الصـــلاة و الهـــذيذ
+ ليـس هناك تدبــــــيرٌ يقبـــض العقـــل مـــن
العــــــــالم ،
و ينجيه من الخطــايا مثل الهذيذ الدائم بالله .
هـــذا العمل عسر هو جداً و صعب , و لكنه خفيف
و لذيذ .
و أنت
أيها الأخ , إذا كنت تريد أن تكون في الهذيذ الدائــم بالله ،
الذي
هو حجاب الباب أمام كل الأفكار الفاسدة ،
فابـــــــــــــــــــــــدأ
بكــــثرة الصلــوات عــــلى الـــــــــــدوام .
فالهذيذ
الدائم بالله هو يجعلنـــــــا مداومــــــين الصـــــــــلاة .
والصـــــــــــــلاة
أيضـاً هي تحـرك القـلب للهذيذ بالله بغـير فتور ،
وتجعـــــــــــــل
العقـــــل ســـماوياً بالحـــــــركات الفاضــــــــلة .
فالتعليم الإلهي و الكلام المـــوافق لمخـــافة الله
بالصـلاة يُوجد .
+ و بحســــب ما تعلَّمنا من سيدنا في
الوصايا التي قالها عن الصلاة ،
و كيــــــــــف
ينبغي أن تكون حيـــاة النصراني ،
و ما هـــــــو الذي ينبغي أن يطلبه في الصلاة ،
فإنه بالضرورة مثلما نريد أن تكون تدابيرنا هكذا ينبغي أن تكون صلاتنا .
كما ينبغي أن تكـــــــون طلباتنــــــــــــا بحكمـــــــــة عِلمـــــــــــنا ،
مُطيَّبة
بالرجاء السماوي و بمفاوضة و معرفة أسـراره .
+ و لهذا فكل
صلاة تكون هي أفهـــــــام عـــــــــلى الحيـــــــــــــاة ،
كما قال المفسر:
إنه بكل نوع يصلي العارف يأخذ الذهن فهماً ما
إنه بكل نوع يصلي العارف يأخذ الذهن فهماً ما
- بحســــــب ترتيــــــب العــــــلم الإلهــــي –
لكي يبعد عن اللحم ويرتبط بالهمِّ بالحيـــــاة ،
و بالتقلب (أي التدبير) و تذكار الأمور المزمعة .
لكي
بنوع الصلاة بتعليمٍ عالٍ ومعرفة فاضلة عن الحياة غير المائتـة ،
بربوات أفهــــــــــام تختـــــــــلج في ضمــــــــــيرنا ،
نفهــــم كيــــــــــف نحـــن مـــن الأرض بطبيعتنـــا ،
و بيد مَن ارتفعنا و تجنَّسنا به,
و بأي أسرار تحكَّمنا بالفعـــل .
+ فالصلاة تليق بالكمال , وهي اســــــتقامة الضمـــــــــــــير ،
و
وعــــــــظ الأنـــواع الحســــنة ،
و الحرية إلى
الأمــور المرتفعـــة ،
و هذيذ الروح و تذكار
السمائيات ،
و الهــــــــــــمّ بالخفيــــــــــــات .
+ الصــــلاة
التي تكــون من الحـــــب
تشـــجِّع الضمــــير , و تُلبس العقل قوة ؛
تشـــجِّع الضمــــير , و تُلبس العقل قوة ؛
لأن الرجاء يلهــب ضمـــير الإنسان ليتجلد على
الشيء الذي هـو فيــــــه ،
و يصبر
على الضيقات و شـــرور الأرض ،
و إذا قايسها بالخيرات الموعود بها تكــــــون عنـــــــــــده
كــــــلا شـــيء ،
و لذاك الشــــــبه ينقلب ( أي يتغـــير ) ،
بمرآة ضميره من وقت لآخر بنعمـة و معــونة الـــــــــروح
و التشوق الإرادي .
+ و الصـــلاة
الكاملــــة تنير طريق الصعود بما يفوق العالم ،
فتنتشـــــي النفـــس بالسمائيات ،
و ترذل هـــذا العـــــــالم بمحبتهـا لله ،
و تتشجع
على الحروب التي تقابلهـا .
و بالصـــــــــــــــــــلاة تنحنــــي النعمــة التي تُسـمَّى الملكوت ،
لكي بالحـــــــسِّ بهـــا ننســـــــــــى الأرض ،
و نكـــــون في ســــلام العقــل بتلك الأسرار ،
و تقودنا لكي نعلم أن القوة هي من عند الله ،
حتى
نتغـــير و نثبــــت في الأمـــور الفاضلة ،
و إذ
نحن في الأرض يكون تقلُّبنــــا (أي ســـــيرتنا) في السـماء ،
فتجعلنا
نحس أن لنا مُقوِّياً و معينـاً ســمائياً غير منظـــــــور ،
يعضدنا في كل وقت على ما يرفع طبيعتنا ( إلى السماء ).
الذهاب الى :
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق