الميمر الخامس ( 7 )
+ إذا قمت في الخدمة :
بحَـــرس نفســك و جســــــدك
ـ تلك التي فيها
ربوات كنوز مخفية للذين يصلُّون بإفراز ـ
فاسأل الله أولاً خفية في قلبك أن :
يفتح قدامك ينبوع الحياة الذي من عــادته أن :
يفيــــض في هـــذه الأوقـــات على الأنفـــس ،
التي جحــــــــــدت العـــــــالم الزائـــــــــــــل ،
و
الذي به
تنظر كل وقت ميتوتة
يسوع على أعضائها الخفية .
ثم
رتل بهدوء بغرض الصلاة ,
و لا تعتنِ بكثرة المزامــير ،
بـــل أن
يُعطى لك مفتاحاً ، و لو كان لفظاً و
احداً ،
لكي تدخــــــــل
إلى كـــنز
تفهّمــــه الروحــاني ،
الذي ينفتـــــــــح
لك بنعمـــــة الــــــروح لقدس .
وإذا ما سجدت عند بدء الصلاة ،
فاسأل الله بوجـــع قلب أن يعطيـــك
فيهـــا صـبراً ،
و ألا يحصل لك فيها قتال سجس، قائلاً :
« أعطني
يارب حركـــات نيِّرة شـــاخصة فيـــك
بجميع هذه الخدمة بكل لفظة تخرج من فمي ».
و إذا ما دقَّ فكرك و تلطَّف من غِلظ الهذيذ ، و بدأ يصادف النــور ،
فمن
هنــا افهـــم أنك :
بســــهولة تقبـــــل دهــــش الكـــــــلام ،
إن كان تـــــــــلاوة أو كتـــــــــــــــــــــابة ،
و
للوقــــــــــــــــــــت :
يتحــــرك القلب بالفرح و يسكت اللسان .
و لا تطلب دليلاً آخر على ظلام نفسك :
سوى عدمك من هذا السرور الذي ذكرته .
+ يا
أخي أحبب الوحدة ،
و لو كنت عاجزاً عن جميع حقوقها .
صلاة و احـــــــدة يصلي بها الإنســان وحده ،
هي
أخير من مائة
صــــــــــلاة
يصنعها مع النــــــــــــاس .
و بالحق إن عمل مائة يــــــــــــــوم صــوم وصـلاة يصنعها المتوحد بسجس ومفاوضة ،
لا تـــــوازن نـوم ليـــــــــلة واحــدة في الوحدة !
« يا الله ، جُد عليَّ بنوح القلب ، يا رب
استأصل مفاوضات العالم من قلبي » .
هذه الصلاة تُدخلك في أسرار المسيح إن
اعتنيت بتفسيرها في نفسك .
و بدون أتضاع القلب ما يتنقى من الحركات المتواتـــــرة .
+ إذا ما جلست بين صلوات الأوقات لكي
تفاوض ذهنك بالهذيذ
بالله ،
افتكر أيضاً ماذا كنت ولأي رجاء دُعيت من قِبل فيــض مراحــم الله .
و اجعل لك فسـحة بين صـلاة الليل و صلاة باكر ( تخصصها )
الهذيذ الذي يصلح لتربيتك بمعرفة
الله في كل أيام حيــاتك ؛
لأن هذا أيضاً هو جزء كبير في عمل
السهر .
قسِّم الأوقات النهارية :
منها (وقت) للخدمة ،
و منها وقـــــت للهذيـذ ،
و إن و جدت فسحة تكفي فلنقاوة الحركات .
و إن كان العقل مظلماً :
زِدْ من القـــــــــراءة التي توافق في ذلك الـــــوقت ؛
لأنه من ههنـــــا يكـــــــــون ينبوع النقاوة الذي
تفيض منه مياه
طـــاهرة .
فإذا ما اتحد الهذيذ بالصلاة بنقاوة ، عند ذلك تكمل كلمة السيد :
« إنه حيث يكون اثنان أو ثلاثة مجتمعين باسمي
فأنا أكون في وسطهم »
أعني النفس و الجسد و الـــروح ،
أو العقــل و الهذيــذ و الصلاة ،
الذهــــاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق