مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الثلاثاء، 22 مايو 2018

11 ـ طـــريق البر ـ ميامر مار اسحق ( الميمرالأول ) ـ الجزء الرابع ـ فصل 1

11 ـ طـــريق البر :

الزكاوة ( أى النقاوة ) لا تصان مع الخلـــــطة ( بالآخــــــرين ) ،
بل لا وجود لهــــــــــا لدى المهتم بالمشـــاغل وتداخل الأمــــور .

كثـــــــــــــــــــــــيرون من اشتياقهم إلى الـــبر يلقون أنفســـــــهم فى اضطراب الأمور ،
                          ومن جراء ذلك يفقـــدون البر الأعـــــــــظم ،
فهــم يظنـــــــون أن جميــــــــع تعــــــــــــاليم ووصايا ســـــيدنا وضعها لسائر الرتب ،
                         لكن لكل رتبة ما يليق بها ، وليست جميعها تناسب رتبة واحــــدة .


فحسب ما مـــيز فيلون العظيم فى القديســـــــــين
فإنـه مـــــــــيز وصايا عظيمة  تليق بالكــاملين ،
مثل القـــــول : اترك كل شيء واتبعــنى ( مت  19 : 21 ) ،
                  ولا تهتــــــــم بالغـــــــــد ( مت  6 : 34 ) ،
                  وصلوا كل حين ولا تملوا (  لو 18 : 1  )  ،
                 وباقى ما يشـــــبه هــــذه ،
والتى لا يقدر أن يحفظها من هم ضعيفى الإيمـــان .


والمبتدئين ، فهؤلاء كالمفتقرون إلى البقل كعلاج ،
               أو الذين ينشأوا على رضاعة اللـــبن ،
فالمـــــرأة ( أى الأم ) الحكيمة تقدم لأولادها طعاماً يليق بقامة كل منهم ،


فالحــــــــــدث فى الإيمان  والمبتــدئ هـــــــو كالطـــــــــــفل ،
والكـــــــــامل فى الســـــــــــــــــــيرة هــــــو كالرجل التــــام وضعت  له وصايا عظيمة ،
                                             حســـب التطويبــــــات الـــتي أعطـــــــــــــــــــــاها ،
فلهذا قلنــــــا إنه  ليــس مناسـباً أن يحفظها كل إنســـــــان ،
فكيف يتفق قوله : طوبى للبـــاكين لأنهـــم يتعـــــــــــــزون ( مــــــــت  5 : 4 )
مع قــــــــــــوله : طوبى لصــانعي السلام لأنهـــــــــــــــم بني العلى يدعون " (  مت 5 : 9  ) .


لأن الذي هـــــــو جالس فى  النوح يبكـــى ليــــلاً ونهـــاراً .  
كيف يقــــــــــــدر أن يبذل نفســه ويطوف العـالم ليصــالح المتخاصمين ،
                                         يصنع الســــــــــــــــلام بين كثـيرين .


وكيف يتفق كلا من :
قـــــــوله : اســــــــــــــــــــــــــــهروا وصـــــــــــــلوا كل حــــــــــــين ( لو 18 : 1 ) ،
وقـــــوله : أدخل خزانتك واغلق بابك وصــــــــــــــــل لأبيك فى الخفاء ( مت 6 : 6 ) ،
مع قوله : كنت  مريضاً فافتقدتمونى وغـــــــــــــريباً فآويتمــــــــوني
                                             ومســــــــــجوناً فزرتمــــــــونى ( مت 25 : 35 ، 36 ) ،
لأن الذي أمر بالسهر ليصــــــلى فى خزانتـــــــــــــه
كيف يقدر أن يفتقد المرضى ويطوف على السـجون
            ويتحمل الاهتمــــــــــــــــام بالغــــــــرباء .


إن قــــــــــــــوله  : ادخـــــل إلى خزانتـــك  واســــهر ،
                        وصــــــــــــــــــــلى فى الخفاء لله ،
يتوافق مع قوله : طــــــــــــــــــــــــــــوبى للنائحــين ،
لأنــــــــــــــــــــه بالحزن والسكون تتنــقى الصـــــلاة ،
                    وبالصلاة يقبــــل الباكون العــــــزاء ،
هذا الـــــــــذي لا يكون ولا يكتمــــــــــل إلا بالنـــوح .


والذى هو وحده مركزاً ( فكره ) في ذاته -  حتى وهو في العالم - فإن سنته البكاء ،
فهــــــــــــــــــــو لا يهتم في أيام بكــــــائه إلا بالنـــوح فقـــــط ،
وهـــــــــــــــــــو متجـــــــرد من الاهتمـــام بأي شـــيء آخـــر .


فالنوح هــــــــو من الحزن وهو وحده يكون كسور وأساس فى القلب ،
                                 لـــذا فإنــه لا يمكــــــن أن يكف عن نوحه ،
إن لم يجد عزاء فى  داخله بخصوص الشيء الذى ينوح من أجـــــله .
لأنـــــــــــــــــــه فى داخل القــــــــلب يوجد بكــاء آخـــــــر خــــــــفى ،
                                             غـــــــــــــير البكــاء الظـــــاهر .



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق