الميمر الخامس ( 3 )
+ اعلم، أيها المتوحد :
أنه حين تجلــس في قلايتــك بغـــرض و قصــد مســتقيم مـن أجـل
الله ،
تُعطى لك قـــــــوة لحفظ بعض الوصايا التي تشاء عملها ،
أما الوصايا الأخرى التــــــــــــــــــــــي لا يمكنــك عملها
،
فإن أجرك عنها محفوظ عند
الله ،
لأجل حزنك على قلة عملهــــــا ،
و على عـــــــدم
اقتنائهـــــــــــا .
و إعلـــــــــــم أنـــــه :
و أنت في قلايتــــك يمكنـــك أن تعمــــل الوصــايا ،
و أما خارج القــــلاية :
فحتى و لا هذه
الإرادة لمحبة الفضيلة تثبت فيـك ،لأن المحادثات البشرية و اضطراب الأعمال تشتِّتها .
و من أجل أن الشيطان
قاتــلك بالضجـــر دفعــة واحــــــدة و غلبــــــك ،
و أخـــرجك من قلايتـــك كفاشـــل و مغلـــوب ،
فهو أيضاً خــارج القلاية
قهــرك و يعوقك و يعطلك من كل عمل الصــلاح ،
و يملأ قلبك بالشرور
, و ربما يردك إلى
العالــــم ،
إلى
الهــلاك الكلي
+ عندما يجلس المتوحد
في القلاية و يعمل بالوصايا ،
يصير عمله دواءً
للعينين ،
فينقي عيني نفسه من صدأ الآلام الذي يغشاها فتنفتح ،
و ينظر بعين إيمانه ربنا شمس البر الأعظم ،
و يــــــــــــــــــــرى الخـــــيرات
الســمائية ،
و يتثبــــــــــــــــت بالرجــــاء يومـاً
بعد يـوم ،
و بعمل الوصايا يقتني
أيضاً الفرح الروحاني .
طوبى للمتوحد المتجلد :
+ طوبى للمتوحد الذي ضغطته الآلام و عذبته الشياطين ،
و لم يشتَق إلى العزاء الذي من خارج .
طوباك يا ابني في ذلك اليوم الذي يدركك فيه الموت و أنت وحدك في قلايتك
،
و تنتقل نفسك مع ملاكك إلى الفردوس إلى جوار الملائكة و أرواح الصديقين .
+ إن أكلت
خبزك وحــدك في قلايتك ،
يعطيـــــك الله موهبــة ممدوحـــة :
أن تأكل المسيح مع خبزك و تشربه مع شربك بسـكرٍ و فـرح روحاني ،
و إن اشتهيت المائدة التي من خارج .
يعطيك الشيطان عطيــــة سمجة :
أن تأكل أخــاك مع خــبزك بالمثلبــة . فاحــذر
الآن و كـن محترســــاً .
كن وحدك و اثبت في الســـكون لكي تنجو من العثرات . صوت إلهي قال هذا :
كن وحدك و اثبت في الســـكون لكي تنجو من العثرات . صوت إلهي قال هذا :
« يا أرساني اهرب من العالم فتحيا , اهرب
واصمت واسكن ،
فهذه هي الأصول كي لا يخطئ الإنسان » .
فلنحب الوحدة و هي تقدِّمنا إلى عدم
الخطأ .
و لا نرعب أو نخاف من أسباب المؤذيات التي في هذا المسكن ،
لأننا لسنا وحدنا بل معنا حارس ما يفوته شيء .
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق