضـــار الخــــلطة
+ المحادثة مع كثيرين تعــوق المحـزن الذي من اجل الله ،
و ذلك المتحرك فينا من الإفــراز الطبيـــعي و من النعمــــة ..
الحركات الحــــــارة التى تحركت فيك وقت مذاقتك حلاوة اللــــه ،
بالاشــــتعال الحــــار فـــــــي الأشــــــــــياء التـــي مـــــن اجــله ،
ترجع بعــد
فتجـــدها قد بردت و عدمت مذاقهـــــا داخل نفســــك –
بهذيــــذ مفـــــاوضة إنســــان دب لـــــك من مكـــــــــــان ،
أو لأنــك أكـــرمت العمــــل الجســـداني أكــــثر منهـــا ..
لماذا تشــتت تلك اليقظــــة و الحـــرارة التى اقتنيتهـــا ،
و تضيع ربحــــك بالمحادثات مع الناس
و ملابسة الأمور ذات الخبـــــــــــاط ؟!
+ و ان كـــــان تكدر قليـــــل او نظــــــر النـــــاس فقـط
يحــــــــــــدث خســـــــــــــــــــــراناً هــــذه صفته وهـــــذا مقــــــــــــــــداره ..
و مفاوضــة ساعة صغـــيرة تضــع هـــذا الفســاد كله فى المتوحد المتحفظ ..
فمـــاذا نقــول فى اللقـاء المتصــــــل المتواتـر و الإدمان عـــلى هذه الأمـــور المتــــــوفرة ؟!
+ إن أنــــــت أحببت الخلطة
أبعدت عنك ســــــــــــترك ..
+ لانــــه ما دامت خلطتك كثيرة فأفكارك تائهة ..
و حسبما يختلـــط الجسد كذلك يختلـــط العقــــل ..
+ الاتكال على البشر يمنع كلية الاتكال على الله المسيح ..
و العـــزاء الظـــــاهر يمنع العــــــــــــــــــــزاء الخـــــفي ...
+المتوحد المرتبط بواحد او بكثيرين لابد له ان يتحرك معهم ويحزن ويفـــــــــــــرح ..
مثـــــــل أغصـان الشـــجر التى يحــرك بعضهـــا بعضــــــــاً و لا يأتى الى قدام الله ..
+ المتوحد الذي يزرع فى قلبه زرع روحــاني و يؤتمــــن على كـــــــــــــــــــــــــــــنز –
و لا يجــــــعل ذاتـه اخـــــرس و أصم عن جميع المفاوضات البشــرية ،
و الأفعـــــــال العالميـــــــــــــة و الاهتمـام بالأشــــــــــــــياء المرئيــــة ،
فهـــــــــــو يضيــــــــع الوديعـــــــــــــــــــــة التي عنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده ..
وهكــــــــذا حســــبما يكون الراهب منفــرداً مســتوحشاً ،
يخــدم من العناية الالهية ومن الملائكة و القديســــين .
رسالته لأخيه حسب الجسد
لما سأله أخوه برسالة ان يحضر الى الدير لينظره :
نحن لسنا أقوياء كما تظن أيها الأب ،
ألعـــلك لا تعرف ضعفي و عجزي فهل يسهل عليك هلاكي ؟!
فكيـــف تطـــــلب على الــــدوام حضـــــــوري إليــــــــــــــك ،
ألــــــق من فكرك طلب الطبيعـة الذي تحرك فيك كعـــادته .
ألعلك تظـن أن هذا الشــــيء الذي أهتـــــم به لا يســــــتحق هــذا الاهتمام ،
لا تطــــلب ما يخص الجسد و إرادته ، بل فكر في خلاص نفسي يا أخــــي
لأنه بعـــــد قليـــل من الزمـــــن ننتقــل مـــــــــن هـذا العـــــالم .
بكــــم مــــــــــن وجــــــــــــــوه ألتقي إذا ما أتيـــت إليــــــــــــــك ،
و بكـم أنواع من الناس و مواضع أصادف حتى أرجع إلي مكاني ،
و كـــم من مســــببات للأفكــار تستقبل نفســـي بملاقـاتهم ،
فتضطــــــــرب مــــــــن الآلام ( أي الحـــــــــروب )
التــــــي تنبههـا فيها هذه الأشياء و التي استرحت منها قليلاً .
لا يخفي عليك أن نظر العلمانيين فقط يؤذي المتوحــــــــد
و ليــس النســــاء فقـــــط بل و الرجــــــــال أيضــــــــــــاً .
انظـــــر كــــم من تعبــيرات تحــــدث في فكــــــــر ،
الذي امتــد به زمان كثير مع نفسه ( أي متوحداً ) ،
إذا مــا صــادف هـــــــــــــؤلاء بغتــــــــــــــــــــــــــــة ،
و ينظر و يسمع شــــيئاً آخر خارجـاً عمــا اعتــــــاده ،
لأنــه إن كـــــان ملاقـــــــاة أهــــــل زيــــــــــه أعنــــــــــي الرهبــــــــــــــان ،
تـــــؤذي من هو قائم بعد في الجهاد و ما زال في حرب مع خصمه ،
إذا لـــم يكونـــوا موافقــين قصـده و لا سـائرين في طريقــــــــــــــه .
إذاً : فبـــــأي حفـــــرة نســـــقط و كيف نخلص من شماتة الأعـــــداء ؟
و بالأكثر نحـــن الذين أخـــــذنا معرفـــة و خبــرة أشــياء كثيـــرة .
من أجل هذا : فإنه من غير ضرورة تجلئنـــــــا لفعــــــــل ذلــــــــك ،
لا يجب أن يضل قلبنا بأقوال الذين يدعون أنهم :
لا يتــــأذون بشـــيء مــــــن السـماع و النـظر
و أنهم على حالة و احدة سواء : في القفــــــر أو في العمران ،
في القلايـــــة أو خارجهــــــا ،
لا تتغــــير أفكارهــــــم ســــواء : في السـجس أم في الهدوء ،
ولا يحصل لهــم تغـــير رديء ،
و عنــــد ملاقــــاة الوجــــــوه :
لا يحسون بشيء من ضغــط الآلام ( أي الحروب )
فالذين يقولون هذا فإنهم متى ضربوا و جرحـوا و لا يعرفـون .
أما نحن فما وصلنا بعد لصحة النفس هـــذه
و لنـــــا جراحـــــــــات صعبــــــــــــة منتنــة
و إذا تركت يوماً واحداً دون أربطة و مراهم أنتنت و نفثت دوداً .
البعد عن الخلطة حتى الفكر :
+ لأجل المداومة على تذكـــار الله و نسيان كل ذكر قال يوحنــا التبــــــــــــــــايسي : ..
ينبغى للذي يجلس في السكون ألا يكون عنده ذكر إنســان أبــــــــــــــداً في قلايته ..
و يتحيل ألا يهدس الضمير مع أحد داخله بالكلية ..
لا بذكر الأصـــــــــــــــــدقاء و الأقــــــــــــــــــارب
بل يمسك حبه بمودة بلا فرز واحد من الأخر و يهدئ قلبه ..
البعد عن الخلطة لجمع العقل و التفرغ للصلاة :
+ إن كنـــــــا مع كثيرين افكار كثيرين تحدث لنا ..
و إن انفردنــا عن الكل ضميراً منفــــردا نقتنـى ...
+ العقل المتوحد يتولـــــد من تفـــــرد الجسم ..
و حسب اختلاط الجسد كذلك يختلط الفكــــر .
+ ان كانت جميع مصادفـــات النظـــر و السمع بتربية الأفكـــار داخـلا ..
فأية منفعة إذن
للذين يسرعون باجتهاد الى الملاقاة و يمادون فى أن يسكنوا الأفكار ..
+ لان العقــــــــــــــــل ما يهدأ بدون الجسد ..
لان الأفكار الداخلية تتشتت بالملاقاة المخسرة و بالنافعــــة أيضـــــــــاً ..
+ ما دام الضمــــير و الأفكـــــــار
يصطبغان كل يوم بأفكار شتى بالملاقاة النافعة و المخسرة –
اذ يتســــامح مع هـــــذا لطيبــــــــة قلبــــــــــــــه ..
و مع الاخر لغرض ارادته ..و مع هذا النياح شهوته ،
و مع ذلك لينــــاح غضبه و فســــــاد خلقــــــــــه –
فمتى يثبت الذهن فى ما يخصه ويهدأ و ما ينقسم الى أشياء كثيرة
و يصبر و احداً عند الواحد و يصعد أثمــاراً روحيــة لنيـــــاح إرادة الله ؟!
+ لا يستطيع الانســـــــــــــــان ان يكون بمفاوضـــة الله
و مفاوضــــة الناس ..
فــــــإن لــم يمـــت الراهـــب و ينقطــــــع عـــــــن كـــــــــل احــــــــــــــد ..
ويينقبـــــــض بالســــــــــكون الى ذاتـــــه كالميـــــــت فى القــــــــــــــــبر ..
فما يستطيع أن يقتنــــــــــــى هذه (أي الصــلاة بلا طياشـــة ) فى نفسه ..
+ إن كــــــــــنت قد أعطيت نفســك للصــــلاة المطهـــر للعقـــــــل
و لمداومـــــــــــة سـهر الليـــالي لتقتنــــــــى فكـــــراً نـــــــــــــيراً ..
فابعـــــــد ذاتك عن نظـر العالم و اقطــــــع مفاوضة المحــادثات ..
+ اقطع حديثك مع المائتين حتى تتعلـــم أن تتحدث مع الإحيـاء ..
و اجمع بصرك من كل نظـر حتى تتفحص فى خالقك و عظمته ..
+ الذي يحب المفاوضة مع المســــيح فهو يحب أن يكون وحده
و الذي يحب ان يـــدوم مع كثيــــــرين فهو يحب هـــذا العـــــالم
+ الذي له عزاء سرى فى داخــــــــــــله من هذيــذ الفكـــــــــــر
و يحــــــــــــــــــــــــس بثـــاؤرية عقليــة فى الســـماء أو الارض –
ليس هو فى حاجـة الى عـــــــــــــــزاء من الحــواس الخارجية ..
فوائد أخرى للبعد عن الخلطة :
+ الذي يد الكل عليه و يده على الكـــــل
– لا يتفرغ ليستريح بالســــــكون –
لانـه لا يمكـن ان يكــون مع الواحــــــد
بكونــه مع كثـــــيرين ..
+ إن لم يقبض حواس الجســــد
و بالاكثر نظره و سمعه و لسانه
ما يجــــد ســـكوناً لنفســــــــــــه ..
+ الذي يبتعد زماناً كثيراً عن مفاوضة الكلام ونظر الوجـــــــــوه
تنقلـــــــع منـه التذكــــــــــــــارات القديمـــــــــــــــــــــة ..
و تُبطـــــــل منه العوائــــد و التدابــير الأولى و التخيـل –
الـــــــتي هــــى رباطــات النفــس ..
+ التوبـــة هي :
أم الحيـــــــاة تفتـح لنـــا بابهـــا بالفـــــرار من الكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ..
لأنـــــــــــــــه حالمـــا يبتعــــد الإنســــــــان عن البشـــــــر و ينقبـض إلى ذاتــه ــ
من وقتــــــه ترتسم في عقله حركات التوبة و يقبل زرع الحيـــــــاة من النعمة ..
و مثل حنين يتحرك فيه حـــــزن الإفــــــراز و يختلج بقلبـه ذكر حياة العالم الجديد
و انتظار القيامة و هم الدينونـــــة ..
+ الإنســـــــــــان اذا ما انقبـــض عن مفاوضـــة النـــاس ،
و رجع الى ذاته الى تقويم تدبير سيرته حســناً قدام الله .
+ إن كنت تحـــــب العفـــــــــة
فلا تكن محبـــاً للطياشــــة ..
لان الملاقــــــــــــاة التي تعرض لك بواسطة الطياشة ما ،
تتركـــــــــــــــك أن تمســك العفــة باحتراس في نفســـك .
+ عدم الاحتراس والقـــرب من النـــاس و الامـــــــــــــــــــــــور
ولدا للشيوخ الإعفـــاء العمــــــــــــــــــــــاليين
أفكار الشاب و إقامهم فى قتـــــال الصبـــــــوة .
+ ليس يؤهل المتوحـد لنــــــــــور الضمـــــــــــــــــــــــير ،
مــــــــــــــــــــــا دام يجـــرى فى إتبـاع أمــور يجــدها
ليشبع بهـا جوعــــــه ،
الى ان يشبع من الكل
و يقبض ذاته من الكل و يصيرا واحــــداً .
+ لا يقتنى المتوحد :
حرية النفس و اتساع القلب من دون الانفراد عن خلطة الناس .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق