الميمر الرابع ( 8 )
مخــــافة الله و الفضـــائل
+ خَفْ من الله ، أيهــــــا الأخ ، و لا تـــــترك عنك مخافتــــــــــــــــه ،
خَفْ من الزلل أيها العفيف ، و اقتن
لجسدك حياء و اســـــــتحياء ،
و بالأكثر في موضع ينبغي فيه الخوف .
+ كن
مداوماً هذيذ الكتب و ســـــير الآبـاء ؛
لأنه من التذكار و النظـــــر الدائــــم في الكتـــــب ،
و في الطرق التي سلك فيها الآباء ،
تكثر فيك أفكار حارة و عدم تضــجر ،
و تجعل جميع أعمال مــــخافة الله ،
خفيفة و
ســــهلة في عينيـــــــك .
+ العفـــــة
هي : مينــــــــاء القـــــداسـة .
و القداسة هي : قلب نقي من كل رذيلة .
و بحقٍّ هذا هو قديـس الله الفاضل :
الذي لا يتبكت من نيته أنه يوافق الشرور في خفاياه .
و الفضيلة ليست عملاً متعباً أو فعلاً عسـراً ،
بل هي قلب بغـــير لوم يرضى الله ،
و لهـــــذا لا يعرف ( الفاضل ) و لا يُفرز للعين
الجسدية ،
بل لتلك العين الخفـة الفاحصة مخازن القلب .
فالذي يريد أن يحفــــــــــظ قداســـــــــته بنقــــاوة ،
و لكنــــــــــه لا يهتم بواجباتها يسقط عنها و يخيب ،
لأن الـــــــذي بنظره و ســــمعه يخضــــــع بلـــــذة ،
و يميل لنظـــر و لكلام يوســـخ العفة ،
فإنه أيضـــــــــاً يحـــب هــــــذه السماجات في
قلبه .
+ طوبى لمن :
تأدَّب بالأحزان اللائقة بطريق
القديسين ،
لا بالمحن و الأضـــــــرار البشــــــرية .
+ الجســـد
المتفـــــــــــرد يلد ضميراً متفــرداً ،
و حسبما يختلط الجسد كذلك يختلط العقل .
+ المتوحد
هو :
الذي يجعل مسكنه خارجاً عن مناظر
العالم ،
و له طلبة واحــدة فرديــة في صــــلاته هي :
شــــهوة العــــالم الجديـــد .
+ البتوليـــــــــة :
ليست هي أن يحفظ الإنسان جسده فقط من الفساد
والنجاسة ،
بل و أن يســـــتحي من ذاتـه أيضــــاً إذا كان وحـده .
+ إن تهاون المتوحد بخدمة الســبعة أوقـــــات
الموضــــــــــــوعة ،
كقـــــــــانون لازم لخلاص الـذين
يجاهــــدون مع الشـــــياطين ،
و أهملهـــــــــــــا من غير ضرورة أو بفعل سبب ما من الأسباب ،
ثم
يقـــــــــول لك إنه يتخلـــــــص مـــــن الخضـوع لـروح الزنـــــا ،
فحتى و لو كــــــان شيخاً له مدة كبيرة في هذه السيرة إما بالفعل أو بالفكر ؛
فاعلــــم
عن تحقيق بغير شك أنه يُتوِّه بك ،
و يتحايل أن يســـــتر و يخفــــــي خجـــله ،
و يُبعـــد الحس عن النفس لكي لا يترك عنه الراحات
و يخضع للقانون .
+ آلام
الجسد هي :
الغضـــــــــــــــب و الشــــــــــــــــــــهوة ،
و محبة المفاوضة و الحديــــــث الباطـــل ،
و ما شـــابه ذلك ،
و هي تهدأ و تصمت :
بالصـــــــــــــــــوم و خـــــــدمة
الأوقــــــات
و الجلوس المنفرد بغــــــــير طياشـــــــــة
.
و آلام النفس هي :
و الحســـــــــــد ، و المجـــــد الفــــــــارغ ،
و العظمـــــــــــة ، و ما تبقـــــــــــــــــــى ،
و هي تبطـــــــل :
بالصـــــــــــــــلاة ، و القــــــــراءة و المعرفة المتولدة منها .
بالصـــــــــــــــلاة ، و القــــــــراءة و المعرفة المتولدة منها .
و الذي من دون هذه يروم أن يُسكت آلام الجسد أو ينقــــــــي العقــــــل ،
إنمـــــا يشــــقي نفســـــه و يتعبهــــــــا باطـــــلاً .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق